KJK: هيئة تحرير الشام تجسيد حديث لداعش
أكدت منظومة المرأة الكردستانية (KJK) أن الهجمات الأخيرة ضد الطائفة الدرزية تُعد امتداداً لسلسلة المجازر التي استهدفت سابقاً الطائفة العلوية والتي تعكس تصعيداً خطيراً يستهدف حقوق النساء والشعوب على حد سواء.

مركز الأخبار ـ سلط بيان منظومة المرأة الكردستانية الضوء على التهديدات التي تطال ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، مؤكداً أن الكرد باتوا يمثلون نموذجاً قيادياً ديناميكياً وفاعلاً في مسار الحل السياسي، ما جعلهم هدفاً مباشراً للهجمات من قبل الأطراف التي تدير الأزمات.
في ظل التصعيد الأخير لهجمات هيئة تحرير الشام في سوريا، أصدرت منظومة المرأة الكردستانية (KJK) بياناً ندد فيه هذه الهجمات واصفاً "هيئة تحرير الشام بأنها تجسيد حديث لداعش، التي تسعى إلى إشعال النزاعات الطائفية، العرقية، والجندرية في المنطقة"، مؤكداً أن هذه التحركات لا تأتي بمعزل، بل بدعم من القوى المهيمنة التي تقف وراء خلق وتغذية هذا النوع من الصراعات.
وجاء في نص البيان "أن هيئة تحرير الشام تواصل تنفيذ نهج مشابه لذلك الذي اتبعه داعش في مهاجمة الثورة الكردية وحراك شعوب الشرق الأوسط"، لافتاً إلى أن ما يجري اليوم في سوريا تطور جديد لحروب خفية وفوضوية تعتمد على أدوات أيديولوجية وأمنية متشابكة.
وأكد أن داعش أُسس كأداة لقمع غضب الشعوب وانتفاضاتها ضد الدولة القومية القائمة "هذه الآلية لا تزال تُستخدم اليوم من قبل القوى الرأسمالية العالمية كوسيلة للضغط على الشعوب، حيث لا تزال هذه القوى ذات المفاهيم المهيمنة مستمرة في تحويل سوريا إلى ساحة لحرب فوضوية شاملة، حيث تزداد تقارير المجازر يوماً بعد يوم"، مشدداً على ضرورة فهم خطورة هذا الوضع، لأن هيئة تحرير الشام ليست مجرد تنظيم معزول، بل أداة مرتبطة مباشرة بالقوى العالمية التي تغذي النزاعات العنيفة في المنطقة.
في سياق التطورات المتسارعة في سوريا، أشار البيان إلى أن منظومة المرأة الكردستانية ستبني نموذجاً قيادياً ديناميكياً على الأرض، حيث يرى الشعب السوري في الكرد أملاً في التحرر ومصدراً للحلول الجديدة، في ظل تحولات القوى الفاعلة في المنطقة، فقد بات الكرد فاعلين أساسيين في البحث عن المخارج للأزمات، وهو ما جعلهم هدفاً متزايداً للهجمات من قبل القوى التي تدير الفوضى.
وأكدت منظومة المرأة الكردستانية في بيانها أن القوى المهيمنة والأجهزة المركزية للسلطة فاقمت حالة الفوضى في المنطقة، ولم يعد لها دور إيجابي في هذا المشهد، مشددةً على أن الحل المنشود من وجهة نظرها يكمن في بناء نظام الأمة الديمقراطية، الذي يُلبي تطلعات الشعوب ويضمن العدالة والمساواة.
ولفت البيان إلى أنه في أحدث تصريحات منظومة المرأة الكردستانية (KJK) أكدت أن ثورة المرأة التي قادتها النساء والشعوب منذ أكثر من 13 عاماً لا تزال تشكل مصدر أمل وإرادة رغم كل ما واجهته من حروب ومجازر، إذ استطاعت أن تقدم نموذجاً مشرقاً للتعايش المشترك والحل السياسي في وجه واقع يتسم بالعنف والفوضى، محذرةً من محاولات القوى الجهادية لنشر خطاب طائفي داخل المجتمع السوري، معتبرةً أن هذه الخطابات تفتح الطريق أمام موجات جديدة من المجازر، وتمثل تهديداً مباشراً للثروة الاجتماعية والثقافية للبلاد.
وأدان البيان استمرار الاعتداءات على الطائفتين الدرزية والعلوية، والنهج الذي تتبعه السلطة في تأجيج الحروب الدينية والعرقية، مشدداً على أن الشعوب والنساء بحاجة إلى صيانة الحقوق الأساسية وبناء نظام حياة ديمقراطي كحل حقيقي لمواجهة الأزمات، بعيداً عن أدوات الهيمنة والنزاعات المصطنعة.
ونوه البيان إلى أن التنظيمات الجهادية المرتبطة بما يُسمى "قيادة الجولاني" تمثل خطراً غير مقبول، داعياً جميع القوى الدولية، الديمقراطية، الاشتراكية، والنسوية إلى اتخاذ موقف واضح ضد هذا النموذج القيادي، وأن يسحب الشعب العربي نفسه من هذه اللعبة الفوضوية، ويقول بشكل قاطع "كفى".
وأوضح البيان أن السبيل الوحيد لانتصار الشعوب السورية يكمن في تبنّي مشروع الأمة الديمقراطية كحل شامل وعادل "يجب رفع مستوى نضال النساء في مواجهة الانتهاكات الممنهجة التي طالت النساء الإيزيديات والعلويات"، محذراً من تكرار هذه الجرائم داخل المجتمع الدرزي أيضاً.
ودعت منظومة المرأة الكردستانية في ختام بيانها النساء الكرديات، العربيات، الشركسيات، التركمانيات، السنّيات، العلويات، الإيزيديات والدرزيات، للاتحاد والتصدي معاً للحرب بشكل مشترك وموحّد، لإرساء العدالة ومواجهة خطاب الكراهية وسياسات الإقصاء.