كلنا شريفة محمدي كلنا بخشان عزيزي ـ تحليل

هذه هي سياسة رجال الدين التي تحدثنا عنها وهي تخنق الناس بخيوط القطن. دعونا جميعاً نقول معاً كلنا شريفة، وكلنا بخشان، وبإعدامهما، يتم إعدامنا جميعاً لذلك علينا إنقاذ وحماية حياتنا.

ليلى واشوكاني

لقد استخدم نظام الملالي الدين كأداة، وخلفه، وباسمه، يخفي كل أعماله، ويضطهد ويقمع المجتمع بتلك القوانين القديمة المتخلفة ويوصله إلى حالة من الاستغلال والخنق. هذه هي سياسة الملالي التي تحدثنا عنها وهي تخنق الناس بخيوط القطن.

يجب أن يُظهر للعالم أن نظام الملالي الإيراني همجي ويعيش في عصر الجاهلية. لقد ظل المجتمع الإيراني ينتظر منذ سنوات قوة غير عادية واستثنائية يمكنها تغيير النظام على الفور، ولكن يجب أن نعلم أن قوة تغيير النظام وتحويله هو المجتمع نفسه وعلى الرغم من وقوف وانتفاض كل الشعب الإيراني في انتفاضة  Jin Jiyan Azadî، إلا أن ممارسات وأساليب الإعدام التي يتبعها الملالي مستمرة، وكما هو معروف، هناك الآلاف من الأشخاص في السجون. إن دولة إيران تشبه السجن، وقد هاجر جزء كبير من الشعب وخاصة الشعب الفارسي إلى دول أجنبية، تاركين مجتمعهم في حالة من الفوضى الكبيرة، وتواصل الدولة نظامها على أساس نقاط الضعف هذه ولا تتنازل عن موقفها.

 

النظام الإيراني أسوأ من نظام الرهبان السومريين

عندما نجري الأبحاث حول نظام الملالي في إيران، ندرك أعمالهم السرية والمظلمة؛ وفي الواقع، لا يوجد نظام أكثر خطورة من نظام الملالي. يبدو نظام الملالي متكتماً للغاية، لكن في الواقع طبيعته ليست كذلك والبلاد تغلي مثل المرجل المغطى. عندما يدرس المرء ويفكر في دستور دولة الملالي نرى أن نظامهم أسوأ من نظام الرهبان السومريين، وإذا فصلنا القوانين الدينية عن دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فمن المؤكد لن يتبقى هناك أي قوانين للنظام وسيبقى هيكلاً فارغاً. لقد خلطوا دستور الجمهورية بالقوانين الدينية لدرجة أن الأمر أشبه بخيوط العنكبوت، وأصبحت مشكلة وبلاءً للمرأة والمجتمع.

للأسف زبانية نظام الملالي لا يتمتعون بأي من معايير الدين الإسلامي ويرون أن كل جريمة وعمل يليق بالناس. أفعال مثل الاعتقال والضرب حتى الموت وأقدم وأسوأ أسلوب هو إعدام الناس أمام الشعب، وهي إحدى طرق تخويف وإسكات المجتمع. إن جمهورية إيران الإسلامية ذو عقلية استبدادية ومتطرفة ومن أجل حماية سلطته يعتبر جميع الطرق والوسائل مقبولة ومباحة. نظام إيران يقف على دعائمه بالخداع والأكاذيب، وسيسقط عرشهم ويدمر حتماً.

 

الضغط الأكبر يمارس على النساء

بالتأكيد أن نهاية الأنظمة الاستبدادية قد حلت وإما أن تتغير أو ستدمر بالكامل. إذا نظر الشخص إلى النظام الإيراني، فسيقول إن ذلك البلد هو بلد يطبق المساواة وديمقراطي للغاية، لكن عندما ينظر المرء إلى الممارسات والأفعال الداخلية للنظام، يمكن للمرء أن يرى بوضوح شديد أن النظام الذي لديه أكبر عدد من الأفعال المنافية للمعايير والأخلاق هو النظام الإيراني. النظام المتخلف في إيران يترك الناس في حيرة وقلق وفي هذا الشأن يمكن القول إن نظام الملالي يمارس الضغط الأكبر على المرأة وأبرز مساواة يطبق على منصة الإعدام. عندما يقوم رجال الدين بإعدام الرجال، بالتساوي وبدون تمييز فإنهم يعدمون النساء أيضاً بجانبهم.

