'Jin jiyan azadî رمز وحدة النساء والشعوب'

أشادت جمعية المرأة الحرة في شرق كردستان، بنضالات المرأة في القرن الحادي والعشرين وأعلنت أن "هذه النضالات ستحقق حرية المرأة والإنسانية جمعاء".

مركز الأخبار ـ نددت جمعية المرأة الحرة في شرق كردستان (KJAR) بالاحتجاجات الأخيرة التي تشهدها مدن إيران وشرق كردستان، وكانت النساء رائدات فيها، وقالت "المرأة ملتزمة بكتابة تاريخ حريتها والمجتمع، نضالات النساء ستدمر الجدران الفاسدة لعقلية التحيز الجنسي".

أصدرت جمعية المرأة الحرة في شرق كردستان بياناً أمس الجمعة 30أيلول/سبتمبر، جاء فيه "ستحقق نضالات النساء في القرن الحادي والعشرين حرية المرأة والإنسانية جمعاء. النساء مكرسات لكتابة تاريخ حريتهن ومجتمعهن. حيث واجهت نضالات النساء انهيار الجدران الفاسدة للعقلية الجنسية التي حولت حياة النساء إلى سجون، وحقيقة أن ثورة النساء ستجلب حرية الناس لا تخفى على أحد. كراهية المرأة لحكم النظام المحتل دفعت الشعوب المضطهدة للصراخ من أجل الحرية وإعلان الثورة".

وأوضح البيان أن "انتفاضة المرأة والمجتمع في شرق كردستان وإيران هي رفض لجميع أسس بنية الدولة القومية القائمة على عقلية القومية والتمييز على أساس الجنس والدين. لسنوات، كانت النساء والأمم والأديان ضحايا العقلية الفاشية والوسطية للنظام المحتل الذي يحكم إيران. موقف شيلر رسولي هو في الواقع عملية جريئة ومشرفة ضد عقلية العدوان ودعوة للنضال من أجل حماية القيم الاجتماعية. والقتل الوحشي لمهسا أميني، أظهر الموقف الثوري لنساء وشعب إيران، وسيؤدي إلى انهيار النظام الإيراني وهيمنته".

وأكد البيان أن "شعار "Jin jiyan azadî" هو رمز لوحدة النساء والشعوب وأيضاً العامل الرئيسي في تعزيز نضالات التحرير ضد أي عدوان وغزو. أثبتت النساء مرة أخرى حقيقة أن الحياة بدون المرأة والحرية ليست حياة. كل الانتفاضات والاحتجاجات التي حدثت بعد مقتل مهسا أميني، شكلت بداية مرحلة جديدة من التغيرات الكبرى للثورة الاجتماعية، لتحقيق حياة ديمقراطية وحرة في إيران وشرق كردستان".

وأشار البيان إلى أن "ممارسات النظام المعادية للإنسان تضمنت منذ بداية حكمه القتل والاغتصاب والتعذيب والإعدام. لقد سيطر هذا النظام على جميع مجالات الحياة للنساء والشعب بشكل منظم ومؤسسي، ووصل بهم إلى طريق مسدود. بسبب خداع الذات، تخيل النظام أن يستمر حكمه بتجويع المجتمع. وكان عاجزاً عن حل المشاكل الاجتماعية، وأصبح فاسداً من الداخل، ويتفكك وينهار يومياً. خلال 43 عاماً من حكمه، استهدف النظام الإيراني الوجود المادي والروحي الكامل للمرأة، وبهذه الطريقة سعى إلى فرض العبودية على المجتمع بأسره. لكن النساء والشعوب لم يتخلوا أبداً عن دعمهم لمحبي الحرية وقاتلوا بكافة الأشكال، ودفعوا بدائل ثمينة ولم يخضعوا للنظام المعتدي الذي يحكم إيران".

ونوه البيان إلى أن "المرأة، التي كانت المصدر الرئيسي للحياة طوال تاريخ الحياة الاجتماعية، تم إنكارها وتدميرها بسبب طبيعة أيديولوجية قتل النساء الحاكمة في إيران، وحُرمت من جميع المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية والقانون، وغيرها من المجالات بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك المادية والروحية. حيث استهداف النظام الإيراني أفكار وأجساد النساء أولاً. لقد أساء استخدام الدين والشريعة، ومن خلال وضع قوانين ضد المرأة، أضفى الشرعية على حكمه الجنسي وحقن هذا الواقع الرجعي في جميع أنسجة المجتمع. واجهت النساء من جميع الدول العربية والفارسية والأذربيجانية والكردية والبلوشية ومازنية وغيرها، تدخلات النظام بأسوأ طريقة ممكنة تحت اسم الحجاب، والذي كان يهدف في الواقع إلى تغطية عقولهن وأفكارهن".

