"لِنَحمِ ثورة المرأة"... دعوات لحماية النساء وعدم ارتكاب مجازر وإبادات

اعتبرت منظومة المرأة الكردستانية ومنسقية حزب حرية المرأة الكردستانية، أن الصمت تجاه المجازر التي ترتكب في إقليم شمال وشرق سوريا، بمثابة الشراكة في الجريمة ضد الإنسانية.

مركز الأخبار ـ طالبت كل من منظومة المرأة الكردستانية ومنسقية حزب المرأة الكردستانية بالعمل جاهداً لعدم حصول إبادةٍ ثانيةٍ في إقليم شمال وشرق سوريا على غرار إبادة النساء الإيزيديات، مؤكدين أن النساء تمرن بمرحلة الوجود أو اللاوجود.

أصدرت كل من منظومة المرأة الكردستانية KJK ومنسقية حزب حرية المرأة الكردستانية PAJK بياناً مشتركاً، اليوم الجمعة 13 كانون الأول/ديسمبر، للتنديد بالهجمات التي تشنها الدولة التركية ومرتزقتها، على مختلف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا.

 وجاء في البيان "نتيجة الهجمات التي شنتها الدولة التركية ومرتزقتها على مختلف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وفي مقدمتها تل رفعت والشهباء ومنبج وعين عيسى وكوباني؛ استشهد وجُرِحَ الكثير من النساء والأطفال والمدنيين العزل، بالإضافة إلى مقاتلي "قوات سوريا الديمقراطية QSD ووحدات حماية الشعب YPG ووحدات حماية المرأة YPJ".

وأضاف البيان "إننا نستذكر جميع أولئك الشهداء في شخص الشهيدات الثلاث اللواتي استشهدن في منبج وكنّ عضوات الهيئة الإدارية في حركة تجمع زنوبيا، وكذلك شهداء مشفى منبج، ونؤكد أننا سنُصعّد من نضالنا على أساس التشبث بذكراهم، إن كل هذه الهجمات وحالات الشهادة تفرض علينا مهمة دحر هذه الهجمات المعادية لوحدة الحياة الحرة بين الشعبَين العربي والكردي بنسائه وبكل شرائحه، في سبيل تعزيز الثورة، ومن واجب الإنسانية أن تردّ بروح التعبئة والنفير ضد هجمات الإبادة الوحشية تلك".

وأشار البيان إلى أن "الثورة الشعبية والنسائية في روج آفا التي تركَت وراءها ثلاثة عشر عاماً، تتعرض لتهديدات خطيرة مع المستجدات الأخيرة هناك، فمع تقدّم "هيئة تحرير الشام" نحو دمشق، برز وضع جديد في المنطقة، إذ قامت الدولة التركية وحلفاؤها من كافة التنظيمات والعصابات، وبخاصة داعش، باستغلال هذا الوضع لنقلِ هجماتها على روج آفا إلى مستوى أعلى".

ولفت البيان إلى أن الشعوب الكردية والعربية والأرمنية والآشورية والسريانية والشركسية والتركمانية في روج آفا تعيش حالياً معاً في أجواءٍ تسودها المساواة والحرية في كنف مشروع "الأمة الديمقراطية"، مضيفاً
"هذا المستوى من الحياة الحرة، الذي تطوّر في روج آفا بريادة نسائية، قد كلَّفَ إنشاؤه أثماناً باهظة، هذه الثورة المُنجَزةُ بتضحيات ودماء آلاف الشهداء والجرحى، هي في الوقت نفسه ثورة نسائية، ولهذا السبب بالذات، أصبحت روج آفا مصدر إلهام، ليس فقط لنساء المنطقة، بل ولنساء العالم أجمع".

وتابع البيان "منذ اليوم الأول لثورة روج آفا، لم تقبَل الدولة التركية الفاشية بأية حال من الأحوالِ إرادةَ ونظامَ الحياة الحرة، الذي نما وتطور وتعاظم في روج آفا، ففي العام 2014، قامت بمعية داعش بالاعتداء على مكتسبات وإنجازات الشعوب والنساء هناك، احتلّت المناطق الحرة بغية تطبيق الإبادة الجماعية فيها، واستمراراً لتنفيذ هذا الغرض تم احتلال مناطق عفرين ورأس العين/سري كانيه وتل أبيض/كري سبي، فقُتِلَ جرّاء ذلك الآلاف من الأشخاص، وواجهَت النساء والأطفال شتى أنواع العنف والاستهداف، ودارت المساعي الحثيثة لتغيير التركيبة السكانية".