وفي هذا الصدد، قال شخص من دولة أوروبية، عندما جاء إلى إيران وأجرى دراسات على المجتمع "عندما دخلت السوق، تفاجأت. فقد كانت جميع النساء يرتدين ملابس سوداء. وفي بلاد الفرس الأكياس السوداء تمشي في الطرقات" وهنا كان ذلك الصحفي يقصد التعبير عن حقيقة النظام وضغوطه على المرأة. يريد النظام الإيراني عولمة نفسه ويسعى دائماً إلى تحقيق أحلامه في أن يصبح نظاماً عالمياً من أجل أن يعيش مثل عصر داريوس العظيم. وقال القائد عبد الله أوجلان عن سياسة النظام الإيراني "إن نظام الملالي الديني في إيران لديه وعي سيء للغاية ومخفي وقد وصلت وحشيتهم إلى حد خنق الناس بخيوط القطن".

 

العلاقة بين الكرد والفرس

في التاريخ القديم، عاش الشعبان الكردي والفارسي معاً كشعبين متساويين وأصبحا قريبين جداً من بعضهما البعض كأمة. الكرد والفرس لهم نفس الدين هو الزرادشتية وعاشا معاً حقبة متقدمة جداً استمرت حوالي 500-600 سنة وبنوا إمبراطورية كبيرة ومشهورة. الإمبراطورية التي كانت تسمى الميديين والفرس، وكان الميديين يحكمون أحياناً والفرس يحكمون أحياناً. في هذا الشأن كتب المؤرخ الشهير هيرودوت وأشاد بشجاعة الميديين بكل فخر، وللأسف قام الفرس بمؤامرة على الميديين وحطموا عرشهم، وبدلاً منهم وضعوا الفرس على عرش الحكم والسلطة. مرة أخرى، شهد المؤرخ هيرودوت على تضحية ونضال الميديين وتحدث عن بطولتهم ضد روما.

ولكن للأسف، كانت خيانة كيروس الذي كان حفيد الميديين، وكذلك خيانته لملك الميديين، السبب في خسارة عرشهم. لقد كان الشعب الكردي دائماً صادقاً وودوداً مع أصدقائه وحلفائه، وعاش على الإيمان وكان محباً للخير ولكن كان دائماً يتعرض للخداع والمؤامرات من قبل المحيطين به. عانى الشعب الكردي وتلقوا الضربات على أيدي الفرس، إذ من أهم صفات الكرد أنهم مخلصون وحساسون لكن كان الأصدقاء والأعداء ينظرون إليهم دائماً بنظرة سيئة، ويجعلونهم بدلاً من ذلك طائشين وأغبياء. لقد خدع الغزاة الشعب الكردي دائماً واستخدموه لمصلحتهم الخاصة.

 

لا ينبغي أن ينخدع أحد

لقد خان نظام الملالي في إيران دائماً كلا الشعبين باسم الأخوة ويجب أن نعلم أن الدولة الإيرانية لا تعترف بالصدق والصداقة، وقد ضربت أصدقائها في ظهرهم دائماً، ويجب أن نعلم أنه لا ثقة في النظام الإيراني ولا ينبغي لأحد أن يخدع نفسه ويقول إن نظام الملالي نقي ونزيه وصادق، بل إنه لا يتمتع بأي إنسانية على الإطلاق. يعتمد النظام القمعي في إيران على الخيانة والقتل السري، وكما ذكرنا أعلاه، فإن الخداع والخيانة مشهوران جداً في تاريخ إيران القديم.

لن ننسى أبداً مقاومة قلعة ديمدم وأمير جناح الذهبي وما زلنا نتذكر سمكو الآغا الشكاكي وأخيه شمس الدين العزيز العارف. كيف سيلتئم جرح قاضي محمد ومجزرة ساحة جارجرا؟ لن ننسى أبداً مأساة وغدر القتل السري لقائد شعب شرق كردستان الدكتور قاسملو. لقد اخفى النظام المتخلف في إيران دائماً الأشخاص القياديين وذوي المعرفة من خلال جرائم القتل.

لن ننسى أبداً كيف حاول النظام الإيراني بعد اعتقال القائد أوجلان جر حركة الحرية إلى معركة الوجود والعدم. وكان هدفهم من تلك الحرب هو أن يبيد الكرد والأتراك بعضهم البعض. لكن حركة حرية كردستان تصرفت بحكمة ووعي ولم تحقق أهدافها ولذلك اتخذوا موقفاً ضد الحركة وأظهروا ردة فعلهم، وما زال عداؤهم للحركة مستمراً حتى يومنا هذا.