وأكد البيان على أن "مقاومة النساء ونضالاتهن اتخذت شكلاً جديداً أدى إلى الانهيار الأيديولوجي للنظام. من خلال المقاومة في السجون، جعلت النساء المقاتلات الأسر بلا معنى وأضفن الشجاعة على المجتمع وأصبحن رمزاً للإرادة الحرة. إن رفقة ومشاركة الشباب، وخاصة الرجال من جميع الأجناس، تدل على مستوى فهم المجتمع لحقيقة أن حل مشاكل المرأة هو المفتاح لحل جميع مشاكل المجتمع. تمثل الانتفاضة التي غطت شرق كردستان وإيران ثورة اجتماعية قائمة على رؤية جديدة للعالم. ثورة اخترقت كل الحدود التي صنعها الإنسان لنظام الدولة".

وشدد البيان على أنه "في هذه المرحلة من تاريخ الحرية، واجبنا نحن النساء هو الوحدة والتنظيم والدفاع عن النفس. أظهرت الانتفاضات والطريقة التي قاتل بها النساء والمجتمع احتجاجاً على مقتل مهسا أميني تضامنهم والمستوى العالي لقوتهم التنظيمية. لقد وضع النساء والشباب حياتهم بشجاعة على طريق حرية المرأة وحياتها. يجب أن نحافظ على إنجازاتنا بفهم عميق نشأ من الفلسفة التحررية لشعار "Jin jiyan azadî"، وبات مقتل مهسا أميني على يد النظام الإيراني شرارة أشعلت نار الثورة النسائية في عموم إيران وشرق كردستان. لهذا نحن نؤمن بأن الوقت حان للدفاع عن ثورة المرأة التي تشمل الدفاع عن وجود وهوية وحرية المرأة والمجتمع. يجب تمكيننا نحن النساء في جميع المجالات وتحسين النضال وحماية ثورتنا والدفاع عنها. يجب على كل امرأة وشخص في إيران وشرق كردستان أن يجدوا الحل لجميع مشاكلهم في هذه الثورة وأن يناضلوا من أجل حريتهم".

وأوضح إن "الألم الذي نواجهه نحن النساء أمر شائع وعلينا أن نخوض كفاحاً موحداً لوضع الحرية في مقدمة نضالاتنا. التضامن في نضال المرأة يزيل كل الحدود. رفعت كردستان صرخة الحرية والتحرر ضد الظالمين وانضمت إليها الأهواز وبلوشستان ولورستان وأذربيجان وجيلان ومازاندران وجميع أنحاء إيران. وهذا تعبير واضح عن رفض نظام الاحتلال والانضمام إلى خط مقاومة النساء والشعوب من قبل كل ضمير".

وشدد البيان على "ضرورة إنشاء نظام دفاع مشترك ولا ينبغي ترك أي امرأة بدون قوة ونظام دفاع ضد النظام المتحيز على أساس الجنس. الدفاع المتأصل شرعي وحق طبيعي لكل فرد ومجتمع يواجه خطر الهلاك. تحافظ قوة الدفاع عن المرأة على منجزات الثورة في المجالين السياسي والاجتماعي ضد قمع وغزو القوى الاستبدادية. لقد حان الوقت الآن لكي تتعامل كل امرأة بروح مسؤولة وتسعى وتكافح من أجل إنشاء نظام دفاع مشترك للمرأة".

واختتم البيان بالتأكيد على أن "النساء في إيران وشرق كردستان شكلن دائرة غير قابلة للكسر حول الأفكار التحررية للقائد عبد الله أوجلان، فإنشاء الكونفدرالية الديمقراطية للمرأة والنهوض بها هو السبيل الوحيد للفوز في نضالات ومقاومة المرأة والمجتمع. انطلاقاً من التضامن والوحدة وتنظيم النساء والشعوب، سنحول كل مجالات الحياة إلى ساحة نضال حتى نحقق الحرية. ونطلب من جميع النساء في الشرق الأوسط والعالم أن ينضموا إلينا لتعزيز النضال والدفاع عن ثورة النساء والشعوب".