وأكد البيان على أن الخطة الوحيدة لحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، هي الإبادة الجماعية ضد الكرد "الكل على دراية بهذه السياسات العدوانية والسلطوية للدولة التركية، ومن أجل تنفيذ خططها تلك، تعمل الدولة التركية على القصفِ الذهني على المجتمع والقوى الديمقراطية والثورية، من خلال إطلاق مزاعمها بالانخراط في مناقشات السلام والحل، لقد وضعَت تكتيك الحرب الخاصة ذاك حيز التنفيذ مجدداً منذ بداية تشرين الأول المنصرم، لينكشف الستار عنه بعد فترة وجيزة، عندما نفّذَت هجمات الاحتلال والإبادة ضد شمال وشرق سوريا".

وشدد البيان على أن تركيا تسعى اليوم لاستغلال انهيار نظام حزب البعث، لاستكمال خططها غير المكتملة في تنفيذ الإبادة الجماعية، هكذا، فإن الدولة التركية بدأت تشن هجمات مكثفة منذ أيام على مدينة منبج عن طريق فلول داعش، مرتكبةً المجازر بحق المدنيين، دون تمييز بين نساء أو أطفال، وقد وثَّقَت وعكسَت الصحافةُ ووسائلُ الإعلام المدنيين الذين تمّ أَسْرُهم في تلك الهجمات، وكيف تم إعدامهم، أو حرقُهم وهم أحياء، أو بَتر رؤوسهم، وكذلك حالات الإعدام الجماعي للجرحى الموجودين في المستشفيات، علاوةً على ذلك، فإن عمليات ذبح النساء أمام الجماهير، تشير إلى مخطط تنفيذ موجةٍ جديدة من إبادة النساء في القرن الحادي والعشرين".

وتابع البيان "جليٌّ تماماً ما ترمي الدولة التركية إلى فعله في المنطقة، إذ ليس مصادفةً أن تشنّ موجة مكثفة من الهجمات على منبج، وأن تبدأ خطة احتلال روج آفا من هناك، إن خطة احتلال منبج هي خطةٌ لاحتلال روج آفا، وهي خطةٌ لتدمير المكتسبات التي حققتها النساء والشعوب بأثمان باهظة، ومن المعلوم أنه في حال حقَّقَت الدولةُ التركية الفاشية خطتها باحتلال منبج، فإن كوباني ستكون أول منطقة تتوجه إليها بعدها، والهجمات على كوباني مستمرة بكثافة معينة منذ الآن، والجميع يعلم أن كوباني تعني ثورة روج آفا، تعني الثورة النسائية، وتعني ضمير الإنسانية النابض".

وأضاف البيان "فضلاً عن ذلك، فإن الآلاف من عناصر داعش معتَقَلون في العديد من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، ومع هذه الهجمات، فإن السجون التي يُعتَقَل فيها أولئك المرتزقة تغدو معرضة للخطر، وتزداد خطورة عودة داعش مجدداً من جميع النواحي، إن قوات التحالف الدولي، التي تقول أنها تتواجد في إقليم شمال وشرق سوريا لمحاربة داعش، معنيةٌ أيضاً بهذا الوضع، وتقع عليها مسؤولية ذلك، وعليه، فإن قوات التحالف الدولي أيضاً ستكون مسؤولة عن الأوضاع الكارثية المحتملة، بالتالي، عليها أن تتحمل مسؤوليتها".

ودعا البيان جميع أبناء المنطقة للمساندة بروح النفير العام "لقد اضطرّ مئات الآلاف من الأهالي إلى الهجرة إلى مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، جرّاء الهجمات على تل رفعت والشهباء، وهم يعانون مصاعب الشتاء، ويتعرضون لهجمات الدولة التركية، ويمرّون بأصعب المراحل نتيجة التهجير مجدداً، وتقوم الإدارة الذاتية الديمقراطية وشعبنا بمساعدتهم ودعمهم، برغم ظروف الفقر والإمكانيات المحدودة جداً، ومع الهجمات الأخيرة، زادت هذه الضغوط أكثر، وأصبحت الإمكانيات أقل، إن الهجمات الفاشية تخلق صعوبة كبيرة من هذا الجانب أيضاً. لذا، فإننا ندعو جميع أبناء شعبنا إلى الدعم والمساندة بروح النفير العام".

