لبنان... مبادرة نسوية لمساعدة ضحايا الزلزال

مبادرات إنسانية عديدة انطلقت مع كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 شباط/ فبراير، الذي أودى بحياة آلاف الأشخاص وأصاب عشرات الآلاف عدا عن المفقودين الذين لا يزالون تحت الأنقاض.

كارولين بزي

بيروت ـ في إطار تقديم المساعدات للمتضررين من الزلزال ولاسيما الذين فقدوا منازلهم، قررت مجموعة نساء لبنانيات أن يطلقن حملة تبرعات من أجل تقديم المساعدة للمناطق السورية التي لم تصلها المساعدات، ولمدينة طرابلس في شمال لبنان الذي لم تجد من يعيل أهلها الذين تضررت بيوتهم في ظل غياب الدولة اللبنانية واستقالتها من واجباتها.

نظمت هبة حشوش ونور قازان مبادرة إنسانية نسوية لجمع تبرعات بهدف مساعدة ضحايا زلزال سوريا والمتضررين من الزلزال في مدينة طرابلس اللبنانية، وحول ذلك قالت "نظمنا حملة إغاثة لتقديم مساعدات لأطفال سوريا في المناطق المتضررة من الزلزال. نحن أربع نساء قمنا بتنظيم هذه الحملة، ولكن في غضون 24 ساعة جمعنا مساعدات كثيرة من حليب وأطعمة خاصة بالأطفال ومواد غذائية بالإضافة إلى ملابس وأحذية".

 

"فوجئت بكمية المساعدات"

من المفترض أن تتجه هبة حشوش إلى سوريا عبر معبر العريضة الحدودي يوم الاثنين أو الثلاثاء المقبل، وذلك بعد تواصلها مع السفارة السورية في لبنان.

وعن الجهات التي قدمت المساعدات في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها اللبنانيون، قالت "لم أتوقع أن نحصل على هذا الكم من المساعدات ولاسيما في هذه الفترة التي ارتفع فيها سعر صرف الدولار بشكل كبير بالتوازي على ارتفاع أسعار السلع الغذائية"، مضيفة "قدم هذه المساعدات لبنانيون وسوريون ومغتربون".

ليست المرة الأولى التي تنظم فيها هبة حشوش حملة تبرعات لمساعدة العائلات المحتاجة وحتى مساعدة المرضى الذين يحتاجون للاستشفاء. وأوضحت "أطلق مبادرات لمساعدة المحتاجين منذ 15 عاماً، وهذه المساعدات عبارة عن مواد غذائية نقدمها للعائلات التي تصنف تحت خط الفقر في شهر رمضان. هناك عائلات معينة ونعرف وضعها، هذه العائلات أصبحت تتلقى مساعدات بشكل دوري في كل عام في شهر رمضان".

ولفتت إلى أن هناك ما بين 25 إلى 30 عائلة تحصل كل عام على حصص غذائية كاملة أو مبالغ مالية للغاية نفسها. إلى جانب تأمين المواد الغذائية لا تتردد هبة حشوش بجمع التبرعات للحالات الاستشفائية.

 

"الإنسانية غير مشروطة"

منذ أكثر من 15 عاماً تسعى هبة حشوش لجمع التبرعات للناس المحتاجة وحتى أغلب من ترسل لهم المساعدات لم يتعرفوا إلى صورتها، فالإنسانية لا يجب أن تكون مشروطة، تقديم المساعدات لا يجب أن يكون مشروطاً وهو ما تؤمن به، قائلةً "الإنسانية غير مشروطة، ليس لي علاقة بدين ومذهب وطائفة وانتماء وجنسية أي محتاج، كل ما يعنيني بأن هناك شخصاً يحتاج للمساعدة وعليّ مساعدته. وأنا جاهزة لمساعدة أي شخص محتاج مهما كانت جنسيته أو هويته".

 

 

"هدفنا الأطفال"

أماني سليم من بين النساء اللواتي انضممن إلى المبادرة لجمع تبرعات لأكبر عدد من العائلات المتضررة من الزلزال في سوريا. تقول "جمعنا تبرعات لمنكوبي الزلزال في سوريا وركزنا على كل ما يتعلق بالتدفئة كالملابس والأغطية، كان هدفنا الأساسي هو أن نجمع مساعدات للأطفال وكذلك مواد غذائية وعلى رأسها حليب الأطفال، زجاجات الرضاعة، أدوية الأطفال وحفاضات، بالإضافة إلى المواد الغذائية الأساسية كالرز والعدس والسكر".

ولفتت إلى أن مجموعة النساء اللواتي عملن على جمع التبرعات والمساعدات استطعن تأمين كمية كبيرة من الملابس والأغطية.

وأكدت بأن هذه "المبادرة فردية من قبلنا نحن كمجموعة من النساء لا تربطنا أي علاقة بأي جمعية أو حزب أو تيار"، مشيرةً إلى أن كل امرأة اتخذت من مكان إقامتها مقراً لتلقي المساعدات والتبرعات بهدف جمعها والتوجه بها إلى سوريا لتسليمها للمتضررين.

إلى جانب المواطنين السوريين، سيذهب جزء من هذه المساعدات لأبناء طرابلس المتضررين من الزلزال، لأن الدولة اللبنانية غائبة عن دورها وواجبها تجاه اللبنانيين عامة وطرابلس خاصةً.

 

 

"قادرات على تقديم المساعدة"

وشددت على أن أهمية هذه المساعدات هي أنه سيتم تسليمها يداً بيد إلى المتضررين مباشرةً، لا عبر جمعية أو جهة حكومية أو غير ذلك، نظراً لأن بعض المساعدات لا تصل إلى أصحابها.

وأضافت "بادرنا بإطلاق الحملة لأننا شعرنا بأننا قادرات على تقديم المساعدة إن كان عبر علاقاتنا أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فالمساعدات لم تقتصر على الأشخاص بل المحلات التجارية التي قدم بعضها ملابس ومواد غذائية، لمسنا حماساً لدى الأشخاص الذين قدموا مساعدات".