كونفرانس "سيسيولوجيا الحرية" يناقش الحلول للأزمات والقضايا العالقة

يعيش العالم العديد من الأزمات والقضايا العالقة ومن أهمها قضية المرأة والبيئة والاقتصاد، ولمعرفة كيفية وضع الحلول الجذرية والوصول لمجتمع أخلاقي سياسي عقد تجمع نساء زنوبيا كونفرانس سيسيولوجيا الحرية.

الرقة ـ بهدف الارتقاء بالمجتمع والعودة إلى حقيقته والبحث عن القضايا العالقة والمشاكل التي يعيشها وفق أطروحات القائد عبد الله أوجلان، وفي ظل ما تشهده المنطقة من أزمات عالقة وانتهاكات بحق البيئة وابتعاد الانسان عن جوهره، عقد تجمع نساء زنوبيا في المناطق المحررة كونفرانس سيسيولوجيا الحرية لمناقشة أطروحات القائد أوجلان ووضع الحلول للقضايا والوصول لمجتمع أخلاقي وسياسي.

عقد تجمع نساء زنوبيا في المناطق المحررة بإقليم شمال وشرق سوريا، اليوم الخميس 8 آب/أغسطس، كونفرانس سيسيولوجيا الحرية تحت شعار "محبتي تتم من خلال العيش مع أفكاري" وذلك استجابة للحملة العالمية "للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان... الحل السياسي للقضية الكردية".

وتضمن برنامج الكونفرانس، محورين فالمحور الأول جاء تحت عنوان "بسيسيولوجيا الحرية نناقش القضايا الاجتماعية" والذي أشار إلى أن فلسفة القائد أوجلان "بحرٌ مترامي الأطراف" والذي يغوص فيه سيجد في داخله الجواب الشافي لتساؤلاتٍ لطالما شغلت الأذهان وسيجد فيه الكثير من الحلول للقضايا العالقة، فمن أبرز صفات القيادة هي الإجابة عن تساؤلات المرحلة ووضع الحلول لقضايا والمشاكل التي يعاني منها المجتمع لفتح المجال أمام تطوره وتقدمه.

كما نوه المحور إلى أن كونفرانس اليوم هو من أجل "أخذ ولو قطرة من هذا البحر العظيم فكتاب (سيسيولوجيا الحرية) هو من أهم وأشمل مؤلفات القائد أوجلان الذي كتبه في أشد الظروف حيث لم يكن يُسمَحُ له إلاّ بتواجدِ كتابٍ أو مجلة أو جريدة واحدة فقط ضمن الحجرة الانفرادية، كما لَم يَكُن بإمكانه تدوينُ ملاحظاتِهِ أو مقتَبَساتِه اللازمة، إذ، ارتكَّزَ أسلوبه الأساسي على نقشِ كل نقطةٍ مهمةٍ في ذاكرته، ومن ثم تجسيدها في شخصيته، فأعطى الجواب المناسب والأقوى لنظام العزلة بتنقية ذاكرته، التي تعد مخزناً لمعلومات الكون".

وركز المحور على أهمية كتاب (سيسيولوجيا الحرية) فهي أفكار اتخذت من إرث الحضارة الديمقراطية أساساً لها، فمن دونِ هذه الأرضية، يستحيل تدوين التاريخ العالمي للبشرية أو طرح تقييم ثمين بشأن الوقت الراهن، بحيث تناول القائد أوجلان في مرافعته أهم القضايا الاجتماعية، نقدها وحللها وطرح لها الحلول، فنحن بحاجة لعلم الاجتماع وأن نفهمه لأنه أهم العلوم التي تدرس الإنسان فيجب دراستها بشكل معمق، لذا مِن الضروري إعادة ترتيب العلوم على شكلِ "علم اجتماع" بالدرجة الأولى، ولذلك القائد يقول "بشكلٍ عام اعتبر المجتمع العلم بكليته وتكامله مهنة القداسة، لأنه تجاوب مع همومه الأساسية، وهكذا قبل به، لكن في راهننا أول ما يخطر بالبال لدى التلفظ بكلمة العلم، هو سؤال: "كم يدر من المال؟"، وهذا على علاقة مع الظروف المنبثقة من رعونة وانحراف الأكاديميات والجامعات، والأزمة العلمية المنبثقة عنها".

