جمعية "بيتي" تنظم لقاءً عن دور المرأة في إدارة الكوارث... انفجار المرفأ مثالاً
على الرغم من مرور عام على انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس 2020، إلا أن ندوبه لا زالت موجودة إن كان على بعض الأماكن المتضررة أو حتى في النفوس
كارولين بزي
بيروت ـ . المرأة التي كانت أحد العناصر الفاعلة بعد الانفجار، حضرت أمس الجمعة 19تشرين الثاني/نوفمبر، عبر الجمعيات أو الدفاع المدني وحتى قوى الأمن الداخلي، لقاء عام نظمته جمعية بيتي بالتعاون مع UN Women حول مشروع مشاركة المرأة في مساءلة إدارة الكوارث، وذلك في أحد مطاعم بيروت التي تضررت في انفجار المرفأ، دار الجميزة.
"يهدف مشروعنا إلى جمع مقدم الخدمة مع المتلقي"
على هامش اللقاء، تحدثت مؤسسة جمعية "بيتي" جوزفين زغيب لوكالتنا عن المشروع الذي أطلقته الجمعية التي تأسست في عام 2004 بالتعاون مع ست جمعيات والـ UN Women. وتقول "بعد انفجار الرابع من آب/أغسطس لم يكن أمامنا إلا أن ننزل إلى أرض الجميزة وبيروت لكي نساعد أهالينا ولاسيما المتضررات من الانفجار، وتحديداً في منطقتي الجميزة ومار مخايل. قمنا بمشروع لنساعد المتضررين وخاصةً متلقي الخدمة لنقوم بتحسين خدمة الطوارئ، إذ تبين بعد أحداث الرابع من آب/أغسطس أن خدمة الطوارئ في لبنان ضعيفة جداً. حاولنا أن نتعاون ووجدنا أن الأشخاص الأساسيين الذين علينا أن نتعاون معهم هم شرطة الجميزة وشرطة مار مخايل، فقمنا بالتعاون معهم ومع الدفاع المدني وهم العناصر الأساسية الذين يقدمون هذه الخدمة، ونحن حالياً نجهز خطة بين مقدمي ومتلقي الخدمة لكي نوجد معاً خطة انقاذ لإدارة الكوارث".
وتضيف "لكي نستطيع أن ننفذ هذا المشروع عملنا مع ست جمعيات كانت متواجدة على الأرض بعد انفجار المرفأ، ستقوم هذه الجمعيات بتسيير اللقاءات لكي نخرج بخطة مشتركة لتحسين الخدمة وخاصةً خدمة الطوارئ"، وتلفت إلى أن اللقاء الذي عقد في مطعم دار الجميزة في بيروت، "يهدف إلى جمع كافة الأطراف مع بعضها البعض، من مقدم الخدمة في القطاع العام وهم الشرطة وضباط ودفاع مدني ومتلقي الخدمة وهم النساء اللواتي تضررن بالانفجار، ويجتمعون مع الجمعيات ومن بينها جمعية بيتي وبالتعاون مع UN Women التي منحتنا ثقتها والتي تموّل جزء بسيط من هذه الخطة".
وتؤكد بأنه عبر التعاون والتشاركية يمكن أن ينقذوا بيروت ولبنان "شعارنا الأساسي أن شخصاً بمفرده لا يستطيع أن يبني وطناً، ومن أجل التنمية يجب أن يكون هناك تعاون بين أربع قطاعات، فللإعلام دور أساسي، للقطاع العام والخاص والمجتمع المدني والجمعيات أدوار أساسية، لذلك اخترنا أن ننظم هذا الحدث في أحد المطاعم التي تضررت في الجميزة لنقول للناس بأننا جمعياً تضررنا من انفجار مرفأ بيروت. فاللبنانيون موجوعون اليوم. بالتعاون نستطيع أن نتجاوز هذه المحنة ونصل إلى مكان فيه أمل ولو واحد بالمئة".
