KJK تستذكر شهداء مجزرة باريس الثانية وتؤكد استمرارها في النضال

أحيت منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK) الذكرى السنوية الثالثة لمجزرة باريس الثانية، مشددة على مواصلة طريق شهداء المجزرة في النضال من أجل الحرية والديمقراطية.

مركز الإخبار ـ دعا بيان منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK) أبناء الشعب الكردي، وبشكل خاص النساء إلى تصعيد النضال في الميادين حتى يُحاسب القتلة الحقيقيون المشاركون في مجزرة باريس الثانية.

بمناسبة الذكرى الثالثة لمجزرة باريس الثانية التي وقعت في العاصمة الفرنسية، أصدرت منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK) بياناً جاء فيه "في 23 كانون الأول/ديسمبر 2022، شهدت العاصمة الفرنسية باريس هجوماً استهدف المركز الثقافي الكردي وعدداً من المؤسسات الكردية، نفّذه أحد اتباع النظام التركي الفاشي، وأسفر عن استشهاد المناضلة أفين كوي (أمينة كارا)، التي أفنت حياتها في سبيل بناء مجتمع حر وديمقراطي وخاضت نضالاً متواصلاً على مدى 34 عاماً في مختلف مناطق كردستان، إلى جانب الفنانة الكردية مير برور (م. شيرين أيدين)، والوطني الكردي عبد الرحمن كيزيل، وفي الذكرى الثالثة لرحيلهم، نستحضر ذكراهم بكل إجلال ومحبة وامتنان، ونؤكد التزامنا بمواصلة طريقهم وتحقيق حلمهم في حياة حرة وكريمة".

وأشار البيان إلى أن الرفيقة أفين كوي نشأت في بوتان على إرث المقاومة، متشبعة بروح الوطنية التي حملتها في أعماق قلبها، التحقت بصفوف المقاتلين لتواجه الظلم الممارس بحق الشعب الكردي، أرض كردستان، والمرأة الكردية، لتغدو رمزاً بارزاً للنضال والإصرار "كانت بحق المثال الأسمى للوطنية بين نساء بوتان، إذ كرّست حياتها لنشر تقاليد المقاومة بين النساء لا سيما الكرديات، دون أن تعرف الكلل أو التراجع".

 

"توحدت مع مقاومتها ونضالها"

وأوضح البيان أنه على مدى أربعة وثلاثين عاماً، كانت أفين كوي حاضرةً في كل موقع استدعى زرع بذور الحرية التي غرسها القائد عبد الله أوجلان في قلبها، استلهمت عزيمتها من مقولتها الشهيرة "المرأة الحرة هي كردستان حرة"، فجعلت من نضالها الوطني طريقاً لتحقيق حرية المرأة الكردية، وبين نساءٍ كُنّ على هامش النسيان ولم تُحترم إرادتهن، شاركت في كل أشكال العمل، من الانضمام إلى الحزب، إلى الدفاع عن النفس، وصولاً إلى بناء نظام ديمقراطي خاص بهن، رفعت صوت المرأة الكردية الحرة ليصل إلى العالم أجمع، وبمقاومتها وإصرارها أصبحت إحدى الرفيقات اللواتي سطرن صفحات مشرقة في تاريخ المرأة الكردية الحرة.

وأشار البيان إلى أن مير برور شارك في العديد من الأنشطة الثقافية والفنية التي واجهت محاولات الإبادة الثقافية، والتي وصلت حدّ الإبادة الجسدية، ومن قلب أوروبا حمل على عاتقه مهمة حماية الثقافة الكردية والدفاع عن اللغة الكردية، ليجعل من الفن سلاحاً في وجه محاولات الطمس والإنكار، جسّد في أغانيه ملامح المعاناة التي عاشتها كردستان تحت وطأة السياسات الفاشية، وروى عبر صوته قصص المقاومة والصمود، ليصبح رمزاً فنياً ووطنياً يخلّد إرادة الشعب الكردي في الحرية والبقاء.

وأضاف البيان أن عبد الرحمن كيزيل، كان الوطني المخلص، يدرك عند مغادرته كردستان أن الفاشية الممارسة ضد الشعب الكردي هي السبب الحقيقي وراء هجرته، بهذا الوعي انخرط في النضال داخل أوروبا محافظاً على قيمه وثقافته، ليغدو نموذجاً يحتذى في الوطنية، رفض أن يتأقلم مع حياة المنفى أو أن يستسلم لواقع الغربة، وظلّ يحمل في قلبه حلم العودة إلى كردستان، متمسكاً بقيمها ومواصلاً طريق نضالها حتى آخر لحظة.

 

"لكشف هذه المجازر يجب أن نقاتل"

وأكد البيان أن هذه المجزرة، التي جاءت بعد تسع سنوات من الهجوم على ثلاث مناضلات كرديات في باريس عام 2013، وأصبحت وصمة عار في التاريخ إلى جانب مجزرة باريس الثانية، تُعدّ واحدة من الجرائم الفاشية التي اندرجت ضمن مخطط الدولة التركية الرامي إلى التدمير والإبادة الجماعية، والذي جرى تنفيذه في أوروبا.

وأوضح البيان أن هذه المجازر التي ترتكبها الدولة التركية في أوروبا وكردستان تُظهر وحشيةً بالغة، حيث إن الصمت إزاءها، إلى جانب دعم تنظيمات العصابات، يفتح المجال لتحولها إلى وباء يهدد الإنسانية جمعاء، ورغم وضوح الدوافع واعترافات عناصر المخابرات التركية، إضافةً إلى الوثائق الكثيرة التي تثبت تورط الدولة التركية، فإن الحكومة الفرنسية تُظهر قصوراً في نظامها القانوني والقضائي، بينما تتقاعس الدولة التركية عن محاسبة هذه العصابات، بل تعمل على تعزيزها، يمهّد الطريق لمزيد من الهجمات التي لا تشكل خطراً على تركيا وحدها، بل على أوروبا بأسرها.

وشدد البيان على أن القوة الحقيقية الكامنة وراء هذه الجرائم هي الدولة التركية وأجهزتها الاستخباراتية "ما دامت هذه القوى الإجرامية المتعطشة للدماء والحروب لم تُقدَّم إلى العدالة أمام الشعوب، فإن النضال سيستمر ويتصاعد، إن اغتيال الثوار الذين ضحّوا بأرواحهم دفاعاً عن قيم الإنسانية هو اعتداء مباشر على تلك القيم نفسها، ومن هنا فإن مسؤولية جميع شعوب أوروبا، وفي مقدمتها الشعب الفرنسي، أن يقفوا إلى جانب الشعب الكردي لكشف هذه المجازر، والدفاع عن الثوار وقيم الحرية والإنسانية"، داعياً  أبناء الشعب الكردي وجميع النساء إلى المشاركة الفاعلة في جميع الفعاليات الممتدة من 23 كانون الأول/ديسمبر الجاري وحتى التاسع من كانون الثاني/يناير.