جلسة الأمم المتحدة: يجب أن تكون النساء والفتيات في الصدارة، وأن يقدن الطريق

قال أنطونيو غوتيريش، خلال الجلسة الافتتاحية للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة التي انطلقت أمس الاثنين 14 آذار/مارس

مركز الأخبار ـ قال أنطونيو غوتيريش، خلال الجلسة الافتتاحية للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة التي انطلقت أمس الاثنين 14 آذار/مارس،  وتستمر إلى 25 من الشهر ذاته، أنه من أجل صياغة مستقبل مستدام "يجب أن تكون النساء والفتيات في الصدارة وفي المركز، وأن يقدن الطريق".

تُعقد اجتماعات لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة تحت شعار "تحقيق المساواة بين الجنسين في سياق تغيّر المناخ والسياسات والبرامج للحد من مخاطر البيئة والكوارث".

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش الأزمات المناخية والبيئية، إلى جانب التداعيات الاقتصادية والاجتماعية المستمرة لجائحة كـوفيد-19، بأنها "القضايا المحددة في عصرنا" مذكّراً أن "استجابتنا الجماعية سترسم مسارنا لعقود قادمة".

وأشار إلى أن "حالات الطوارئ غير المسبوقة لأزمة المناخ والتلوث والتصحر وفقدان التنوع البيولوجي، إلى جانب جائحة كوفيد-19 وتأثير النزاعات الجديدة والمستمرة، قد تسارعت وتكثفت لتصبح أزمات واسعة النطاق ومترابطة تؤثر علينا جميعاً".

وأضاف أنه في كل مكان تتخذ النساء والفتيات إجراءات لمواجهة أزمات المناخ، وفي كل مكان، لا تزال النساء والفتيات مستبعدات إلى حد كبير من القاعات التي تُتخذ فيها القرارات.

وقال أنطونيو غوتيريش أن النساء والفتيات اللواتي يعشن في الدول الجزرية الصغيرة وأقل البلدان نمواً والأماكن المتأثرة بالصراع يتأثرن أكثر من غيرهن.

وأوضح أن النساء تعاني أكثر من غيرهن عندما تتعرض الموارد الطبيعية المحلية بما في ذلك الغذاء والماء للتهديد، ويكون لديهن طرق أقل للتكيف. وتتأثر تغذية ودخل وسبل عيش المزارعات بشكل غير متناسب بالأزمات البيئية والطقس القاسي مثل الجفاف والفيضانات.

كما أشار إلى وجود أدلة متزايدة على أن زواج الأطفال واستغلالهم مرتبطان بأزمة المناخ "عندما تضرب الكوارث المناخية، كما يحدث بوتيرة متزايدة، تظهر الأبحاث أن النساء والأطفال أكثر عرضة بنسبة 14 مرة للوفاة من الرجال".

وأعرب أنطونيو غوتيريش عن انزعاجه للغاية من زيادة العنف والتهديدات ضد المدافعات عن حقوق الإنسان والناشطات في مجال البيئة. وقال "التمييز بين الجنسين يعني أن نسبة ضئيلة فقط من مالكي الأراضي والقادة هم من النساء." وأشار إلى أنه غالباً ما يتم "تجاهل احتياجات ومصالح المرأة" ودفعها بعيداً عن السياسات والقرارات المتعلقة باستخدام الأراضي والتلوث والحفظ والعمل المناخي.

وأوضح أن النساء يشغلن فقط ثلث أدوار صنع القرار بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو واتفاق باريس، وفقط 15 في المائة من وزراء البيئة نساء.

 

"نعيش في عالم يهيمن عليه الذكور"

وقال "يوضح هذا مرة أخرى أننا نعيش في عالم يهيمن عليه الذكور بثقافة يهيمن عليها الذكور". موضحاً أننا "لا نزال نعيش مع نتاج آلاف السنين من النظام الأبوي الذي يستبعد النساء ويمنع سماع أصواتهن".

وشدد على أنه "لا يمكننا تحقيق أي من أهدافنا بدون مساهمات الجميع.. بما في ذلك الرجال والفتيان.. والعمل من أجل حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين".

