حمى الضنك... وباء يهدد البشرية
نظراً للانتشار السريع لحمى الضنك في المحافظات العراقية، يستعد إقليم كردستان للوقاية من الوباء، وفي حلبجة التي تتمتع بمساحة واسعة من الزراعة والثروة الحيوانية، تتخذ استعدادات مثل رش الأدوية وتنظيف الحيوانات.

ريجنا سلام
حلبجة ـ حمى الكونغو المعروفة أيضاً بحمى الضنك، تُسببها فيروسات تنتقل عن طريق نوع معين من البعوض، يتزايد انتشار الفيروس سنوياً في مدن أفريقيا والبلقان والشرق الأوسط وآسيا، ينتقل هذا المرض من الحيوانات إلى البشر.
ظهر مرض حمى الضنك لأول مرة عام ١٩٤٤ خلال الحرب العالمية الثانية، يموت ٤٠٪ من المصابين به، وبعد تسجيل عدد من الحالات في المحافظات العراقية مؤخراً، بدأ إقليم كردستان بالاستعداد لمواجهة هذا النوع من الأوبئة.
يحذر الأطباء البيطريون في مدينة حلبجة بإقليم كردستان من تناول اللحوم نظراً لوفرة المنتجات الحيوانية بالطفيليات، حيث قالت الدكتورة ديلنيا فاروق، مديرة الطب البيطري في حلبجة إن "حمى الضنك مرض فيروسي، ينتقل عن طريق الطفيليات إلى الحيوانات، ومن ثم إلى البشر، أي أنه مرض شائع بين الحيوانات والبشر".
والحيوانات التي تُصاب بحمى الضنك وتنتقل إلى البشر، أفادت "تُصاب الحيوانات العاشبة، مثل الأبقار والأغنام والماعز، بالعدوى، بينما يموت ما بين 10% و40% من المصابين، ينتشر المرض في الربيع، وبحلول فصل الصيف، ينتقل إلى الحيوان عن طريق الاتصال المباشر، يتضاعف المرض بسبب انتقاله إلى الحيوان، ويتكاثر أيضاً، حيث تشكل بيئة حاضنة لانتشار الوباء"، مضيفةً "يجب علينا حماية أنفسنا من هذا المرض، وعلى أصحاب الحيوانات غسل حيواناتهم وأماكن سكنها بأدوية خاصة".
وعن طرق منع انتشار حمى الضنك، قالت ديلنيا فاروق "لدينا حالياً 7 فرق في مديرية الطب البيطري، تقوم بإجراء زيارات دورية لأماكن تربية الحيوانات وتنظيفها بانتظام".
واختتمت ديلنيا فاروق حديثها بالقول "على أصحاب الحيوانات ارتداء ملابس خاصة، ملابس بيضاء وأكمام طويلة، كما يجب فصل الحيوانات المصابة بطفيليات خارجية عن الحيوانات السليمة ومعالجتها، وعلى المواطنين وبائعي اللحوم ارتداء القفازات عند لمس اللحوم، ويجب غسل الأدوات والألواح المستخدمة في تقطيعها جيداً وعدم استخدامها لأطعمة أخرى، لأن الفيروس ينتقل عن طريق هذه الأدوات، ويجب طهي اللحوم جيداً".
وسجلت خلال الفترة الماضية، خاصة في محافظة كركوك، عدة حالات إصابة بالحمى الضنك، ما استدعى إعلان حالة التأهب القصوى من قبل الجهات الصحية.
تظهر أعراض المرض خلال 3-7 أيام، وتشمل ارتفاعاً في درجة الحرارة، وألماً في جميع أنحاء الجسم، وخاصةً آلام الظهر والرقبة، وإسهالاً وقيئاً، ونزيفاً في المراحل الأخيرة، كما ينزف المريض من الفم والأنف، ثم تظهر بقعة دموية على الظهر، ويجب علاجها.
وبالنسبة لطرق الوقاية فتتجلى بتجنب ذبح الحيوانات بطريقة غير شرعية في الشوارع، وعلى بائعي اللحوم اتباع جميع الإرشادات الطبية، كاستخدام القفازات والملابس الخاصة، واستخدام المبيدات الحشرية، عند الاقتراب من الحيوانات، وعلى من يزورهم للشراء توخي الحذر، وكذلك عدم التواجد في أماكن تجمع الحشرات.