'جملة الاعتقالات تأتي في سياق التأثير على الانتخابات'

فنانتان من مسرح مدينة آمد تؤكدن أن الاعتقال الذي أجري بحقهما جاء في سياق التأثير على الانتخابات المقبلة، كما أن التحقيق الذي خضعن له كان فارغ وليس له أي أساس.

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ اعتقل حوالي ١٥٠ شخصاً في مدينة آمد شمال كردستان، خلال حملة مداهمات واسعة على المنازل في ٢١ مدينة، تزامناً مع اقتراب موعد التصويت على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي من المقرر إجراؤها في الرابع عشر من أيار/مايو المقبل.

أقدمت السلطات التركية على اعتقال أكثر من 150 شخصاً في 25 نيسان/أبريل الجاري في مدينة آمد، منهم محامين يمكنهم مراقبة العملية الانتخابية وصحفيين كانوا سيفضحون أي عملية تزوير قد تحصل خلال التصويت وفنانين وسياسيين وموظفين في منظمات المجتمع المدني.

وكان من ضمن المعتقلين فنانتي مسرح مدينة آمد شاهبري ألبان وألفان كوجر، اللتان تم الإفراج عنهما بعد أن قدمتا إفادتيهما إلى مكتب المدعي العام في آمد، وأكدتا أن عملية الاعتقال هذه لم تكن قانونية.

 

"كنا أمام تحقيق بمضمون فارغ"

الفنانة المسرحية ألفان كوجر، التي تم الإفراج عنها بشرط الرقابة القضائية بعد تقديمها إفادتها إلى مكتب المدعي العام، ذكرت أنها احتجزت لمدة يومين دون وجود أي دليل ملموس بشأن التهم التي وجهت ضدها، "هذه الاعتقالات تتعلق بالانتخابات المقبلة بشكل صريح وواضح، فعند التدقيق في الملفات التي على أساسها حدثت الاعتقالات لا يوجد فيها أي شيء وهي فارغة المحتوى، كما أقدموا على اعتقال ١٠٠ شخص بناء على أقوال شخص واحد، ولم يكن هناك أي دليل واضع وملموس، لكنهم قاموا بمداهمة المنازل، في الوقت الذي كانوا يستطيعون فيه الاتصال بنا وأخذ أقوالنا، أقدموا على مداهمة منازلنا في الساعة ٥ صباحاً، كما أنه لا يوجد شيء مهم يدفعهم للقيام بهذه الاعتقالات، وعلى الرغم من عدم وجود أي تهم موجهة لنا إلا أنهم قاموا بتلفيق اتهامات مختلفة وعديدة بحقنا".

 

"الاعتقالات التي نفذت لا يتقبلها المنطق"

أشارت ألفان كوجر إلى أن الاعتقالات التي نفذتها الشرطة بحق أهالي شمال كردستان كانت عبارة عن ممارسة معادية للديمقراطية "إن اعتقال كل هذا العدد من الأشخاص ليس بأمر يتقبله العقل والمنطق، لن نقبل هذا الوضع بأي شكل من الأشكال، يجب أن يتراجعوا عن هذه الأعمال التعسفية، كما ونطالب بإطلاق سراح أصدقائنا المعتقلين في أسرع وقت ممكن".

 

"سنستمر في العمل"

ذكرت الفنانة المسرحية شاهبري ألبهان إن السبب الرئيسي خلف عمليات الاعتقال هذه هو التأثير على التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، وأكدت أنهم سوف يواصلون عملهم في مواجهة هذه الضغوطات كما أنهم لن يتراجعوا ولو خطوة إلى الخلف، كما دعت إلى الإفراج عن بقية المعتقلين "لقد قامت الشرطة باعتقالنا لمدة يومين على خلفية ملفات فارغة المحتوى واستندوا في عملهم التعسفي هذا إلى أقوال شخص واحد، لم نكن لوحدنا بل تم احتجاز واعتقال المئات من أصدقائنا، هذا الوضع غير مقبول أبداً، لن نقبل بهذه الممارسات وهذه المعاملة عندما لا يكون هناك أدلة ملموسة ومثبتة بحقنا".

وأضافت "لقد تم إطلاق سراحي بعد القيام بأخذ إفادتي، ولكن مازال هناك العديد من المحتجزين حتى الآن، يجب الإفراج عنهم في أسرع وقت ممكن"، مؤكدةً على أن "جملة الاعتقالات هذه ما هي إلا سياسة قمعية تنفذها جهات معروفة للجميع قبل الانتخابات التي أقترب موعدها والاستعدادات لها لا تزال جارية، سنواصل صمودنا في وجه كل الإجراءات الرامية للنيل من عزيمتنا".