جلسة توعوية حول حقوق المرأة في الصحة الإنجابية بغزة
ناقشت ورشة "حقوق المرأة في الصحة الإنجابية والجنسية" في مدرسة الهاشمية شرق مدينة غزة، عدد من المصطلحات والمفاهيم التي لا تزال مجهولة بالنسبة للنساء والفتيات المتعلقة بالجوانب الصحية الهامة سواء الجسدية أو النفسية.
رفيف اسليم
غزة ـ أفادت الأخصائية النفسية هند أبو نجيلة، أن النساء الفلسطينيات هن الفئة الأكثر هشاشة وتأثراً خاصة في مراكز النزوح والمخيمات، لذلك حاولت برفقة منتدى "شارك الشبابي" تقديم عدد من الجلسات الخاصة بالتوعية، والدعم النفسي، والعنف المبني على النوع الاجتماعي، وحالياً يجرى التوعية حول حقوق المرأة في الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة (الجنسية).
نظمت الأخصائية النفسية هند أبو نجيلة بالشراكة مع منتدى شارك الشبابي أمس السبت 14 كانون الأول/ديسمبر، ورشة بعنوان "حقوق المرأة في الصحة الإنجابية والجنسية"، لعدد من النساء والفتيات، لافتةً إلى أن هذا النشاط يأتي ضمن حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة.
وقالت هند أبو نجيلة إن هناك الكثير من النساء لا تعملن الكثير حول مفهوم الصحة الإنجابية أو تنظيم الأسرة وكيف يمكنهن التخطيط للحمل أو ما هي موانعه، مشيرةً إلى أن هناك الكثير من النساء اللواتي تهدر حقوقهن لأنهن لا تعلمنها، فتُسلط فوقهن العادات والتقاليد لتكمل العنف المركب الذي تعاني منه المرأة الفلسطينية التي ما زالت تقبع تحت حرب طاحنة ومجتمع لا يريدها أن تعرف ما لها وما عليها، فتصبح ضحية تربي ضحية أخرى.
كما ركزت هند أبو نجيلة، على المرأة الحامل كون الحمل يستهلك من صحة المرأة بالكامل في وقت تعيش به تحت وطأة المجاعة والنقص الحاد في جميع العناصر الغذائية، خاصة أولئك اللواتي تزوجن في سن مبكر دون 18 عام، مشيرةً إلى أن مواليدهن الأكثر عرضة للأمراض المختلفة، كما أنها قد تصبح عرضة للموت أكثر من غيرها إثر ميلادها في ظروف غير ملائمة وعدم توافر المشافي المعدة بالتجهيزات.
ونوهت إلى أن موضوع الصحة الإنجابية هو للزوج أيضاً ويجب عليه الاهتمام بصحته وعدم رمي اللوم على الزوجة باعتبارها الحلقة الأضعف في الكثير من الموضوعات خاصة تأخر الحمل، مضيفةً إلى أن الكثير من الرجال قد يمنعوا زوجاتهم من حضور مثل هذه الجلسات كي لا يتشكل لديهن الوعي اللازم.
وتابعت أن امتلاك المرأة المعرفة الكافية أمر مهم، وأنه لا يحق لأي أحد حتى لو كان الزوج إجبارها على إجراء عمليات جراحية كالإجهاض أو ربط الرحم، كما لا يجوز لأحد إجبار الفتاة على إجراء فحص العذرية الذي يعتبر انتهاك واضح يحاسب عليه القانون بشكل ويصنف مرتكبه كمجرم.
وحول المراكز التي تقدم خدمات التوعية والتثقف، نوهت هند أبو نجيلة، إلى أن هناك عدة مراكز تقدم هذه الخدمات خاصة خلال حرب غزة، وقد أشارت إلى عناوينها خلال الورشة كي تتوجه النساء إليها للحصول على إجابات للأسئلة التي تدور في أذهانهن، منوهةً إلى ضرورة التخلص من عقدة الخوف والخجل.
وعن الصعوبات التي تواجهها قالت هند أبو نجيلة أن الأمن والأمان من أبرز المشكلات التي تفتقدها خلال تأديتها لعملها، إلى جانب استهداف القوات الإسرائيلية المتعمد للمخيمات ومراكز الإيواء التي تقام بها الورشات، معتبرةً أن الأخيرة مشكلة يجب وضع حد لها عبر الالتزام بنصوص القانون الدولي الإنساني، خاصة أن النساء والفتيات بتن تتخوفن من حضور أي ورشة خشية استهدافهن.
من جانبها قالت تهاني الفيومي، إحدى النساء اللاتي حضرن الورشة، إنها عندما سمعت بإعلان الورشة رغبت بشدة الاستماع لما سيقال وبالفعل بات لديها معلومات كافية على عدد من الموضوعات حول الصحة الإنجابية، منها تنظيم الأسرة، والتعامل مع زوجها وجسدها وصحتها، لافتةً إلى أنه من المهم اللجوء للطبيب المختص في حال مواجهة أي مشكلة طارئة.
ومن خلال الجلسة تعرفت تهاني الفيومي، إلى المراكز التي من يمكن للنساء التوجه إليها للحصول على التوعية الملائمة حول صحة أجسادهن، مشيرةً إلى أن النساء في المراكز والخيام وسط النزوح والإبادة الجماعية نسين أنفسهن والمطالبة بحقوقهن في وقت تزايدت فيه نسبة الإنجاب وقلة المراكز المتخصصة للتوعية حول الصحة الإنجابية.
ولفتت إلى أن النساء تعانين من ظروف خاصة التي يمرن بها وخاصة الدورة الشهرية التي باتت تمثل عبئ على النساء والفتيات اللواتي تستخدمن المراحيض العامة مما يتطلب جهد مضاعف من قبل الأمهات لحماية المراهقات من أي تهديد أو استغلال جنسي قد تتعرضن له، مع التأكيد على أهمية التوعية.