كيف تساهم المعارض في تعزيز مشاريع النساء وتنميتها؟
شكل المعرض النسائي للمقاولات الذاتيات في الدار البيضاء، فرصة مهمة للنساء لعرض منتجاتهن، والتواصل مع الزبائن وبناء علاقات مهنية تساهم في تعزيز مشاريعهن.

حنان حارت
المغرب ـ سلطت جمعية "ما بينهن" الضوء على الدور الأساسي للمقاولة الذاتية في تمكين النساء اقتصادياً، ودعم الإنتاج المحلي، وتعزيز حضور المرأة في سوق العمل.
اختتمت مساء الأحد 23شباط/فبراير، فعاليات المعرض النسائي للمقاولات الذاتيات الذي نظمته جمعية "ما بينهن" بالشراكة مع غرفة الصناعة التقليدية، وذلك بالمركب الثقافي سيدي بليوط في الدار البيضاء والذي استمر على مدار أربعة أيام.
وشكل المعرض فرصة للعديد من النساء المقاولات لترويج منتجاتهن، والتواصل المباشر مع الزبائن، وبناء شبكة علاقات مهنية تساعدهن على تطوير مشاريعهن.
وأوضحت رئيسة جمعية "ما بينهن" في الدار البيضاء مليكة المالح، أن الهدف الأساسي من تنظيم هذا المعرض هو دعم النساء اقتصادياً وتمكينهن من تعزيز حضورهن في السوق "نؤمن بأن التمكين الاقتصادي هو مفتاح استقلالية النساء، ومن خلال هذه الفعالية وفرنا لهن منصة لعرض منتجاتهن واكتساب مهارات جديدة في التسويق، وبناء علاقات مهنية قد تفتح لهن آفاقاً جديدة في مجال ريادة الأعمال".
وأشارت إلى أن الجمعية تركز على دعم النساء صاحبات المشاريع، خاصةً المبتدئات واللواتي في وضعية هشة، من خلال تكوينات متخصصة في ريادة الأعمال والتي تشمل كيفية بناء مشروع ناجح، وتطوير المهارات التسويقية، والتعامل مع تحديات السوق، كما تعمل الجمعية على مساعدة المقاولات الذاتيات في تحسين قدراتهن على الترويج لمنتجاتهن، وتقديم استراتيجيات فعالة لتحديد الأسعار وضبط التكاليف.
وأضافت "لاحظنا أن الكثير من النساء تواجهن صعوبات في إقناع الزبائن بجودة منتجاتهن، رغم أنها غالباً ما تكون مصنوعة بحرفية عالية، كما أن ضعف مهارات التفاوض والتسويق يشكل تحدياً كبيراً أمام تحقيق مبيعات جيدة، لهذا نسعى إلى تمكينهن من الأدوات التي تساعدهن على تحقيق النجاح والاستقلالية الاقتصادية".
وشاركت في المعرض العديد من النساء من بينهن لمياء العظمي وهي مقاولة ذاتية متخصصة في المنتجات الطبيعية والتجميلية، إذ عرضت مستحضراتها التي تشمل حلولاً لمشاكل مثل القولون العصبي، وحب الشباب، وتشققات القدمين، وغيرها من المنتجات.
وأكدت أن هذه التجربة ساعدتها كثيراً في توسيع قاعدة زبائنها "المعرض أتاح لي فرصة اللقاء المباشر مع الزبائن، وهو ما لم يكن ممكناً من قبل لا سيما وأن التسويق عبر الإنترنت لا يوفر دائماً هذا التفاعل المباشر"، مشيرةً إلى ان العمل كمقاولة ذاتية لم يكن مجرد وسيلة لكسب الدخل، بل كان خياراً ساعدها على تحقيق التوازن بين حياتها المهنية والشخصية.
وترى المقاولة الذاتية لمياء العظمي، أن هناك فرق كبير بين العمل في وظيفة تقليدية والعمل كمقاولة ذاتية، حيث تمنح المقاولة الذاتية المرأة حرية أكبر في تنظيم وقتها وتطوير مهاراتها، مما يجعلها أكثر قدرة على العطاء والإبداع "في الوظيفة التقليدية تكون المرأة مقيدة بمهام محددة وأجر ثابت، بينما في المقاولة الذاتية تملك حرية اختيار مجال عملها وتوسيع نشاطها وفق إمكانياتها وطموحاتها".
ووجهت نصيحة للراغبات في تحقيق الاستقلالية المالية بعدم التردد في خوض تجربة المقاولة الذاتية، حتى وإن لم تكن لديهن فكرة مشروع واضحة في البداية "المهم هو البحث عن الفرص، وتطوير المهارات، وعدم الخوف من التجربة، فالمقاولة الذاتية ليست مجرد مصدر دخل، بل هي أسلوب حياة يمنح المرأة حرية اتخاذ القرارات التي تناسبها، ويمكنها من خلالها تحقيق ذاتها".
وعلى الرغم من هذه المزايا، تواجه النساء المقاولات تحديات خاصة في الترويج والتسويق، مشيرةً إلى أن العديد منهن تجدن صعوبة في إيصال قيمة وجودة منتجاتهن إلى المستهلكين، في ظل هيمنة المنتجات المستوردة على السوق "لدينا في المغرب كنوز طبيعية تصدر للخارج، فلماذا لا نشجع الإنتاج المحلي وندعم المقاولات الذاتيات؟".
ومن جانبها اعتبرت أمينة أعراب، مقاولة ذاتية متخصصة في صناعة الحلويات، أن طريق ريادة الأعمال لم يكن سهلاً، فقد سبق لها أن أسست تعاونية للحلويات لكنها لم تنجح، ما دفعها إلى البحث عن بدائل، حيث وجدت الدعم في جمعية "ما بينهن"، لافتةً إلى أنها واجهت صعوبات كبيرة في تدبير مشروعها، خاصة من الناحية المالية والتسويقية، لكن بعد انضمامها للجمعية، استفدت من تكوينات مهمة حول التدبير المالي، وتقنيات التسويق، وكيفية الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي "هذا ساعدني على إعادة بناء مشروعي بطريقة أكثر احترافية، واليوم أعرض منتوجاتي بثقة أكبر".
وأكدت على أن المعرض لعب دوراً كبيراً في تعزيز علاقتها بالزبائن، حيث أتاح لها فرصة التواصل المباشر معهم، مما ساعدها على فهم تفضيلاتهم ومتطلباتهم بشكل أفضل.