لبنان... مطالبات بإنصاف العمال ورفع الغبن عنهم في يومهم العالمي

لبى المئات من الجماهير الحاشدة الدعوة للمشاركة في المسيرة التي أقيمت بمناسبة عيد العمال، رفعوا خلالها لافتات دعت الحكومة لإنصاف العمال ودعم صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفلسطين والجنوب.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ يصادف الأول من أيار/مايو من كل عام اليوم العالمي للعمال، ففي عام 1886 دعا اتحاد نقابات العمال في الولايات المتحدة إلى أضراب في الأول من مايو، للمطالبة بتحديد ساعات العمل بثماني ساعات، وشارك في الأضراب أكثر من 300 ألف عامل في المصانع التي يعملون فيها في جميع أنحاء البلاد.

بمناسبة عيد العمال العالمي والذي يصادف الأول من أيار/مايو، انطلقت مسيرة حاشدة من محلة البربير وصولاً إلى ساحة رياض الصلح وسط بيروت، لبى خلالها المئات من كافة المناطق اللبنانية ومختلف الفئات العمرية دعوة الحزب الشيوعي واتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان وأحزاب ومنظمات عدة الدعوة إلى هذا الحدث السنوي، والذي يحتفل بالعمال وجهودهم، ودعا المتحدثون إلى إنصاف العمال ورفع الظلم والغبن عنهم، خصوصاً بعد تدهور سعر الليرة ما أدى إلى حالات من العوز والفقر بينهم.

 وعلى هامش المسيرة قالت مريم شمالي وهي ربة منزل من إحدى قرى سعدنايل "أولاً المرأة عاملة داخل منزلها، والعمل المنزلي هو عمل كغيره"، لافتةً إلى أن للمرأة دور كبير وفاعل في المجتمع كما يجب عليها أن تكون نشيطة ومجتهدة وأن تربي أطفالها على احترام العمال والعمل مهما كان نوعه".

وعن إمكانية القيام المرأة بإحداث التغيير أوضحت "تستطيع المرأة إحداث التغيير، من خلال تربية أولادها على عدم التنمر، فعلى سبيل المثال عندما يعود طفلي من المدرسة ويستهزئ بزميله، أرشده إلى الخطأ بهذا التصرف وإمكانية تعرضه لمثل هذا الأمر مثل غيره، ويعتبر هذا عمل أيضاً فهي تعمل على احتواء كل ما يحدث داخل منزلها، كما أنها الأساس عبر تربية أولادها على الاحترام والأخلاق والمبادئ والنشاط والاجتهاد وعدم التخاذل، والمنزل الذي يبنى على أساس جيد يصبح المجتمع بأكمله جيداً".

 

 

وقالت لارا عودة وهي موظفة سابقة بمنطقة الشوف في جبل لبنان "أشارك سنوياً في هذ المسيرة مع عائلتي وأولادي، ونعتبره العيد الأساسي بالنسبة لنا كعائلة، لأنه يمثلنا ويمثل معاناتنا وحقوقنا التي لم نحصل عليها وبحاجة لها"، لافتةً إلى أنه بالنسبة للمرأة فلا زلنا نعاني من عدم الحصول على حقوقنا الأساسية حيث خسر العمال ضمانات كثيرة ويعانون في جميع المجالات من المعاشات والحد الأدنى للأجور".

وأشارت إلى أن معاناة المرأة العاملة مضاعفة خاصة التي لها علاقة بإجازة الأمومة والمدة التي يمكنها أن تأخذها في هذا المجال، فضلاً عن فرص العمل القليلة، وإمكانية أن تعمل ولديها أطفال".

وأضافت "للمرأة قدرة على إحداث التغيير وأن تكون في مراكز صنع القرار، وهو أمر محسوم، وهذا موضوع ليس سياسياً فحسب بل اجتماعياً أيضاً، ويعتمد على مقدار إيماننا بأن تكون المرأة بمركز قيادي، وإمكانية ترشحها للانتخابات البلدية أو النيابية وغيرها الكثير من المجالات، واذا كنا نتحدث عن عدالة اجتماعية  فيجب أن يكون لديها ذات الفرص والإمكانيات، لا بل كل شخص يتميز بإمكانياته الخاصة سواء رجل أو امرأة، فهذا ليس موضوعا جندرياً، بل يتعلق بالكفاءات والخبرات، وعندما أتعمق بوضعي ومن حولي ولدينا أطفال صغار، أعرف أثرنا في تربية هؤلاء الأطفال للوصول إلى أن تنتج هذه الفئة من المجتمع القادرة على التغيير، وأعتقد أن التغيير يبدأ من هناك، وأن العنصر الأساسي في هذه التربية هي الأم".

