حرب السودان مستمرة على حساب المدنيين

ما بين قصف الدعم السريع وغارات الطيران الحربي التابع للجيش السوداني يُباد المدنيون بدارفور غربي السودان.

مركز الأخبار ـ أفادت تنسيقية لجان المقاومة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بسقوط عشرات القتلى بعد استهداف قوات الدعم السريع لسوق معسكر أبو شوك للنازحين.

نددت تنسيقية لجان المقاومة أمس الاثنين 7 تشرين الأول/أكتوبر، باستهداف المدنيين في معسكر "أبو شوك" الواقع شمال الفاشر والذي يؤوي مئات الأسر المحاصرة، محذرة من أن سكان أبو شوك "يبادون دون أن يدري بأمرهم أحد".

فيما أدانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" مقتل 60 شخص بينهم ما لا يقل عن 13 طفل وإصابة 4 آخرين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 17 عام بمنطقة الكومة بولاية شمال دارفور جراء غارات جوية واسعة النطاق نفذها الجيش السوداني.

وقالت اليونيسف "إن هذه الهجمات على الأطفال غير مقبولة، الأطفال لا دور لهم في الحروب أو الصراعات الأهلية، ولكنهم الأكثر معاناة مع استمرار الصراع في السودان"، مضيفةً أنها تلقت تقارير إضافية عن مقتل وإصابة مدنيين في هجمات أخرى وقعت في مدينة مليط شمال دارفور.

ووفقاً للمنظمة فقد تم استهداف أكثر من 150 مدرسة ومستشفى منذ بداية الحرب، كما تضررت ودُمرت مراكز صحية ونقاط مياه وأسواق، وبحسب بيان لها فإن العام الماضي "شهد أعلى معدل من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في السودان منذ أكثر من عقد".

كما أشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة إلى أن هناك آلاف الأطفال والأسر محاصرون في مناطق متأثرة بالعنف وانعدام الأمن وغياب الحماية، مجددةً دعوتها لجميع أطراف النزاع للالتزام بالقانون الإنساني الدولي وضمان حماية الأطفال.

كما أكد متطوعون محليون ساعدوا في إطعام أشد الناس فقراً في السودان على مدى الـ 17 شهراً أن هجمات تستهدفهم يشنها الطرفان المتحاربان تجعل من الصعب عليهم تقديم المساعدات وسط أكبر أزمة جوع في العالم.

وعلى إثر ذلك فر الكثير من المتطوعين خوفاً من التهديدات بالاعتقال أو العنف من قبل كلاً من طرفي الصراع، كما توقفت المطابخ الخيرية أقاموها في بعض المناطق الأكثر نكبة عن تقديم الوجبات لأسابيع في كل مرة، إلى جانب نهب المساعدات الإنسانية التي تصلهم من قبل قوات الدعم السريع على حد قولهم.

وقد أشارت التقديرات إلى أن مئات الأشخاص يموتون يومياً من الجوع والأمراض المرتبطة بالجوع في السودان، كما فر الملايين من منازلهم وفقدوا سبل عيشهم منذ اندلاع الحرب.

وجراء الحرب القائمة منذ نيسان/أبريل 2023، شهد السودان أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، وتوقفت المؤسسات التعليمية وتعطلت الحياة المدنية، الأمر الذي يفاقم المخاوف من الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها الأطفال في السودان.