ومن أجل تخطي المشاكل والقضايا التي يعيشها المجتمع ولتحقيق مهام علم الاجتماع في خلق مجتمع سياسي أخلاقي ولإدراك معنى الحياة، شدد المحور على ضرورة "تحليل كافة القضايا التي تخص المجتمع على مر التاريخ بشكل صحيح، وذلك يتم من خلال دراستها حسب منظور القائد أوجلان لأنه لا يرى التاريخ على أنه تاريخاً بقِسمه المدون فحسب، بل أن التاريخ الحقيقي هو تاريخ أولئك الذين كدحوا وقاوموا، إلى جانب اختراعات واكتشافات المرأة، لأن من يدونون التاريخ لا يعترفون بتاتاً بهذه الحقيقة ويقولون إن "التاريخُ هو عبارة عن أفعال الدولة وعملياتها".

وأشار إلى قضايا المجتمع السياسية والايكولوجية وأن ما يشهده العالم من انتشار الحروب والكوارث الطبيعية وتفاقم الصراعات بين دول العالم ونضوب الموارد الطبيعية وتفشي الأوبئة المهلكة، هو نتيجة الانتهاكات بحق البيئة واستنزاف الموارد الطبيعية والافساد في الأرض بشتى الوسائل، والسبيل الأكثر واقعية لتجاوز هذه القضايا وكشف حقيقة النظام الرأسمالي هو البحث عن جذور الأزمة الايكولوجية المتجذرة طرداً مع أزمة النظام، منذ بدايات نشوء المدينة، والإدراك أنه كلما تطور اغتراب الإنسان عن الطبيعة بسبب التحكم والتسلط القائم داخل المجتمع، كلما قاد ذلك الاغتراب عن تفاقم المشاكل، وبشكل متداخل، فالمجتمع في مضمونه ظاهرة أيكولوجية.

أما المحور الثاني الذي حمل عنوان "الحر وراء القضبان"، فأشار إلى أن "الحرية من أحد أسس الحياة التي بدونها لا يكون للحياة أي معنى فعلى مستوى بسيط قد تشعر بالضيق إن قام أحدهم بإجبارك بأن ترى أو تسمع برنامجاً لا تحبه فما بالك إذا قام شخص ما بسجنك وتقييدك أو سلب حريتك في الاختيار فيما يتعلق بأمر مصيري يحدد حياتك، فالحرية لها معنى سامي، فمنذ آلاف السنين البشر يدفعون أثماناً باهظة للوصول إلى حريتهم فأربعة حروف تغير مصير شعب بأكمله، ولكن من المتسلقين على هرم السلطة أفرغوها من المعنى الصحيح ومحتواها العظيم".

وعن النظام المدنية المركزية، نوه المحور الثاني إلى أنه "يحتفظ على تواجده بحرمان المجتمع من حريته واستعباده لذلك علينا أن نعي تماماً بأن الوعي هو الأقرب لتحقيق الحرية المبنية على الواقعية بفتح الآفاق أمام الحرية، وعلينا أيضاً التركيز بل الانتباه إلى الفرق ما بين السياسة المجتمعية والسياسات والتركيز على العلاقة ما بين الحرية والديمقراطية فهي معقدة، فهناك نقاشات حول أيهما ينبثق عن الآخر ولكن الحقيقة هما تكملان بعضهما البعض وعندما نضع روابط ما بين السياسة المجتمعية والحرية يمكن وضع روابط بين الحرية والديمقراطية فالنتيجة السياسي الديمقراطية أي هي ترسيخ السياسة المجتمعية بدون ممارسة الديمقراطية لن يستطيع المجتمع ممارسة حريته لأنها المدرسة الحقيقية لتعلم الحرية وممارستها".

وتطرق المحور إلى قول القائد أوجلان (لقد تحول سجن إمرالي بالنسبة لي إلى ميدان لحرب الحقيقة بكل ما في للكلمة من معنى)، فلعصرانية الديمقراطية اليوم هي عصر ثورة المرأة وحضارتها فمسيرة المرأة نحو الحرية تبدأ بجهود وخطوات قوية وواعية فحركة الحرية والمساواة والديمقراطية النسائية التي تستند على علم المرأة الذي يحتضن الفامينية أيضاً بين ثناياه سيؤدي دوراً رئيسياً في حل القضايا الاجتماعية.

وفتح باب النقاش على المحورين والذي ركز على أهمية تطوير ورفع مستوى فكر المرأة لتكون قادرة على تحدي نظام الذهنية السلطوية والتخلص منها، إضافة إلى تمكينها اقتصادياً وانخراطها في المجال السياسي الذي احتكرته الأنظمة السلطوية على فئة وجنس معين، وركزت أيضاً على تعزيز دورها إضافة إلى أهمية تعمق النساء في أطروحات القائد عبد الله أوجلان.