'هفرين السلام تسير على خطاها آلاف النساء'

في النسخة الخامسة لمهرجان الشهيدة هفرين خلف الذي أقيم في مقاطعة الطبقة بإقليم شمال وشرق سوريا، جددت النساء عهدهن في السير على خطى هفرين خلف.

الرقة ـ أكدت المشاركات في مهرجان هفرين للسلام، على أهمية التظافر والتكاتف النسوي لإكمال مسيرة هفرين خلف النضالية ومساعيها للوصول إلى سوريا تعددية لامركزية، مطالبات المنظمات الإنسانية بمحاسبة الجناة وتحقيق العدالة.

 بحلول الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال هفرين خلف، أقام حزب سوريا المستقبل مهرجان السلام تحت شعار "مهرجان هفرين السلام" اليوم السبت 12 تشرين الأول/أكتوبر، بمشاركة العديد من الأحزاب السياسية والتنظيمات والحركات النسوية.

بدأ المهرجان بعرض سنفزيون عن بداية حياة هفرين خلف ومسيرتها النضالية وعملية اغتيالها، حيث ألقت نسرين دوكو كلمة باسم حزب سوريا المستقبل قالت فيها "هفرين لم تكن سياسية أو مهندسة مدنية، بل مهندسة للحرية والسلام، تعلمت أن التنوع في الثقافات والأديان ليس سبباً في الانقسام بل هو ما يجعل سوريا غنية وقوية، إيمانها بوحدة سوريا دفعها منذ بداية الأزمة السورية إلى النضال والعمل السياسي، وأن هناك طريق لا يرتبط بالحرب والدمار بل للمصالحة وبناء المستقبل المشترك".

ولفتت في كلمتها إلى أن "مسيرتها النضالية والسياسية مليئة بالجهود الدؤوبة، فقد ناضلت لتمكين المرأة في كل الجوانب وأكدت أن دور المرأة لا يقل أهمية عن دور الرجل، ولبناء سوريا الجديدة يجب أن يُفتح لها المجال لتكون الريادية في المجتمع، وأن تكون المرأة في سوريا حرة، كما ساهمت في تأسيس حزب سوريا المستقبل الذي سعت من خلالها لبناء جسر التواصل بين كل السوريين".

وتطرقت في كلمتها إلى "اغتيال هفرين على أيادي آثمة ومجرمين يخدمون مصالح الاحتلال التركي لبث الفتن وتغيير الديمغرافية، لم يكن مجرد هجوم على شخصها بل كان هجوم على كل امرأة حرة تريد تغير واقعها نحو الأفضل، ولإسكات صوت المرأة، ولكنهم فشلوا فهي تعيش في قلب كل امرأة ترفض الاستلام في وجه الطغيان والاحتلال".

ووجهت نسرين دوكو رسالة أكدت فيها "نقول لأولئك الذين يدعمون الاحتلال التركي قد اغتلتم هفرين لكن لم تغتالوا حلمها فالنساء تواصلن مسيرتهن وتعملن وفق ما بدأت به هفرين"، مناشدةً أنه "على جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية القيام بواجبها تجاه اغتيال هفرين خلف والضغط على تركيا ومحاسبة الجناة الذين ارتكبوا جريمتهم البشعة بحقها وتحقيق العدالة، وعلى جميع نساء العالم اللاتي تحملن شعلة الحرية في قلبوهن ألا تنسين هفرين المرأة التي ضحت لبناء سوريا تعددية لامركزية".  

وعن الهدف من إقامة المهرجان قالت نائبة الرئاسة المشتركة لحزب سوريا المستقبل سميرة عزيز "تزامناً مع الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال الشهيدة هفرين خلف، أقمنا مهرجاناً تذكيراً بالتضحيات الجبارة وتخليداً لروح كافة شهيدات الحرية والكرامة ولنضالهن الدؤوب في وجه الأنظمة الاستبدادية "، مضيفةً "عُرفت الشهيدة هفرين بأيقونة السلام وعبق الياسمين أينما حلت".

وأكدت "كانت الطليعة والريادية في صفوف النساء ومصدر إلهام وقدوة للعديد من النساء والداعمة الأكبر ولديها مسيرة نضالية مليئة بالجهود الدؤوبة وفق وحدة سوريا والديمقراطية والتعددية من جميع المكونات والأطياف على غرار النظام السوري والعنصرية في النظام القومي، إذ كانت من مؤسسين حزب سوريا المستقبل ونظمت صفوف النساء تحت ظل وراية وحدة سوريا تعددية لامركزية ".

