KJK تدعو إلى وقف الحرب على غزة وتطرح نموذج الأمة الديمقراطية كحل شامل
دعت منظومة المرأة الكردستانية (KJK) إلى وقف الحرب على قطاع غزة، مؤكدة أن الحل الدائم لا يمكن أن يتحقق عبر سفك الدماء أو إنكار وجود الآخر، بل من خلال تفعيل مسار سلمي يضمن الحقوق المشروعة للشعبين الفلسطيني واليهودي.

مركز الأخبار ـ انتقدت منظومة المرأة الكردستانية السياسات القائمة على الإقصاء والاحتلال، محذرة من أن استمرار الحرب والحصار على غزة يهدد مستقبل المنطقة بأكملها، ويغذي مشاعر العداء والانقسام، وطرحت نموذج الأمة الديمقراطية، الذي طوره القائد عبد الله أوجلان، كبديل جذري للنهج القومي والدولتي.
أصدرت منظومة المرأة الكردستانية "KJK"، اليوم الثلاثاء 26 آب/أغسطس، بياناً دعت فيه إلى وقف العمليات العسكرية ضد غزة، مؤكدة أن "الحل الدائم يتطلب وقف العمليات العسكرية وتفعيل مسار الحل السلمي".
وجاء في البيان "لا يمكن تحقيق الحق المشروع في الوجود للشعب اليهودي والشعب الفلسطيني عبر سفك الدماء أو القضاء على الآخر. إننا نشهد أمام أعين العالم كيف تؤدي السياسات الخاطئة تجاه قضية تاريخية إلى إبادة جماعية جديدة. فكما فتحت السياسات التي تربط وجود طرف بزوال الطرف الآخر الباب أمام مجازر كبرى في التاريخ، فإنها اليوم تتسبب في آلام وخسائر ومآسي جسيمة. إن إصرار كل طرف على نفي وجود الآخر هو ما يدفع الصراع بين إسرائيل وفلسطين نحو طريق مسدود وإبادة جماعية".
ولفت البيان إلى أنه منذ هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ردت القوات الإسرائيلية بشنّ حرب واسعة النطاق تتصاعد يوماً بعد يوم "تحولت هذه الحرب إلى عمليات عقابية جماعية ضد الشعب الفلسطيني، وأسفرت عن مأساة إنسانية لا يمكن تعويضها. فوفقاً للبيانات الرسمية، قُتل حتى الآن أكثر من 62,700 شخص، وأُصيب نحو 160,000 آخرين".
وأوضح البيان أن "الحصار المفروض على غزة أدى إلى انهيار النظام الصحي، وترك السكان يواجهون الموت جوعاً، وقد قُتل أكثر من 250 صحفياً أثناء تغطيتهم للأحداث، مما يشير إلى استهداف ممنهج للإعلام الحر"، مشيراً إلى أن سكان غزة يعيشون في ظروف أشبه بحصار الموت، حيث لا غذاء، ولا ماء، ولا كهرباء، ولا ممرات آمنة، ووفقاً لبيانات منظمة اليونيسف، يموت يومياً ما معدله 28 طفلاً في غزة بسبب الجوع الناتج عن القصف والحصار.
ونوه إلى أنه في ظل هذه الكارثة، بدأت الشعوب والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الدولية بالتحرك لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية ورفع الحصار "مع ذلك، تصر السلطات الإسرائيلية على مواصلة سياساتها الحالية، متجاهلةً هذه الدعوات المتزايدة، ورغم كل الاعتراضات، اتخذت قراراً باحتلال غزة بالكامل".
وأكد البيان أن "الشعب اليهودي، الذي عانى عبر التاريخ من ممارسات الإبادة الجماعية القاسية، لا يستحق أن يُربط تاريخه ومستقبله بأساليب الاحتلال والإبادة، الحل القائم على التعايش المشترك مع الشعب الفلسطيني هو الخيار الأكثر أمناً وإنصافاً للطرفين، وعلى القوى السياسية الفلسطينية أيضاً أن تربط وجود الشعب الفلسطيني بالاعتراف بوجود الشعب اليهودي، كخطوة نحو السلام الحقيقي".
