جيان ديريك: البلديات الحرة أكبر خطوة للمرأة

مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 11 حزيران/يونيو المقبل سارعت الحركة النسوية من أنشطتها الانتخابية، وذكرت عضوة تجمع زنوبيا أن هناك العديد من الخطوات الناجحة في ثورة المرأة، لكن خطوة البلديات الحرة هي الخطوة الأكبر.

جيندا أمارا

الحسكة ـ يستعد أهالي إقليم شمال وشرق سوريا للتوجه إلى صناديق الاقتراع في 133 بلدية في المنطقة في 11 حزيران/يونيو المقبل.  

قبل الانتخابات، اختارت النساء في إقليم شمال وشرق سوريا مرشحاتهن لتمثيلهن في البلديات، وكانت هذه الخطوة هي الخطوة الأولى في الإقليم والتي لم يسبق لها مثيل في أي مكان في العالم، ومع اقتراب يوم الانتخابات، تسارعت وتيرة نشاط الحركة النسائية لمؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا، اللتين دخلتا الانتخابات مع مرشحاتهما.

عن أهمية الانتخابات التي ستجرى في عموم شمال وشرق سوريا في الفترة المقبلة، قالت عضوة تجمع نساء زنوبيا جيان ديريك أن المشاركة الفعالة للمرأة في هذه الانتخابات خلقت أجواء إيجابية في المجتمع الذي توصل إلى قناعة بأن التنظيم النسائي هو الذي حدد لون الديمقراطية في المنطقة.

 

"المرأة قادت مجتمعها رغم كل الاعتداءات والهجمات"

ولفتت جيان دريك إلى أنه بعد تحرير مدن مثل الطبقة والرقة ومنبج ودير الزور من ظلام داعش، تحققت إنجازات كبيرة في حياة وحركة النساء، وهذه القوة النسائية اجتمعت معاً في تجمع نساء زنوبيا "في عام 2024 ظهرت إنجازات جديدة، خاصة في المناطق المحررة مثل الطبقة، الرقة، منبج، دير الزور، فعندما تم تحريرها كان من الضروري تأسيس حركة زنوبيا فهناك فرص ثمينة جداً حيث عاشت جميع النساء من المكونات الكردية والعربية والشركسية والآشورية والتركمانية معاً وحمين أنفسهن من الهجمات، لكنهن عانين كثيراً من النظام ومن داعش وغيرها، ومع ذلك، فقد كن دائماً رائدات المجتمع. إن نساء إقليم شمال وشرق سوريا تأخذن زمام المبادرة في البلديات الديمقراطية والحرة في مثل هذه المرحلة من أجل إعادة تنظيم أنفسهن وتصبحن صاحبات الإرادة".

 

"في الانتخابات التمهيدية اختارت المرأة مرشحيها بإرادتها"

وأكدت أنه خلال الانتخابات التمهيدية اختارت النساء مرشحاتهن بإرادتهن "توجهت نساء المناطق الأربع المحررة إلى الانتخابات التمهيدية بحماس كبير، حيث لم يكن لهن حتى حق التصويت قبل الثورة، لكن الآن تخترن مرشحاتهن بمحض إرادتهن وتنظمن أنفسهن، وحددت نساء المنطقة بإرادتهن وصوتهن من سيمثلهن، وفي هذه المرحلة، قامت المرأة ببناء الأرضية للتنظيم الذاتي والتعليم والمعرفة، ففي الثورة، خطت المرأة العديد من الخطوات الناجحة، لكن هذه الخطوة الأخيرة المتمثلة في البلديات الحرة هي خطوة تحل في المرتبة الأولى، ويمكننا القول إنها أكبر خطوة في تاريخ الثورة".

 

"لقد بات المجتمع مقتنعاً أن التنظيم النسائي هو الذي حدد لون الديمقراطية في ذلك البلد"

وبينت جيان ديريك إنه خلال عملية الانتخابات التمهيدية، خلق نشاط المرأة في المجتمع أجواء إيجابية كما قالت إنه عندما تعمل المرأة بنشاط، يكون لها تأثير في كل مجال من مجالات الحياة، "في تاريخ المرأة قدمت تضحيات كثيرة من أجل التصويت، أما الآن فإن نساء إقليم شمال وشرق سوريا يهتممن بهويتهن بلونهن وثقافتهن. لقد بات مجتمعنا مقتنعاً أن التنظيم النسائي هو الذي حدد لون الديمقراطية في هذا البلد، ونرى مرة أخرى أنه لو لم تشارك المرأة في الانتخابات بهويتها ولونها، لما ظهر هذا الرأي في المجتمع. وعندما تشارك المرأة في البلديات بهذه الإرادة وهذا الإصرار، فإنها ستؤدي دورها بشكل أفضل من أي شخص آخر. وبالطبع يتطور ويتقدم واجب المرأة بشكل طبيعي في كل مجالات الحياة، وستعمل بنفس الواجب والمسؤولية في البلديات، وستظهر قيادتها في البلديات أيضاً".

 

"البلديات الحرة ستكون مصدر قوة للجميع"

وفي نهاية حديثها أشارت جيان ديريك إلى أن هذه الخطوة التي يتم إطلاقها لأول مرة في إقليم شمال وشرق سوريا ستكون مصدر قوة لجميع الشعوب المحبة للحرية "نأمل ونؤمن بأن نموذج البلديات الحرة سيكون مصدر قوة وخبرة للجميع، ونحن ممتنات للنساء اللواتي حاربن الإرهاب حتى نحقق هذا الإنجاز الكبير".