حصار المشافي والقصف والتجويع... جريمة "إبادة وتطهير عرقي"
تشن القوات الإسرائيلية منذ 7 تشرين الأول، حرب إبادة جماعية على غزة خلفت أكثر من 143 ألف قتيل وجريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
مركز الأخبار ـ حذر "الدفاع المدني" الفلسطيني في غزة، من أن القوات الإسرائيلية ترتكب جريمة "إبادة وتطهير عرقي" في شمال القطاع المحاصر، منذ ثلاثة أسابيع، فيما اعتقلت القوات الطاقم الطبي والمرضى والجرحى في مستشفى كمال عدوان، رغم مناشدات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، المؤسساتِ الدولية والأممية بالتدخل العاجل لحمايتهم.
أعلنت منظمة الصحة العالمية أن القوات الإسرائيلية قتلت ثلاثة من العاملين في القطاع الصحي في مستشفى كمال عدوان في جباليا شمالاً، وقامت باعتقال كوادر آخرين.
وأكدت المنظمة العالمية أن مستشفى كمال عدوان هو آخر المستشفيات العاملة "بشكل جزئي" شمال القطاع وأنه "لا يزال تحت الحصار"، مشيرة إلى أن "الوضع كارثي حيث لا يوجد لدى المحتجزين لا طعام ولا أدوية ولا المستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى بالمستشفى، وهناك ما يزيد عن 600 شخص يرزحون تحت حصار المستشفى منهم المريض والمصاب والنازح والعامل في القطاع الصحي".
كما قالت وزارة الصحة في غزة أن القوات الإسرائيلية قامت باقتحام المستشفى وتقوم بإطلاق النار في أقسامه، كما قامت بضرب مولدات الأوكسجين في المستشفى، وأعلنت الوزارة مقتل طفلين على الأقل في قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان، يوم الجمعة 25 تشرين الأول/أكتوبر، بعد توقف المولدات واستهداف محطة الأوكسجين.
وأفادت وزارة الصحة بأن القوات الإسرائيلية احتجزت النساء في إحدى الغرف داخل المستشفى دون ماء أو طعام. وناشدت الوزارة المؤسسات الدولية والأممية والجهات المعنية بالتدخل العاجل لحماية المرضى والكوادر الطبية العاملة فيه.
وقال مفوّض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن العملية العسكرية المستمرة والمكثفة التي تشنها القوات الإسرائيلية في شمال قطاع غزة، جعلت الشمال يرزح تحت "أحلك لحظات"، محذراً من أن ما يرتكبه جيشها من ممارسات وأعمال تشمل حصار المشافي والقصف والتجويع، قد تصنف تحت إطار "جرائم فظيعة".
وبينت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الضربات العنيفة التي طالت مناطق متفرقة من القطاع، وخاصة شمالاً في جباليا وفي خان يونس، أسفرت في الساعات الثمانية والأربعين الأخيرة عن مقتل ما لا يقل عن 77 فلسطينياً.
وقالت الوزارة أن غارات إسرائيلية قتلت 20 فلسطينياً بينهم تسعة أطفال مساء الجمعة، كما قًتل 12 فلسطينياً على الأقل بغارات إسرائيلية أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات إنسانية غرب القطاع في مخيم الشاطئ، لترتفع بذلك حصيلة الضحايا من الفلسطينيين إلى 42924 منذ بداية الحرب على غزة.