حظر جديد يحرم أفغانستان من الطبيبات
في ظل القرارات الصارمة التي تصدر عن حركة طالبان، تواجه أفغانستان مستقبلاً مظلماً على المدى البعيد، إثر قرارات تحرم النساء الكثير من حقوقهن الواحدة تلو الأخرى.
مركز الأخبار ـ بعد أكثر من ثلاثة أعوام من سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، ومنع الفتيات من الدراسة في المراحل المتوسطة والثانوية، وإغلاق الجامعات أمامهن، صدر مؤخراً قرار جديد يمنع الفتيات من الدراسة في المعاهد الصحية.
دخل المرسوم الجديد الذي صدر من قبل حركة طالبان، والذي يمنع الفتيات في أفغانستان من ارتياد المعاهد الصحية، حيز التنفيذ يوم الثلاثاء 3 كانون الأول/ديسمبر، بعد يوم من إعلانه في اجتماع في كابول حضره رؤساء جميع المؤسسات الطبية.
وبدأت وزارتا الصحة والتعليم العالي في أفغانستان بتنفيذ المرسوم الجديد، وأغلقت أبواب جميع المعاهد الصحية أمام الطالبات في جميع أنحاء البلاد، وهو ما قد يحرم البلاد من الطبيبات لمدة 13 عاماً، حيث يمنع الطالبات من التعليم في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وكافة الجامعات والمعاهد، وبذلك لن تكون هناك أي طالبة خريجة من كليات ومعاهد الطب لأكثر من عقد من الزمن.
وفي حين أظهرت مقاطع مصورة من داخل بعض المعاهد الصحية طالبات يحاولن الدخول إلى الفصول الدراسية، وسط تواجد مكثف من عناصر طالبان، الذين رفضوا السماح لهن بالدخول تنفيذاً للقرار، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن منع تعليم الفتيات في المدارس والجامعات يؤدي إلى تفاقم سوء أوضاع النساء الأفغانيات.
وجاء القرار في الوقت الذي يواجه فيه الأفغان تحديات كبيرة بسبب الأمراض المعدية والجفاف والفيضانات الأخيرة، التي أدت إلى نقص في الغذاء وسوء التغذية، ما جعل النساء والأطفال أكثر الفئات تضرراً، كما أن المستشفيات والمراكز الصحية تعاني من نقص حاد في الطبيبات والممرضات، وفقاً لتقارير منظمات دولية.
وكانت حركة طالبان قد أصدرت سابقاً مرسوماً يمنع النساء من الذهاب إلى أطباء ذكور للكشف عليهن، ما يعني أن القرار الأخير سيؤدي إلى أزمة صحية كبيرة في البلاد.
والجدير ذكره أن الحركة كانت وعدت بعد عامها الأول من السيطرة على السلطة في أفغانستان، بإجراء إصلاحات في المناهج التعليمية وإعادة فتح المدارس والجامعات أمام الفتيات، عقب إدانة المجتمع الدولي لقيودها المفروضة على تعليم الفتيات، إلا أنها على مدار السنوات الثلاث الماضية زادت تدريجياً من القيود على النساء والفتيات، حرمتهن من كشف وجوههن خارج منازلهن وحظرت الموسيقى أو الرقص في الأعراس، وأغلقت العديد من صالونات التجميل، كذلك قيدت إلى حد بعيد حق المرأة في التعليم والعمل، واستبعدتهن تدريجياً من الحياة العامة وأقصين من المدارس الثانوية.