وأضاف أن اتفاق باريس يعالج فقدان التنوع البيولوجي وتدهور الأراضي والتلوث بوصفها أموراً حيوية لخلق حياة كريمة للجميع على كوكب صحي، ووجود نساء وفتيات في مراكز القيادة والزراعة وصنع السياسات والاقتصاد والمحاماة والنشاط في مجال المناخ، يُعدّ أمراً حيويا لبناء اقتصادات مستدامة ومجتمعات مستقبلية قادرة على الصمود.

وأوضح أنه على مدار العامين الماضيين، تم تسليط الضوء على أوجه عدم المساواة والظلم بين الجنسين وتفاقمها بسبب جائحة كوفيد-19. تم طرد ملايين النساء من العمل مما كان له أثر ساحق على حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية. وواجهت ملايين النساء خياراً مستحيلاً بين كسب الدخل أو القيام بأعمال رعاية غير مدفوعة الأجر ولكنها ضرورية.

 

"معالجة القضايا تتطلب جبهة موحدة"

وأشار غوتيريش إلى أن معالجة هذه القضايا تتطلب جبهة موحدة، "تحمي المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في مجال حقوق المرأة مع الاستثمار في التعلم مدى الحياة والرعاية الصحية والوظائف اللائقة والحماية الاجتماعية للنساء والفتيات".

وقال "يجب أن تكون المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة في صميم العقد الاجتماعي المتجدد الذي يناسب مجتمعات واقتصادات اليوم".

على المستوى العالمي، يقترح تقرير الأمين العام بشأن "خطتنا المشتركة" إعادة موازنة القوة والموارد من خلال صفقة عالمية جديدة وأجندة سلام لتقليص جميع أشكال العنف، بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي ووضع النساء والفتيات في قلب السياسية الأمنية.

وذكّر بأن الأمم المتحدة تعمل على دعم مشاركة المرأة وقيادتها في كل مرحلة من مراحل بناء السلام والحفاظ عليه، بما في ذلك من خلال مبعوثيها وممثليها الخاصين الذين يصممون ويدعمون استراتيجيات لعمليات سلام أكثر شمولاً.

وأضاف غوتيريش أن مستشاري الشؤون الجنسانية في البعثات السياسية الخاصة التابعة للأمم المتحدة يعملون على تعزيز مشاركة المرأة والتأكد من أن أولوياتهم "جزء لا يتجزأ" من جميع الجهود السياسية، واصفاً القيادة المتساوية للمرأة بأنها "ليست مجرد مسألة عدالة.. ولكنها حيوية لإنشاء مجتمعات مسالمة ومرنة".

وقال "لا يمكننا فصل حالة السلام المحفوفة بالمخاطر في عالمنا عن الهياكل القديمة القائمة على النظام الأبوي والإقصاء".

 

"النساء والفتيات يدفعن أعلى الأثمان"

واستهلت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، سيما بحوث، كلمتها بلفت الانتباه إلى "جميع الأزمات والنزاعات" في العالم وذكرت بأن النساء والفتيات يدفعن أعلى الأثمان – من ميانمار إلى أفغانستان، ومن الساحل إلى هايتي ومن سوريا إلى الصومال إلى اليمن وإثيوبيا، والآن "الحرب المروّعة في أوكرانيا" أحدث إضافة.

وأضافت "مع كل يوم يمر، نرى الضرر الذي لحق بحياة وآمال ومستقبل النساء والفتيات الأوكرانيات." وأكدت تضامنها مع نساء أوكرانيا بينما أشادت "بشجاعتهن وقدرتهن على الصمود".

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أنغر إندرسون، أن العالم "لديه ما يكفي من الحلول التي يهيمن عليها الذكور". وأضافت أنه "من الأهمية بمكان وضع المرأة في قلب عملية صنع القرار".

ووصفت رئيسة اللجنة، ماتو جوييني، الشابات بأنهن "محفزات التغيير للعمل المناخي والوعي".

وأضافت "نحن بحاجة إلى ضمان إدراج قيادتهن ومساهماتهن الهادفة في هذه المجالات في عمليات صنع القرار".

وأكدت أن النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم يتطلعن إلى اللجنة باعتبارها الهيئة الرائدة في مجال المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من أجل الإرشاد".