 

 

وقالت إحدى المشاركات بالمسيرة جيهان غندور وهي من إحدى قرى محافظة النبطية جنوباً "المرأة لا تجد فرص عمل، وحتى لو وجدت فإن أجورها أقل من الرجل، نأمل أن يتساوى الجنسين في هذا الأمر، وخصوصاً وأن المرأة لديها طموحات لا سيما إن وضُعت في المجال المناسب لها دون تحيز للرجل، فمن المؤكد أنها تستطيع الوصول".

ولفتت إلى أنه من المهم أن يحصل تغيير في المجالس البلدية، وفي رئاسة الجمهورية أيضاً، وأن تظهر المرأة في المجتمع اللبناني والشرقي خاصة "بالتأكيد سأقترع وأعطي صوتي لامرأة ولكن يجب ألا تكون منحازة لأحد وأن يكون فكرها حراً".

ووجهت تحية لكل نساء العالم المجاهدات "كامرأة يهمني أن يظهر صوت المرأة في جميع أنحاء العالم، وخصوصاً في لبنان وفي الجنوب، وأن تتمتع بالقوة وأن تحافظ على حقها وأن ترفع صوتها، وأن تقول الذي تريده، وألا تخاف من العالم الذكوري".

من جهتها قالت المشاركة في المسيرة جنان الخطيب "أتينا اليوم للقول بأن المرأة مساوية للرجل من حيث الحقوق والواجبات، وأن لها دوراً أساسياً في المجتمع، نشارك في المسيرة لنجدد البيعة لنساء وأطفال فلسطين، ولنقول بأننا لن نقبل بهذا الظلم"، لافتةً إلى أن اليوم العالمي للعمال نتج بعد العديد من التضحيات من العمال ضد السلطة، وضد الحركات السلطوية.

وأكدت أن للمرأة دور فعال لا سيما في التوعية ضد الظلم، فالمرأة موجودة اليوم في الأحزاب وفي النقابات وفي السلطة، ويجب ألا يكون دورها ثانوياً، بل على العكس فدورها أساسي لأنها نصف المجتمع فهي الوعي الذي تمده لعائلتها، وبالتالي فدورها كبير على كافة المستويات سواءً على مستوى العائلة أو المجتمع وحتى النقابات.

 

 

وقالت مريام بشير وهي عاملة منزلية مهاجرة من سريلانكا "نشارك اليوم في هذه المسيرة من أجل حقوقنا، وحريتنا في الوقت نفسه، ولأننا مثل أي إنسان آخر، بشكل عام أعيش في لبنان وأحترم الشعب اللبناني، ولكن هناك نساء يتم ظلمهن في المنازل"، مضيفةً أن العاملات المنزليات يتم رمي بعضهن في الشوارع، وكذلك على نظام الكفالة أن يتغير، وأحيانا تلجأ الفتيات بطرق غير شرعية وعن طريق التهريب وهي طريقة لا تأمن لهن حقوقهن.

 

 

وقالت الأستاذة في مجال التربية أمل دياب "أحيي كل عمال العالم بمناسبة يومهم العالمي، وأخص بالذكر عاملات لبنان، وأعيّد نفسي كوني معلمة أمضيت 26 عاماً في التعليم"، مشيرة إلى أنها واحدة من الناس التي تعتبر حقوقها مهدورة "كعمال في هذا البلد حقنا مهدور، ومن المفروض الوصول إلى حقوقنا بالطرق القانونية والسلمية".

وعن مشاركتها في هذا اليوم أوضحت "لا يمكنني القول بأن مشاركتي نسائية، بل أشارك كعامل لأن هذا العيد هو الوحيد الذي يعنيني أكثر من أي عيد آخر، وبالنسبة لي لا يضاهيه أي عيد أهمية إلا عيد الأم"، مشيرةً إلى أن دور المرأة في عيد العمال نابع من دورها الهام في المجتمع، بعد أن وصلت لموقع ترفض أن تكون فيه مهمشة، وألا يكون هناك مساواة بينها وبين الرجل بأي مؤسسة سواء في الوظيفة أو في المعاش وفي العطل.

وأكدت أن مطالبهم واضحة وهي الحصول على جميع حقوقهم كعمال "كلنا يعمل ويتعب خارج وداخل المنزل، وأحيي كل رجل يشعر بزوجته ويساعدها في أعمال المنزل، لأنه بهذا يعتبرها مساوية له بالحقوق والواجبات "لا ننسى بهذه المناسبة عمال وعاملات الشعب الفلسطيني، الذي اغتصبت أرضه ولا يزال مصراً على التمسك بها، ومثلما اعتدنا عليكم صامدين، نتمنى أن تستمروا وتتمسكوا بأرضكم، ولا بد أن يعود الحق لأصحابه، لأنكم أصحاب الأرض، تحية للمقاومة والشعب الفلسطيني".