 

النظام الإيراني مثل الماء تحت التبن

لقد ذهبت ألاعيب إبادة الشعبين وسياستهم في إبادة الشعوب سدى. إيران هي إحدى الدول الأربع التي احتلت الدولة الكردية، والدولة ذات السياسة الأسوأ هي إيران. يجب أن يكون الناس دائماً على دراية بسياساتهم. إن سياسة الملالي في إيران ماكرة وسرية للغاية، فهو مثل الماء تحت التبن، وكما هو معروف فإن سياسة الدول القومية في الشرق الأوسط متقدمة جداً ودول المنطقة تقلد أسيادها الأجانب. وبالطبع، فإن بقايا الحرب العالمية الأولى هي الدول الأربع التي احتلت كردستان مثل تركيا والعراق وسوريا وإيران. إن سياسة تركيا والعراق تجاه الشعب الكردي كانت دائماً واضحة، لكن سياسة الدولة السورية وخاصة سياسة إيران خطيرة للغاية وهم يرتكبون أعمالاً غير إنسانية ضد الشعب الكردي.

 

الأعمال اللاأخلاقية تمارس على المجتمع تحت مسمى القوانين الإسلامية

باسم حماية أخلاق المرأة والمجتمع، يرتكب نظام الملالي أعظم الأعمال اللاأخلاقية، وينفذ أعمال لاإنسانية ضد المرأة والمجتمع بأكمله، وهذا من أكبر الأعمال اللاأخلاقية على البشرية. يرتكب النظام الإيراني أكبر عمل لاأخلاقي على المجتمع باسم قوانين الشريعة الإسلامية وهو قانون زواج المتعة (الزواج المؤقت). يقوم بهذه الأمور السيئة والغير أخلاقية في المكاتب الرسمية، لكن الشباب الذين يريدون أن يتمتعوا بحياة حرة، يتم استهدافهم وقتلهم، مثل الشابة الكردية جينا أميني. لقد فعلوا ذلك مرات عديدة مع النساء والشباب، لكنهم أخفوا تلك الأحداث ولم يلاحظها أحد ولكن لم يخفى هذه المرة، وانفجرت حقيقة نظامهم القاتل والغير أخلاقي كالقنبلة.

اندلعت انتفاضة Jin Jiyan Azadî، على أساس النموذج الحديث للقائد أوجلان وألهمت جميع النساء والشعب في إيران وكان لها تأثير على أوروبا. واليوم أيضاً نرى أن الشابات يتجهن تدريجياً نحو الثورة والنضال من أجل الحرية. ولكي نكشف أفعال الملالي المستمرة ونظهرها للبشرية جمعاء، لا بد من رفع وتيرة النضال.

 

تصدر أحكام الإعدام على النساء المقاتلات

وعلى وجه الخصوص، وضعوا إعدام النساء على جدول أعمالهم ويريدون كسر تأثير الثورة. أرادت شريفة محمدي والصحفية بخشان عزيزي فتح الطريق للأفكار والآراء الحرة وضمان حرية المرأة والمجتمع بموقفهما المتمرد، ولكنهم للأسف يواجهون الآن أبشع أعمال العنف وقد حكم عليهم بالموت، كما أنهم يقفون ضد هذا الظلم ولا يستسلمون. تريد دولة الملالي الانتقام من انتفاضة Jin Jiyan Azadî، من خلال قرار إعدام هاتين المقاتلتين. يريد النظام كسر نفوذ وتأثير الانتفاضة وإطالة عمره، لكن للأسف جاءت نهاية نظام الملالي الفاسد ولا خلاص له.

وكما هو معروف، بعد مقتل جينا أميني، انتفضت النساء والشباب وجميع شرائح المجتمع الإيراني، ووصلت انتفاضتهم إلى مستوى ثورة الحرية. بصوت واحد ونفس الشعار، وحدت النساء من جميع أنحاء العالم وعدهن ودعمن نساء شرق كردستان وإيران. مرة أخرى، نأمل أن تقول جميع النساء والمجتمع "لا للإعدام" والوقوف ضد قوانين الملالي المتخلفة واللاإنسانية والمتبقية من عصر الجاهلية، وأن يقولوا لا لإعدام وقتل النساء. أناشد جميع النساء وأقول، دعونا نتكاتف جميعاً لحماية صديقاتنا ودعمهن.

دعونا نقول جميعاً معاً كلنا شريفة محمدي، وكلنا بخشان عزيزي، وبإعدامهما، يتم إعدامنا جميعاً ويجب علينا إنقاذ وحماية حياتنا، فمن المؤكد أنه بوحدتنا ونضالنا معاً، سيتم تدمير نظام الملالي وجميع الأنظمة الاستبدادية. إنني أناشد نساء العالم وأقول هيا لنتحد ونكسر عروش الطغاة والمتطرفين، وبالوحدة والنضال سننتصر حتماً.