وتشير جومانة البلة المديرة التنفيذية في جمعية بيتي ومشروع مشاركة المرأة في مساءلة إدارة الكوارث، إلى أن "المشروع يستهدف ثلاث فئات وهي الجمعيات اللاتي عملن معهن على الأرض بعد الانفجار، مقدمي الخدمة وهم الشرطة والدفاع المدني، ومتلقي الخدمة وهم النساء اللواتي تضررن بسبب الانفجار ويسكنون في منطقتي الرميل والمدور. أما أكثر الفئات المتضررة والتي لمسناها من خلال دراسة قمنا بها، هن كبيرات السن اللواتي يعشن بمفردهن ولا معيل لهن، كذلك سيدات الأعمال اللواتي تضررت أعمالهن، والنساء اللواتي نشطن وعملن على الأرض من دون أن يتبعن لأي فئة".
وتوضح بأن الغاية من المشروع هي "جمع مقدمي الخدمة ومتلقي الخدمة لكي يستطيعوا ابتكار خطط لهذه الكارثة، فالكوارث التي وقعت كانت بحاجة لإدارة جيدة إن كان بطريقة التواصل أو بأي نقطة من النقاط التي تظهر معنا من خلال مشروعنا ومن خلال الجلسات التي سيتم تنظيمها. وتدير هذه الجلسات الجمعيات التي تدربت على التواصل وعلى المساءلة الاجتماعية ومعنى المساءلة الاجتماعية ومهارات التيسير للجلسات. وسنخرج بخطط وسيتم تنفيذ بعضها خلال فترة المشروع، وهناك ثلاث مبادرات مبنية على الخطط لكي نحسن جزء من إدارتنا لهذه الكوارث. وهذا أول مشروع مشترك بين الأعضاء، المقدمون والمجتمع لكي يسمعوا إلى بعضهم البعض، ويزيد من ثقة المواطنين بالخدمات التي تقدم لهم من مقدمي الخدمات وسيشعرون أنهم جزء من حس المسؤولية الموجودة".
وتلفت إلى أن فترة المشروع تمتد لسنة كاملة، بدأت من تموز/يوليو2021، وتمتد إلى شهر حزيران/يونيو2022، "التدريبات بدأت للجمعيات النسوية، إذ تم تدريب 25 امرأة من ست جمعيات، قمنا بتدريبهن على المساءلة الاجتماعية ومهارات التيسير والتواصل وعلى بطاقات التأهيل المجتمعي وهي عبارة عن أداة من أدوات المساءلة. كما نظمنا لقاءات مقدمي الخدمة وهم الشرطة والدفاع المدني لنتفق معهم على طريقة التعاون معهم في المستقبل، كما أجرينا دراسة تشرح طبيعة الوضع الحالي، والمستقبلي الذي نرغب بالوصول إليه بإدارة الكوارث".
"تجربتها في الدفاع المدني في 4 آب"
ميرا قواص (22 عاماً) وهي متطوعة في الدفاع المدني وكانت متواجدة على الأرض عند وقوع انفجار المرفأ، تروي تجربتها وتقول "كنت أول متطوعة على الأرض يوم الانفجار، وهي أكبر كارثة مرت على لبنان. أول مشهد رأيته كان لطفل يبكي وملطخ بالدماء، ورأيت أشلاء لناس أودى الانفجار بحياتهم كما رأيت الدماء في كل مكان، كان المشهد صعباً ومؤثراً جداً لا توجد كلمات تصفه".
وتضيف "أول ما تبادر إلى ذهني أهلي، إن كانوا قد تضرروا من الانفجار لأن هناك الكثير ممن تضرروا وأصيبوا بالأذى. أدركت أن هذا التفكير يمكن أن يشعرني بالضعف لذلك قررت أن أقدم المساعدة لمن يحتاجها وأقوم بواجبي. وضعت مشاعري جانباً واستحضرت كل التدريبات التي تلقيتها عندما تطوعت في الدفاع المدني. شعرت حينها بقوة توازي قوة مئة شخص علماً أن رجالاً في المركز لم يستطيعوا أن يكونوا على الأرض وذهبوا للاطمئنان على عائلاتهم، لكن كل ما فكرت فيه حينها هو كيف يمكنني أن أنقذ الناس".
واختتمت حديثها بالقول "اكتشفت في الرابع من آب/أغسطس وجهي الآخر، وجه الواجب البعيد عن المشاعر وأنه عليّ القيام بواجبي فقط، وأدركت قوة المرأة الموجودة داخلنا".