'حرب الشعب الثوري ستنتصر والعودة ستتحقق عبر تكاتفنا'

يواصل مهجري عفرين في مدينة حلب السورية صمودهم ومقاومتهم في المرحلة الثانية من مقاومة العصر لإيمانهم أن المقاومة هي السبيل الوحيد للعودة إلى عفرين ودحر الاحتلال التركي ومرتزقته.

روبارين بكر

حلب ـ في الذكرى السابعة لبدء هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على مدينة عفرين أكدت مهجرات عفرين في مدينة حلب السورية على الاستمرار بمقاومتهم أمام سياسات الاحتلال التركي ومرتزقته، وأن حرب الشعب الثوري ستنتصر والعودة إلى عفرين ستتحقق عبر مقاومتهم.  

كانت الساعة الرابعة واثنان وعشرون دقيقة عصراً، يوم السبت المصادف 20 كانون الثاني/يناير 2018 عندما غزت طائرات الاحتلال التركي سماء مدينة عفرين بإقليم شمال وشرق سوريا، وبدأت بقصف عنيف لعشرات المناطق، مستهدفة منطقة لا تتجاوز مساحتها 3850 كم2 يقطنها قرابة مليون مدني بمختلف الأسلحة.

ترافق القصف الجوي توغل بري للقوات التركية وعشرات الآلاف من المرتزقة التابعة لها، واجه القصف مقاومة تاريخية من أهالي عفرين ووحدات حماية المجتمع والمرأة، الذين خاضوا مقاومة بطولية عرفت بمقاومة العصر نظراً لقوة إرادة شعبها في وجه دولة عضو في الناتو.

ولازالت تفاصيل الهجمات الوحشية التي شنها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على مقاطعة عفرين قبل 6 أعوام باقية في ذاكرة من عاش تلك الفترة وخاض تلك المقاومة، إلى أن المقاومة البطولية التي أبداها الأهالي والمقاتلون أذهلت العالم، وأثبتت تمسك أهالي عفرين بأرضهم واستعدادهم للتضحية من أجلها.

وحول هدف الاحتلال التركي من شن هجماته على مدينة عفرين بينت أفيستا محمد والتي تقطن منذ سبعة أعوام بحي الشيخ مقصود في مدينة حلب "الهجمات أتت نتيجة اتفاقيات وتآمر دولي على مدينة صغيرة من حيث الجغرافية والمساحة، ودامت 58 يوماً استخدم الاحتلال التركي خلالها كافة أنواع الاسلحة وحتى المحرمة دولياً"، مضيفةً "عفرين كانت مدينة للأمان والسلام، وسعت تركيا عبر هجماتها لتغيير ديمغرافية المنطقة وتاريخها العريق لذا في بداية الهجمات استهدف المناطق الأثرية وعملت على تدميرها".

وأوضحت أنها كانت معلمة للغة العربية في مدينة عفرين والهجمات هددت المستقبل التعليمي للطلاب فالمدارس تعرضت للقصف لذا تم تعليق الدوام الدراسي فترة الهجمات "مع توقف المدارس مهامنا كمعلمين لم تنتهي كوننا من سكان المنطقة اتخذنا مكاننا ضمن الكومينات والمجالس وشاركنا في المقاومة التاريخية لصد الهجمات". 

وأضافت "الشعب في عفرين كان يداً وصوتاً وقوة واحدة أمام الهجمات، وأثبت مدى تعلقه بمدينته بالرغم من ارتكاب المجازر بحقه، ولكن وحشية هجمات الاحتلال وصمت الدول أمام تعرض الشعب للمجازر كان السبب لتهجيرنا قسراً إلى مناطق الشهباء ومدينة حلب".

