لبنان... الزواج المبكر والعنف ضد النساء محور لقاء حواري

نظمت حلقة حوارية في بيروت عبر تطبيق زووم، تم التطرق فيها لقضايا المرأة، أبرزها الزواج المبكر، العنف ضد النساء، المرأة في السياسة وحرية التعبير.

كارولين بزي

بيروت ـ ضمن مشروع TWEE وبالشراكة مع منظمة "USPEak" التي تقودها النساء، نظم لقاء حواري في بيروت لمناقشة قضايا المرأة.

 

"حرية التعبير ضمن الأطر القانونية"

استهلت الدكتورة جورجينا نعمة الله كلامها بالحديث عن شرعنة حقوق الإنسان ولاسيما في موضوع حرية التعبير، معتبرةً أن الحرية تنطلق من خلال التعبير عن أنفسنا، ولكن ضمن حدود القانون ودون التعدي على حرية الآخرين.

وأشارت إلى أن الإعلام هو الطريقة الوحيدة التي يمكن أن توصل الأفكار التي نتبناها. الإعلام بكافة وسائله إن كان المرئي والمسموع والمكتوب أو الإلكتروني والورقي، إلى جانب الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، مضيفةً "كل طرق التعبير المذكورة هي حق من حقوقنا".

وربطت هذه الوسائل وحرية التعبير بتمكين المرأة التي هي إحدى أهداف الكثير من المنظمات، التي يمكن أن ترفع ثقة المرأة بنفسها، من خلال تشجيعها ودعمها لتثق بنفسها وبإمكانياتها.

وركزت على أهمية التعليم للنساء، لأنه بمثابة الحصانة لهن، بالإضافة إلى التوعية والدعم الذي يجب أن تتلقاهما المرأة كي تكون حرة خيارها، مضيفةً "لأن لدينا القوة على إحداث التغييرات في مجتمعاتنا، لدينا القوة على تقرير مصيرنا، كما لدينا القدرة على تمكين نساء أخريات لتحقيق أنفسهن".

 

"12 مليون فتاة قاصر تتزوج كل عام"

ودعت جورجينا نعمة الله خلال اللقاء الحواري المرأة إلى رفع صوتها عالياً لمواجهة العنف والظلم، لافتةً إلى أنواع العنف ومنها العنف الأسري، العنف في أماكن العمل، كذلك العنف الذي تتعرض له في الجامعة، ويمكن أن يكون هذا العنف على سبيل التحرش أو الاعتداء الجنسي، إذ أن المرأة في مجتمعاتنا تتعرض كثيراً لهذا النوع من العنف.  

واعتبرت بأن الزواج المبكر أحياناً يأتي في إطار الاعتداء الجنسي، وعرّفته بأنه الزواج الذي يحصل ويكون أحد أطرافه تحت السن القانوني للزواج أي 18 عاماً، مشيرةً إلى إحصاءات تفيد بأن 12 مليون فتاة في العالم تتزوج زواجاً مبكراً كل عام، لافتةً إلى أن نسبة زواج القاصرات أكثر منها عند الفتيان.

وتطرقت إلى العامل الاقتصادي الذي يمكن أن يكون أحياناً سبباً في لجوء الأهل إلى تزويج بناتهم في سن صغيرة. ولم تنس الذهنية التي تربت عليها الفتاة، والتي توهمها أحياناً بأن الحياة الزوجية هي أفضل من تلك التي تعيشها في منزل عائلتها، لكن في الواقع الأمر مختلف.

وشددت جورجينا نعمة الله على أهمية دور العائلة والمدرسة في توعية الفتيات حول الزواج المبكر، وبأن الزواج لا يعني حياةً وردية بل مسؤولية.

 

"التمييز الجندري في لبنان"

أما الدكتورة ليلى شمس الدين فأطلقت على مداخلتها عنوان "التمييز الجندري في لبنان بين الواقع والمرتجى... تطلعات وتحديات"، واستهلت كلامها بعبارة "ما الذي نفعله اليوم يمهد طريقنا لإنجازات الغد".

