'حتى عظام الموتى لم تسلم من انتهاكات المحتل'
استنكر نازحوا مخيم سردم بمقاطعة الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا، تشييد أبنية بدلاً من المقابر في مدينة عفرين المحتلة، مؤكدين أن الاحتلال التركي ينتهك المعايير الإنسانية باعتدائه على المقابر.
حسنة محمد
الشهباء ـ بعد اجتياح الاحتلال التركي منطقة عفرين واحتلالها بتاريخ 18 آذار/مارس 2018، مارست انتهاكات بحق طبيعة وتاريخ وثقافة عفرين، وتعرض الأهالي الذين بقوا في تلك المنطقة للتعذيب والاختطاف والتعذيب والاعتداء والاغتصاب يومياً.
يوجد في عفرين ثلاثة مقابر للشهداء الذين ضحوا من أجل الحرية وهي (مقبرة الشهيد سيدو في ناحية جنديرس، ومقبرة الشهيدة متينا ماتنلي في ناحية شيرا، ومقبرة الشهيدة آفيستا خابور في مركز مدينة عفرين) وتم إنشاؤها جميعاً خلال مقاومة العصر، وبعد احتلال عفرين كانت هذه المقابر هدفاً لهجمات الاحتلال التركي وتم تدميرها، وقام مع مرتزقته بتدمير مقابر المناضلين من أجل الحرية وبناء مباني بدلً منها، وكذلك في مكان مقبرة الشهيدة آفيستا خابور قاموا بفتح سوق للأغنام، ويتم انتهاك كافة الأعراف والقوانين الدولية في عفرين.
وفيما يتعلق بتدمير المقابر في عفرين المحتلة وإنشاء أبنية مكانها، يواصل ذوو الشهداء في الخارج وفي مخيم سردم التابع لناحية أحداث مقاومتهم وأدانوا تدمير المقابر.
"سنعود إلى عفرين ونبني ونرمم مقابرنا"
أدانت عدولة أحمد والدة الشهيدة دستينا عفرين، تدمير مقابر أبنائهم في عفرين "نقاوم في مخيمات اللاجئين منذ 6 سنوات، بعد غزو الاحتلال التركي لعفرين انتهكت كافة المعايير الأخلاقية، ودمرت جميع الأماكن التاريخية والمواقع الأثرية، ومؤخراً اعتدت على مقابر الشهداء وبنت مباني مكانها، تريد بذلك تغيير ديمغرافية المنطقة والآن تقاتل عظام الموتى، في جميع أنحاء العالم يحرم ويمنع تدمير مقابر الشهداء ومن فقدوا أرواحهم، أردوغان يعمل باسم الإسلام لكنه يخالف كل أحكامها".
"سوف نسير على درب ونهج شهدائنا"
من جانبها أكدت فاطمة محمد شقيقة الشهيدة جاندا جودي، أنهم سيسرون على نهج شهدائهم وأن أردوغان بتدميره للمقابر لا يستطيع كسر إرادتهم "بسبب الاحتلال التركي نزحنا من عفرين ومن منازلنا، سنواصل مقاومتنا حتى النصر والعودة إلى عفرين محررة"، مشيرةً إلى أنه في عفرين يقوم الاحتلال التركي ومرتزقته بالاعتداء على قبور الشهداء وتدميرها، ويبنون بدلاً منها مباني وأسواق للأغنام "لن نقبل بذلك أبداً سنعتني بأرضنا وشهدائنا من خلال مواصلتنا لنضالنا والسير على دربهم".