للمرأة دور كبير في الوعي ضد خطاب الكراهية وقيادة سوريا إلى بر السلام
كنتيجة طبيعية لعدم المحاسبة تستمر الانتهاكات بحق المكونات والأديان المتعددة في سوريا وليس آخرها التفجير الإرهابي بالعاصمة دمشق والذي تسبب بمقتل وإصابة العشرات من المكون المسيحي.

آفرين نافدار
الحسكة ـ أكدت مشاركات في الملتقى الحواري الذي نظم في مدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا من قبل اتحاد المرأة الإيزيدية ومجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل أمس الاثنين 23 حزيران/يونيو على دور المرأة في محاربة خطاب الكراهية.
جاء تنظيم الملتقى تزامناً مع تفجير كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق مساء الأحد 22 حزيران/يونيو، وأدى لوقوع عشرات الضحايا وعشرات المصابين من المكون المسيحي، وعلى هامش الملتقى تحدثت عدد من المشاركات لوكالتنا ما يحدث في سوريا من انتهاكات.
"سوريا لنا جميعاً"
أشارت الإدارية في الاتحاد الإيزيدي في سوريا وعضوة اتحاد المرأة الإيزيدية في روج آفا سعاد حسو، إلى أهمية مشاركة النساء من كافة الأطياف والمكونات في الملتقى الحواري الذي عقد بهدف معالجة خطاب الكراهية الذي يزرع الفتنة والفساد بين أبناء المجتمع.
وبينت أن الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا استطاعت من خلال مشروع الأمة الديمقراطية أن تجمع كافة المكونات والأديان تحت سقف الحرية والديمقراطية والعيش المشترك، "نسعى من خلال المنتديات والمؤتمرات إلى إيصال التجربة التي خاضها أهالي المنطقة إلى جميع أنحاء سوريا".
وتحدثت عن تأثير الخطاب العنصري والطائفي الذي تتبعه الدول القومية ومدى تأثيره في خلق الكراهية بين مكونات المنطقة "اتبع النظام البعثي القمعي خطاب عنصري يخلق التجزئة بين أهالي المنطقة، مما يزيد من تعميق الطائفية والعنصرية، وهذا ما كانت تعالجه الإدارة الذاتية منذ تأسيسها".
ولفتت إلى الأساليب الوحشية التي تتبعها هيئة تحرير الشام بحق الطوائف المتواجدة في سوريا "الأساليب الوحشية التي تتبعها هيئة تحرير الشام ضد مكونات المنطقة، تكرر المشهد الذي كان يفرضه النظام البعثي على المكونات السورية، وهذا ما رأيناه في الساحل السوري، وأيضاً ارتكاب المجزرة بحق الطائفة المسيحية جزء من الكراهية التي تفرضها السياسات القمعية على المجتمع".
وأكدت على أهمية التكاتف وزرع روح المحبة بين أبناء المجتمع قائلةً "سوريا أرضنا جميعاً فلا فرق بين كردي، وسرياني وإيزيدي، فسوريا تتنوع بثقافاتها، وجميعنا لنا حق العيش وفق ثقافتنا وديننا، فلنبتعد عن خطاب الكراهية، ونجعل خطابنا موحد للصوت السوري".
وأشارت إلى نداء السلام والديمقراطية للقائد عبدالله أوجلان، معتبرةً أنه خطوة تاريخية، وحل أنسب لحماية كافة الثقافات والأديان الموجودة في سوريا، مؤكدةً على دور النساء في تطبيق عملية السلام في المنطقة.
النساء هن نواة المجتمع
عن الوضع السياسي والأمني في سوريا قالت عضو في المجلس الاجتماعي الأرمني سيفان إيبو "النساء هن نواة المجتمع ونصفه، وهن اللواتي تربين النصف الأخر، لذلك يستهدفهن فخطاب الكراهية بدءاً من المنزل، ويعتبر الاستهداف الأول للمرأة لقمعها وتسهيل نشر خطاب الكراهية".
وأكدت أنه "عندما يكون لدى المرأة وعي كبير يمكنها لعب دورها في المنزل أو العمل، ولا يمكن لأي قوة أو خطاب إيصال خطاب الكراهية بوجود هذا الوعي".
ولفتت إلى أنه في سوريا نمر بمرحلة سياسية حساسة جداً "في المرحلة الانتقالية هناك خطاب كراهية على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية تمرر خطاب عنصري إجرامي في الوقت الذي يجب أن يكون فيه الإعلام صوت الحق والحقيقة، لكن هذه الوسائل تابعة لجهات معينة وهذا الوضع يستلزم المحاسبة الشديدة لكنهم فضلوا مسار الكراهية لزرع أفكار عنصرية في المجتمع السوري المتنوع".
