كاتبات: للنساء المبدعات دور في تحرير النساء من القيود التي تكبلهن
أكدت مشاركات في الملتقى الذي استضافته مدينة سوسة التونسية في دورته الرابعة والعشرين تحت شعار "الثالوث المحرم في إبداع المرأة العربية"، إلى تحرير النساء من القيود التي تكبلهن وتجعلهن كسلعة.
زهور المشرقي
تونس ـ اختتمت اليوم السبت 14 أيار/مايو، أعمال ملتقى المبدعات العربيات بدورته الـ 24 الذي استضافته مدينة السوسة التونسية بمشاركة مبدعات من مصر وسوريا والمغرب والسعودية والأردن ولبنان وليبيا وتونس.
أكدت المشاركات في ملتقى المبدعات العربيات الذي ناقش "الثالوث المحرم في إبداع المرأة العربية"، على أهمية تضافر الجهود النسائية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط لتحرير المرأة من القوالب الجاهزة التي تسيرها بدافع "الرقابة الأخلاقية والاجتماعية والدينية" لاختراق المسكوت عنه وتخطيه.
وتخلل الملتقى محاضرات وجلسات علمية وحلقات نقاش تطرقت إلى قضايا تناول المرأة في الدين والسياسة والجنس.
وعلى هامش الملتقى قالت الروائية التونسية أميرة غنيم لوكالتنا، أن "الإبداع له هدفه حيث أن النساء الأديبات لا تكتبن فقط من أجل تخليد أسمائهن، بل تكتبن لأنهن حاملات لقضية تتمثل في مقاومة كل أشكال التمييز والقمع ضد المرأة".
وأوضحت "كل ما تبدعه المرأة في مجال الأدب والشعر والقصة والفن التشكيلي والمسرح والسينما من شأنه أن يساهم في رفع سقف الحرية لأنه ثمة مواضيع تُنتهكُ من خلال كتابات المبدعات التونسيات وغيرهن"، معتقدةً أن التجربة التونسية قادرة على فضح ما تعانيه النساء من أشكال التسلّط الرجعية ، رغم أن التشريعات المتطوّرة والمنظومة القانونية تقول أن المرأة وصلت إلى درجة معينة من الحرية، إلا أنه على مستوى الممارسة الحياتية اليومية لا زالت حقيقةً تعيش التمييز.
ولفتت إلى أن دور الأدب يتجلّى في تعرية وكشف المستور عن طريق اللغة الإبداعية المنمقة، لمحاربة المحظورات التي تتصدى لتقدم النساء، "ما يتناوله الأدب يكون بشكل ضمني، والتضمين الضمني أبلغ من الصريح"، مشيرةً إلى أن للأدب دور مهم لأنه يؤثر بطريقة غير مباشرة ومستمرة ومتجددة في القارئ تتجدد بتجدد القراء للنص الإبداعي الذي تكتبه المرأة.
ومن جانبها قالت الشاعرة راضية الشهايبي أن هذه الدورة الأولى التي يتم عقدها بعد انتشار جائحة كورونا، مشيرةً إلى أن الملتقى تطرق للثالوث المحرّم في إبداع المرأة العربية الذي يجب تعريته والحديث عنه.
ونوهت إلى أنها شاركت بمداخلة تطرقت من خلالها لكيفية تخطّي الثالوث المحرم، مشددةً على أنه من المهم الخروج بفكر تعديل ذهني وسلوكي نحو البحث عن كل أسلوب يغيّر من طريقة تفكير المرأة ونظرتها للحياة وخاصة بعد العشرية التي عاشتها المرأة العربية وبعد الموجة الجارفة التي تسعى إلى تسليع المرأة.
وأكدت على أنه يجب اليوم أن تعود المبدعة إلى دورها ليس من خلال الكتابة فقط بل أيضاً عبر التوعية والإرشاد كل حسب موقعها الاجتماعي "لا بد للنساء أن يسعين ويقمن بدورهن لإفادة بعضهن بما تيسر من هذا الفكر التنويري والمختلف عن السائد الذي عاد بالنساء إلى عصور أخرى".
كما شددت آمنة الرميلي على أن "الحديث عن الثالوث المحرم في حد ذاته ثورة، حيث أن الكلمة في حد ذاتها لها مفهوم خطير لكن من ضروري تدبره لتفكيك هذا السياج حول وعي المرأة"، معتبرةً أن فكّ ذلك لن يكون إلا عبر النساء المبدعات المثقفات المتحررات لا غيرهن".
ولفتت إلى إن المنتدى يهدف إلى نبش هذه الأسوار لتفكيكها لأن النساء العربيات هن سليلات هذه الثقافة المحافظة أو ما يعرف بثقافة "الاسيجة" على حد قولها، مشددةً على أهمية الإبداع كمدخل والباب لنقل المرأة العربية فكرياً وإلا سيكون مصيرهن البقاء على هامش التاريخ.