في الرحلة القسرية الأولى لأهالي عفرين عاشوا لحظات مأساوية من القهر والظلم، حول ذلك قالت أفيستا محمد "تهجيرنا من عفرين كان بمثابة موت لنا، وخلال نزوحنا أبعدوا أرواحنا من أجسادنا"، مؤكدة أنها كانت شاهدة على العديد من القصص المأساوية كموت المسنين من القهر ودفنهم تحت أشجار الزيتون المتواجدة على الطريق بالإضافة لموت الأطفال نتيجة البرد".

وطالبت أفيستا محمد المنظمات التي قالت إنها "تدعي الإنسانية وحماية حقوق المدنيين" للعمل على محاسبة الاحتلال التركي وخروجه من جميع الأراضي السورية خاصةً في ظل التغيرات السياسية التي جرت في سوريا بعد سقوط النظام السوري الذي فتح المجال أمام دولة محتلة للدخول إلى سوريا دون أن يتم الدفاع عن الأراضي. 

وكما قالت المهجرة العفرينية زينب عثمان "قبل بدء هجمات الاحتلال التركي على مدينتنا كنا ننعم بالأمان والاستقرار، واحتضنت عفرين جميع شعوب سوريا في المناطق التي تعرضت للحرب، أي كانت الملاذ الآمن لجميع السوريين".

وبينت أن الاحتلال التركي مع بدء الهجمات ادعى أنه خلال ثلاثة أيام سيحتل عفرين بالكامل لكن إرادة الشعب وتشبثهم بأرضهم جعل المقاومة تستمر ضد الهجمات "عندما فشل الاحتلال التركي من احتلال عفرين كثف من هجماته بالطائرات الحربية والمسيرة ضد المنطقة وارتكب العديد من المجازر بحق المدنيين، ومع ذلك إرادة الأهالي كانت قوية وكنا ندافع بمعنويات عالية عن مدينتنا".

وأضافت" المرأة في عفرين كان لها دور هام في التصدي لهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته، حيث أخذت مكانتها في الجبهات الأمامية، وشاركت في توعوية المجتمع عبر الكومينات والمجالس ولها دور كبير في مجال الصحة والتعليم ومشاركتها في الفعاليات الرافضة للهجمات وارتكاب المجازر"، مؤكدة أن أهالي عفرين أتخذوا مبادئ حرب الشعب الثوري في الدفاع عن مدينتهم.

وأكدت زينب عثمان أن "مقاومتنا ما تزال مستمرة واحتلال تركيا لمدينتنا لا يعني انتصاره، وعند قطعنا لأمل العودة إلى عفرين حينها سيكون النصر لتركيا، لكن أصوات المقاومة ومعنوياتها ما تزال ترافقنا حتى الآن"، مبينةً أنه "لن ننسى دماء شهدائنا التي سقت مدينتنا ولن ننسى النضال الذي قدموه في سبيل الحفاظ على كرامتنا، لذا سنقاوم ضد سياسات العدو حتى آخر يوم من حياتنا وتحرير عفرين من أيادي الاحتلال والمرتزقة". 

وأوضحت أن "الاحتلال التركي سعى عبر هجماته لإعادة العثمانية الجديدة في عفرين محاولاً كسر إرادتنا ولكننا لن ننهزم يوماً أمام هجماته، وقاومنا ضد سياسته الاحتلالية الفاشية فعفرين أرض أباءنا وأجدادنا لذا من الصعب التخلي عنها، عفرين هي كرامتنا ووجودنا وقضيتنا وسنتحمل جميع الصعوبات والمعاناة لنعود إليها بكرامتنا رافعي الرأس. قاومنا هجمات الاحتلال التركي وما نزال نقاوم أمام سياسته الساعية لتغير منطقتنا وسنقاوم ضد جميع مخططاته التي تسعى لاحتلال مناطق أخرى من إقليم شمال وشرق سوريا".

وناشدت زينب عثمان منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي في ظل التغييرات التي جرت في سوريا بعد سقوط نظام الأسد وانتقالها إلى مرحلة جديدة في العمل على خروج الاحتلال التركي من جميع الأراضي السورية المحتلة وأولها عفرين.