ووصفت ما يحدث في سوريا بـ "الفتنة"، التي اعتبرتها "أشد من القتل لكنها وسيلة هذه الجهات لتدمير سوريا"، لافتةً إلى نموذج الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا "نجاح التجربة في شمال وشرق سوريا سببه التكاتف المجتمعي بين جميع المكونات، وكذلك التكاتف بين القوات العسكرية والأهالي، ودور المرأة في هذا المشروع. الوعي الذي نمتلكه في مناطقنا سيساعدنا لإيصال رسالتنا وإنجاح مشروعنا وإحباط المشروع المعادي للشعب السوري".
وترى أن تفجير الكنيسة في دمشق يعزز "الخطاب الإسلامي والعنصري"، وهدفه استهداف المكونات المختلفة، مؤكدةً أنه "جميعنا سوريين ولا فرق بين استهداف جامع أو كنيسة. نمر بمرحلة تأسيس في سوريا وهذا الخطاب لا يخدم المستقبل، ويحبط المسار السياسي للنهوض بعد 14 عاماً من القتل والتهجير".
ونصحت الشعب السوري بتوخي الحذر في أي معلومة يتلقاها عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لدرء الفتنة "تتطلب هذه المرحلة من الشعب السوري الوعي، وعدم الالتفات للصفحات المتطرفة، فسوريا ديمقراطية تنال فيها جميع المكونات حقوقها هو هدفنا".
المرأة لها الدور الاكبر في قيادة المجتمع
من جهتها أكدت عضوة الاتحاد النسائي السرياني سوسن عبد الأحد أن المرأة السورية "أثبتت أنها قادرة على قيادة المجتمع، والتاريخ يشهد على ذلك في جميع الحضارات، رغم أن النظام السابق عمل على قمع المرأة طيلة سنوات حكمه ولكن قوة شخصيتها ستمكنها من تجاوز جميع المحن التي تمر بها".
ما هو الدور الذي لعبته المنظمات النسائية لحماية التعددية الدينية "المرأة عملت على حماية الدين من خلال المنزل وتربية الأبناء وفي انخراطها في المؤسسات بشخصيتها الرحيمة، نحاول التخلص من كل ما عانينا منه فالمرأة لها الدور الاكبر في قيادة المجتمع بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني يتم الرفع من مستوى الوعي لدى المرأة".
للمرأة دور كبير في الوعي ضد خطاب الكراهية
رئيسة اتحاد المرأة الأرمنية سيلدا سيمون قالت عن خطاب الكراهية ضد مكونات الشعب السوري "شهدنا على تفجير الكنيسة في دمشق الذي هو محاولة للضغط على المسيحيين للهجرة مع العلم أن الشعب المسيحي أصيل في سوريا، ونؤكد أن هذا العمل الإجرامي لن يطال عزيمتنا وإرادتنا وسندافع عن وجودنا وحقنا في الحياة بوطننا بحرية وكرامة".
وشددت على أن "للمرأة دور كبير في التوعية ضد خطاب الكراهية من المنزل إلى جميع المجالات والقطاعات، ونحن في إقليم شمال وشرق سوريا نعيش بسلام ونحارب خطاب الكراهية منذ 14 عام ووجودنا اليوم من مختلف المكونات دليل على محبتنا لبعضنا".
وأكدت أن "استمرار الجرائم هو نتيجة طبيعية لعدم محاسبة مرتكبي الجرائم لذلك يجب المحاسبة وتعويض الضحايا، ويجب أن نكثف جهودنا للمطالبة بمحاسبة من ارتكبوا الجريمة بحق المسيحيين في كنيسة دمشق".
السلم يبدأ من المرأة
فيما قالت نائبة مجلس المرأة العام في حزب سوريا المستقبل سوزان شمو "انتقلت سوريا لمرحلة جديدة على أمل أن ينسى الشعب ما عاشه أو أن تهدف القيادة الجديدة للاعتراف بجميع المكونات السورية وتراعي هذا التميز الطائفي والإثني، ولكن بعد أشهر قليلة تبين أن هناك تشجيع لخطاب الكراهية، والتفرقة بين المكونات".
وأشارت إلى ما حدث أمس في الكنيسة، معتبراً أنه يثبت نهج الكراهية للحكومة المؤقتة تجاه المكونات والأديان المختلفة، وأن ما يحدث لا يشبه الشعب السوري الذي عاش لعقود دون طائفية.
ولفتت إلى ضرورة عقد العديد من الفعاليات من أجل التوعية المستمرة للحفاظ على السلم الأهلي "المشاركات اليوم أكدن رفضهن لخطاب الكراهية ودعين بصوت واحد للوقوف بوجه الحروب الاجتماعية التي تهدف لتفكيك المجتمع، وهذا السلام يبدأ من الأم من خلال تربية أبنائها ثم المؤسسات التربوية، وكذلك الخطاب الديني".