جريحات الحرب: قتل المرأة يعتبر قتلاً للطبيعة والحياة

تعتبر النساء في إقليم شمال وشرق سوريا قتل المرأة قتلاً للطبيعة والحياة، داعيات إلى حماية المجتمع وفق ثقافة وأخلاق المجتمع الديمقراطي.

مركز الأخبار ـ أدانت جريحات الحرب في إقليم شمال وشرق سوريا جرائم قتل النساء الآخذة في الازدياد مؤخراً، داعيات جميع النساء إلى تعزيز نضالهن والتضامن معاً.

اعتبرت جريحات الحرب في فدراسيون جرحى الحرب بإقليم شمال وشرق سوريا، في بيان لهن، أن جرائم القتل المرتكبة ضد النساء في جميع أنحاء العالم، عار كبير على جبين الإنسانية.

وشدد البيان على ضرورة فهم أنّ قتل المرأة يعني قتل الحياة والسير بالإنسانية نحو عصرٍ وحشي "لا يمكننا تجاهل أو اعتبار جرائم قتل النساء حوادث عادية بالتأكيد، لكن تلعب شريحة من المجتمع بالفعل دور القرود الثلاثة (لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم) وتتظاهر بالغباء".

ولفت البيان إلى أن أكثر ما يثير الصدمة هو ضرب المرأة في أرض ثورة المرأة، وقتل العشرات من النساء باسم الانتحار خلال عام واحد "لا أحد يتخيل أنه في روج آفا التي تُعدّ أرض مقاومة المرأة، تتعرضن النساء للقتل، ولا سيما في مدينة كوباني أرض المقاومة التاريخية".

وأضاف البيان "بقدر ما نعلم أن منطقة كوباني إقطاعية ومحافظة، نعلم أيضاً أنها المدينة الأولى التي لجأ إليها القائد عبد الله أوجلان أثناء هجرته وتوجه منها إلى الشرق الأوسط لخلق انفتاح أكبر على الثورة، ومن ناحية أخرى، شكلت مدينة كوباني خلال الحرب ضد داعش حصناً منيعاً للبطلات والشجعان كآرين ميركان، ريفان كوباني، زهرة بنابر، كلهات، جكدار والعشرات من الأبطال والبطلات غيره، لقد شكّلت تلك المقاومة إرثاً ثقافياً وسياسياً للمرأة والمجتمع".

وأوضح البيان أنه يتوجب على أبناء هذه الثورة ألا يسمحوا بقتل النساء "كيف يمكن قتل النساء في أرض المقاومة التاريخية؟ يجب التحقيق والبحث في هذه الحوادث بدقة، كما يتوجب على المجتمع بكل شرائحه، ولا سيما المرأة والشبيبة اتخاذ موقف حازم حيالها، ويجب دعم المرأة والحياة، فحتى في الماضي، في القرون السابقة، لم تقع جرائم قتل النساء المروعة هكذا، فكيف يمكن أن تقع مثل هذه الجرائم بعد الثورة، علينا أن نعلم أن حالات الانتحار وجرائم قتل النساء هذه ليست تلقائية بل ناجمة عن سياسات الدولة التركية الفاشية".

وطالب البيان بالتحقيق في جرائم القتل لأن قتل النساء قضية المجتمع الأولى ومن الضروري التعامل معها بجدية والتحقيق في تفاصيلها، مؤكداً على أن الواجب الأول للقوة الريادية التي تمثل المجتمع هو المرأة والشبيبة، وأنه في الوقت ذاته، من واجب جميع شرائح المجتمع اتّخاذ موقف حازم حيال هذه الجرائم غير الإنسانية "علينا أن نعلم أنّ كل اعتداء على المرأة هو اعتداء على الحياة ويجب إدانته ومحاسبة المجرمين، يجب الاستنفار والانتفاض كلّما تعرّضت امرأة للقتل، فالمرأة تتعرّض للقتل والاعتداء منذ 5 آلاف عام، لكن كيف تقع مثل هذه الجرائم المروعة في عصر الثورة، هذا هو الأشدّ صدمة، علينا أن نعلم أنّ العادات والتقاليد وحوادث "الحفاظ على الشرف" هي ممارسات عقلية الدولة التركية الفاشية، إذ يُحرّض المجتمع على المرأة بشكل متعمّد، حسناً، نسأل هنا ما هو سبب قتل النساء؟ ما الذي يعنيه الانتحار والإجبار على الانتحار؟ أي لماذا تقع مثل هذه الحوادث؟ بهذا الخصوص، على الجميع أن يسألوا أنفسهم، ويعترفوا ويقولوا ما هو موقفهم حيال ذلك".

ولفت البيان إلى انتهاج الاحتلال التركي لسياسات الحرب الخاصة ولا سيما فيما يتعلّق بجرائم قتل النساء "باختصار، علينا أن نسأل ما هو موقف المرأة والمجتمع؟ في الحقيقة، إنّ موقف المجتمع ضعيف جداً وهذا يعني أنه غير واعٍ ومدرك لهذا الأمر وليس لديه موقف حياله، ويفكر المرء أنّ جرائم قتل النساء هي اعتداء من قبل جهاز الاستخبارات التركية؛ لأنّ معظم هذه الجرائم المروعة لقتل النساء تقع في تركيا، ووقوع جرائم مشابهة في روج آفا ناجمٌ عن سياسات الدولة التركية".

ودعا البيان إلى ترجمة ردود الفعل إلى فعاليات من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار وحماية المجتمع نفسه بقوته الجوهرية، وطالب جميع النساء بتعزيز النضال والتضامن في مواجهة جرائم القتل.

وجاء في ختام البيان "إنّنا كجريحات حرب نعتبر قتل المرأة قتلاً للطبيعة والحياة، ونعدّ قتل النساء لأي سبب كان اعتداءً على المجتمع وندينه، إنّنا نعرب هنا عن موقفنا الحازم حيال هذه الجرائم، وندعو جميع النساء والرجال إلى حماية مجتمعنا وفق ثقافة وأخلاق المجتمع الديمقراطي".