وأشارت سميرة عزيز إلى أن "تركيا سعت من خلال عملية اغتيالها لضرب مشروع الأمة الديمقراطية الذي طبق بريادة المرأة الحرة، فهدفها كان ضرب إرادة الشعوب الحرة واسكات صوت المرأة وترهيب وتخويف كل من ينتهج طريقها"، لافتةً إلى أن صدى نضالها وصل السويداء "كانت بفكرها رمز نضال مشترك ليس فقط لنساء شمال وشرق سوريا بل لنساء سوريا أجمع، وخير دليل حيث رفع نساء السويداء صورة الشهيدة هفرين وترديد شعارات تؤكد أن دماءها لن تذهب سدى".

وعبرت عن أسفها حيال تخاذل المجتمع الدولي "نرى الصمت الدولي حيال جريمة اغتيال هفرين بطريقة غير إنسانية ولا أخلاقية، واستمرار استهداف المناضلات والرياديات المتطلعات للحرية دليل واضح على منح تركيا الضوء الأخضر"، متسائلةً لماذا إلى هذه اللحظة لم تتم محاسبة المجرمين؟

وفي ختام حديثها عاهدت سميرة عزيز نائبة الرئاسة المشتركة لحزب سوريا المستقبل "بالسير على طريق شهيداتنا بإكمال مسيرة نضالهن وتحقيق أهدافهن، وتكثيف جهودهن وتوحيد صفوفهن كنساء حُرات، ونكن جواب الرد لكافة السياسات التي تُحبك ضد نضال وثورة المرأة الحرة والاستهدافات التي تطال النساء في كافة الأراضي السورية".

من جانبها قالت الإدارية في مجلس المرأة السورية سهيل سنوح "حققت المرأة العديد من الإنجازات من خلال السيرة على نهج هفرين لتتمكن من لعب دوراً محورياً على جميع المحافل المحلية والدولية، وباتت صانعة للقرار السياسي عبر مشاركتها على طاولة الحوار السوري".

ووجهت رسالة قالت فيها "الانتقام لدماء هفرين مسؤوليتنا، لذا يجب على جميع النساء المضي على دربها وإكمال ما تركته خلفها ونشارك بفعالية حل الأزمة السورية وأن نكون صانعات للسلام، لرسم خريطة سوريا بريادة المرأة، ونؤكد للاحتلال التركي أنه مخطئ بظنه أنه من خلال اغتيال صانعة السلم قد وصل لأهدافه فخلفها جيش من النساء اللواتي تتطلعن لإحلال السلام والاستقرار في سوريا".

وناشدت الإدارية في مجلس المرأة السورية سهيل سنوح جميع المنظمات الإنسانية والحقوقية "يجب على المجتمع الدولي القيام بواجبه تجاه قضية وملف اغتيال هفرين، ومحاسبة الجناة الذين قاموا بهذه الجريمة البشعة التي اخترقت كافة القوانين الإنسانية دون أي ذنب فهي لم تكن إلا من دعاة السلام".

ولفتت رئيسة مكتب المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية جيهان خضرو إلى أن "استمرار تركيا باستهداف مناطق شمال وشرق سوريا الهدف منه ضرب مشروع الأمة الديمقراطية بشخصية المرأة"، مؤكدةً أن "التدخلات الخارجية كانت سبباً في إطالة عمر الأزمة السورية، والمرأة دفعت الفاتورة الأكبر على مدى مرور 13 عاماً دون إيجاد أفق للحل، ومعاناتها مضاعفة وتعرضت للتشريد والنزوح".

ودعت جيهان خضرو في نهاية حديثها "نحن نمر في مرحلة حساسة، فمن الضروري بناء سوريا جديدة تعددية لامركزية كونه الحل الأنسب، لذا يجب على جميع النساء السوريات تنظيم صفوفهن تحت راية وشعار وحدة سوريا، وتوحيد الرؤى المشتركة وأن نشارك بدور فعال لرسم سياسة المستقبل وصياغة دستور سوري جديد بأقلام سوريات".

 ثم تم إلقاء أبيات شعر عن مسيرة نضال هفرين خلف من قبل الشاعرة ماريا عجيلي والشاعر أسامة أحمد، وفي نهاية المهرجان كُرم كل من كوثر دوكو وحامد مهباش، وتسلمت جائزة الشهيدة هفرين خلف الناطقة باسم وحدات حماية المرأة روكسان محمد.