وتحدثت عن اتفاقية "سيداو" التي طالبت بالمساواة بين الجنسين، وعبّرت عن طموحها بالعدالة الاجتماعية بين كل أفراد المجتمع لا المساواة.

ونقلت ليلى شمس الدين عن الاتفاقية تعريفها للتمييز ضد المرأة، الذي جاء فيه "التمييز ضد المرأة بأنه تفرقة أو استبعاد أو تقييد يتم على أساس الجنس، وتقييد الحريات الأساسية في الميادين السياسة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية أو في أي ميدان آخر، وعدم تمتعها بهذه الحقوق أو ممارستها لها بغض النظر عن حالتها الزوجية على أساس المساواة".

وأوضحت "بعد أكثر من ربع قرن من توقيع اتفاقية سيداو، أظهر التقرير السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2021، بأننا نحتاج لـ135.6 عاماً لكي تحدث المساواة الاقتصادية بين الجنسين، أما القضاء على الفجوة في كل المجالات فتحتاج إلى 267.6 عاماً من الآن".

ولفتت إلى أن استطلاع رأي صادر عن معهد بروموند البرازيلي نفذه البرنامج الدولي للمساواة بين الجنسين في كل من مصر ولبنان والمغرب وفلسطين، أظهرت نتائجه بأن المرأة تابعة وليست مستقلة.

وأضافت "أفاد استطلاع الرأي بأن غالبية الرجال أيدوا فكرة عدم المساواة بين الجنسين، وبأن النساء لا تصلحن للأدوار الريادية، وأن عليهن أن تلتزمن ببيوتهن، بالإضافة إلى أن موضوع التعليم أكثر أهمية للرجال مقارنةً مع النساء"، لافتةً إلى أن الاستطلاع أكد أن مصر كانت الأقل تأييداً لقضية المساواة بين الجنسين، بينما لبنان الأكثر تأييداً".

 

"الأمثال الشعبية"

وأشارت ليلى شمس الدين إلى أن "لبنان وقعت في العام 1955 على الاتفاقية المتعلقة بحقوق المرأة السياسية، ولكننا في لبنان ولغاية اليوم لم نحصل على 30 % من أعضاء المجلس النيابي".

وقعت لبنان على اتفاقية "سيداو" في العام 1996، وتحفظت على عدد من البنود أبرزها عدم منح المرأة اللبنانية المتزوجة من أجنبي أولادها الجنسية، على خلاف الرجل الذي يمنح الجنسية اللبنانية لزوجته الأجنبية.

ولفتت الدكتورة ليلى شمس الدين إلى أن هناك إشكالية كبيرة على صعيد القانون في لبنان فيما يتعلق بموضوع المساواة بين الجنسين، وعلى الرغم من أن المجتمع اللبناني يستخدم الأمثال الشعبية بشكل يومي، ولكن ربما لم يتنبه كثيرون بأنها تتميز بكثير من الذكورية.

وذكرّت بأكثر من مثل وآخرها كان "جازة وجوزتك حظ منين بدي جبلك"، وأوضحت "المفهوم السائد في مجتمعاتنا هو أننا نقوم بتزويج الفتاة لا تختار بنفسها".

 

"إشراك المرأة في صنع القرار"

وأوصت بمجموعة مقترحات أبرزها "اعتماد وإقرار سياسة التشبيك بين القطاع الخاص والمجتمع المدني والشعب وإشراك النساء في عملية صنع القرار، وتحفيز النساء لتبوأ أدوار قيادية. اعتماد نظام الكوتا الذي يسمح بإعطاء فرصة للمرأة للمشاركة بالمجال العام والسياسة والاقتصاد بهدف تحقيق المساواة بين الجنسين".

ودعت ليلى شمس الدين إلى القيام بحملات تثقيفية تهدف إلى رفع المستوى المعرفي في مختلف المجالات لدى النساء كما الرجال، مشددةً على ضرورة تعديل المناهج التربوية بمضامين تحقق العدالة الاجتماعية، إلى جانب كل ما تم ذكره من المهم أن يتم تفعيل دور الإعلام لمواكبة هذا المسار.