وشددت منظومة المجتمع الكردستاني على ضرورة أن "تقدر السلطات الإسرائيلية جهود أولئك الذين يسعون إلى الحل السلمي، وألا تجرم هذه المساعي تحت ذريعة معاداة السامية، بل يجب أن تدرك أن استمرار الاحتلال والحصار هو ما يغذي مشاعر العداء ويعمق الانقسامات".
"أرض تكفي الجميع أصبحت قبوراً للجميع"
وأضاف البيان "كشعب كردي، ومن خلال معاناتنا الممتدة لأكثر من مئة عام من حروب الإنكار والإبادة، ندرك أن الإنكار والرفض وعدم القبول هو ألم لا يوصف، ويجب ألا يكون الألم قدر الشعوب، إن السياسات القائمة على الدولة القومية والقومية المتعصبة ليست حلولاً بل هي أصل المشكلة. القومية، والتدين السياسي، والتمييز الجنسي، تدمر الحقيقة والأخلاق، ثم الإنسان، والطبيعة، والمرأة، والحياة. إن النظر إلى القضايا التاريخية والسياسية والاجتماعية بعيداً عن هذه العدسات يفتح الطريق أمام حلول سلمية ودائمة".
وأشار البيان إلى أن "الشرق الأوسط منطقة متعددة الهويات، ويُطلق عليها مهد الإنسانية لأنه شهد ولادة العديد من البدايات، إن البحث الإنساني عن المعنى، كما يتجلى في الأديان والمعتقدات، ينبع من هذه الأرض. لكن السلطة التي تأسست على الدين والمجتمع، والحروب، وأخيراً نموذج الدولة القومية الرأسمالية، خلقت آلية إبادة جماعية. أرض تكفي الجميع أصبحت قبوراً للجميع".
الحل في نموذج الأمة الديمقراطية
ولفت البيان إلى أن القائد عبد الله أوجلان طور نموذج الأمة الديمقراطية كبديل لسياسات الدولة القومية، من خلال تجاوز آلية الإبادة الجماعية التي مرت بها شعوب مثل الكرد، العرب، اليهود، الأرمن، والسريان "في مواجهة معادلة الموت والقتل، طرح معادلة الحياة والإنقاذ، وفي مواجهة منطق الخسارة والانتقام، طرح منطق الربح المتبادل. هذا النموذج، الذي يضمن الإدارة الذاتية لجميع الشعوب ضمن نظام كونفدرالي، يمكنه إنهاء المعاناة ودرء خطر الإبادة الجماعية. الأمة الديمقراطية هي الحل الأنسب للصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وأكد البيان أن الحل لا يكمن في فرض السلطة الدينية أو القومية، ولا في السعي للتفوق أو القضاء على الآخر، ولا في الحلول الدولتية، بل في السياسات القائمة على وحدة الشعوب الديمقراطية وشراكتها.
المرأة هي مفتاح الحل
وأوضح البيان أن نجاح نموذج الأمة الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا يعود إلى اعتماده على حرية المرأة "الدولة، عبر التاريخ، كانت أداة للنهب والاستغلال، وهي بطبيعتها ذكورية. إن الثورة في روج آفا استطاعت تطوير نموذج الأمة الديمقراطية لأنها تأسست على حرية المرأة. لا يمكن بناء مستقبل سلمي وعادل وحر دون أن تكون المرأة فاعلة في الحل. يجب أن تدرك جميع النساء أن القوة الأساسية لتطوير الأمة الديمقراطية وحل النزاعات القومية والدينية هي حرية المرأة، لأنها القوة الوحيدة القادرة على تفكيك الذكورية والتمييز الجنسي والحروب السلطوية".
النداء الأخير
واختتم بيان منظومة المرأة الكردستانية بدعوة صريحة للسلطات الإسرائيلية "يجب رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني والسماح بمرور المساعدات الإنسانية. يجب وقف العمليات العسكرية ضد غزة وتفعيل مسار الحل السلمي. لا يمكن تحقيق الحق المشروع في الوجود للشعب اليهودي والشعب الفلسطيني عبر سفك الدماء أو القضاء على الآخر. إن سعي الطرفين لحلول قائمة على الحرب والصراع هو العائق الأساسي أمام السلام في الشرق الأوسط، ويؤثر على مصير جميع شعوب المنطقة. إن حل القضية الكردية والقضية الفلسطينية على أساس الأمة الديمقراطية سيجعل من الشرق الأوسط أرضاً للسلام العالمي. شعوب العالم تستحق هذا السلام".