وشدد البيان على أنه "ينبغي العلم بأننا، كنساء كرديات وكشعب كردي، سنواصل نضالنا اليوم على أعلى مستوى، تماماً كما كنا بالأمس، ضد هجمات الاحتلال والإبادة الجماعية، التي ترتكبها الدولة التركية، إن نداء النفير العام، الذي أعلنته الإدارة الذاتية في روج آفا، لا يسري فقط عليها بل وعلى جميع أجزاء كردستان وخارجها أيضاً، لذا، علينا أن نحشد كل قوانا في كل مكان، وأن نحوِّل كل يومٍ إلى يومِ المقاومة والصمود بروحِ "مقاومة كوباني"، واعتباراً من هذا اللحظة، لا يمكن لأحد أن يقف متفرجاً على هذه المرحلة، بل على الجميع أن يحشد كل الإمكانات والوسائل، من أصغرها إلى أكبرها، للدفاع عن روج آفا. يجب أن يعلم الصديق والعدو أن كل مناضلة في "حزب حرية المرأة الكردستانية" ستشارك بروح فدائية ضد هذا الاحتلال وهجمات الإبادة، وأن كل امرأة كردية ستصبح صوتاً لروج آفا في كل مكان تتواجد فيه".

واعتبر البيان الصمت تجاه المجازر بمثابة الشراكة في الجريمة ضد الإنسانية "إن الصمت والتفرج على الاحتلال والتغيير الديموغرافي والمجازر المرتكبة في روج آفا، هو بمثابة شراكةٍ في هذه الجرائم ضد الإنسانية، وعليه، فإننا ندعو المؤسسات الدولية إلى التحرك بموجب أدوارها ومهامها. إذ يجب عليها إغلاق المجال الجوي أمام الدولة التركية الفاشية، وفرض العقوبات عليها، ومحاكمة الرئيس الفاشي أردوغان باعتباره مجرم حرب".

وشدد البيان على أنه النساء تمرن بمرحلة الوجود أو اللاوجود "علينا أن نردّ على هذه المرحلة بروح المقاومة الوطنية، سوف يكتب الكردُ والنساءُ تاريخهم الخاص بأنفسهم، وسيكون هذا التاريخُ تاريخاً للكردِ الأحرار، الذين يناضلون في سبيل حياة حرة وكريمة، ولهذا السبب، على جميع أبناء شعبنا، وبخاصة النساء الكرديات، التحرك بروح المقاومة العظمى لدعم وحماية روج آفا، علينا ألاّ ننسى أن روج آفا هي كرامتنا! وحمايتها تعني حماية كرامتنا وشرفنا وحريتنا ومستقبلنا"، مضيفاً "إننا نقول لصديقاتنا الأمميات وجميع الحركات والمنظمات النسائية في العالم، أن ثورة روج آفا النسائية، التي أصبحت مصدر إلهام من خلال فلسفة Jin Jiyan Azadî""، قد أصبحَت بوصلةً تهتدي بها نساء المنطقة ونساء العالم على السواء، إن القتل الوحشي للنساء في الهجمات التي شنّتها الدولة التركية الفاشية عن طريق فلول داعش، هو أسلوب متعَمَّد، أرادت من خلاله طمس إنجازات المرأة مرةً أخرى، ودفنها في خفايا عالَمها المظلم. لكننا نحن النساء لن نسمح بذلك أبداً. ولهذا السبب، فإننا نقول لجميع النساء المناضلات في سبيل الحرية".

وطالب البيان بالسعي جاهداً لعدم حصول إبادةٍ ثانيةٍ في إقليم شمال وشرق سوريا على غرار إبادة النساء الإيزيديات، لندعم نظام الحياة الحرة والثورة النسائية المنجَزة بريادة النساء الكرديات والعربيات والآشوريات والسريانيات والأرمنيات والتركمانيات والشركسيات".