حفل تكريمي للمناضلة نعمت جمال الدين في يوم المرأة العالمي

بمناسبة يوم المرأة العالمي أقام الحزب الشيوعي اللبناني احتفالاً تكريمياً في ذكرى المناضلة مسؤولة القطاع النسائي في الحزب نعمت جمال الدين، بمناسبة رحيلها، جمع أهلها وأصدقائها وصديقاتها وناشطين، كما تسلمت والدتها مريم جمال الدين درعاً بهذه المناسبة.

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ نظم الحزب الشيوعي اللبناني مساء أمس الخميس 7 آذار/مارس، في مقره في العاصمة اللبنانية بيروت، حفلاً تكريمياً لعضو المكتب السياسي في الحزب نعمت جمال الدين، وقد جمع الاحتفال رئيس وأعضاء وناشطين في الحزب، وأعضاء من منظمات لبنانية وفلسطينية وناشطين/ات وذويها وصديقاتها، حيث ألقيت كلمات بالمناسبة، واختتم الحفل بتوزيع كتيب جمع كلمات وقطعاً أدبية ترثيها، وبتسليم والدتها مريم جمال الدين "درعاً تكريمياً" بالمناسبة.

تنحدر نعمت جمال الدين من عائلة مناضلة تنتمي للحزب الشيوعي اللبناني، وبعد صراع مع مرض عضال توفيت في سن 49 عاماً، في اليوم ذاته لمولدها في 29 كانون الأول/ديسمبر 2022، بعد حياة مليئة بالنضال ومناصرة قضايا النساء كمسؤولة القطاع النسائي في الحزب نعمت جمال الدين، وأمينة السر في لجنة الرقابة المالية في المؤتمر العاشر للحزب، وعضواً في اللجنة المركزية في المؤتمر الحادي عشر، وعضواً في المكتب السياسي في المؤتمر الثاني عشر، فضلاً عن إكمال مسيرة المناضلة وردة بطرس، بمساهمتها في تأسيس جمعية مساواة ـ وردة بطرس للعمل النسائي عام 2009 والنضال في صفوفها ولآخر يوم في حياتها.

وقالت رئيسة لجنة حقوق المرأة اللبنانية عايدة نصر الله إن "نعمت جمال الدين هي المناضلة الفذة، عضو المكتب السياسي ومسؤولة العمل النسائي إنها ابنة عائلة قدمت شهيدين، وهما والدها وشقيقها إثر العدوان الإسرائيلي في عام 2006، وقد شغل فكرها ثلاثة أمور أساسية وهي الوطن والمرأة وقضيتها رغم التقدم النسبي الذي أحرزته الحركة النسائية اللبنانية على صعيد تعديل أو استحداث القوانين أو التشريعات، لا تزال المرأة تتعرض للعنف بأشكاله كافة لذا كان العمل على قضية المرأة شأناً أساسياً في حياة نعمت جمال الدين".

وأضافت "أما ثالث الأمور الأساسية لديها فهو الإنسان وحقوقه في هذا العالم، إضافة إلى قضايا الشعوب التي تتعرض للعدوان والاحتلال والتنكيل والتهجير والتمييز والتجويع والإفقار والإبادة، لذلك انخرطت في جمعية مساواة وردة بطرس".

وأشارت إلى أنه "لقد اسهمت المناضلة نعمت جمال الدين في العمل الاجتماعي والسياسي والشعبي، وجلسنا أكثر من مرة للنقاش حول الدفع بقضايا المرأة ورفع الغبن عنها وحمايتها من العنف والتمييز في القوانين والممارسة، لا سيما في قوانين الأحوال الشخصية الطائفية والمذهبية، ومن أجل قانون مدني موحد خارج القيد الطائفي".

من جانبها قالت مسؤولة العمل النسائي في الحزب الشيوعي اللبناني وفاء المولى "في هذا اليوم نحيي نضال نعمت جمال الدين لأنها كانت دائماً تعطينا الأمل، الأمل بالحياة والأمل بالتجديد، والكلمات لا تصف مشاعرنا تجاهها، خصوصاً وأنها كانت مسؤولة العمل النسوي"، مضيفةً "في الأيام الأخيرة من حياتها بقينا على تواصل، علماً أننا لم نكن نعلم بمرضها، وهي أخفت عنا هذا الأمر، وظلت تناضل حتى آخر دقيقة من حياتها بصمت".

ولفتت إلى أنه "نحن في الحزب الشيوعي اللبناني، وتحديداً القطاع النسائي في الحزب، سنتابع كل القضايا حول تنشيط المرأة والدفاع عن حقوقها، ولن نسكت إلى أن تتمكن من المرأة من إعطاء الجنسية لابنها، لأن كثيرات من النساء تتعرضن إلى ضغط في المجال، وبالتالي هذا موضوع مهم جداً، وثانياً أهمية دور المرأة في العمل السياسي لأنه من هنا تبدأ المساواة الحقيقية بينها وبين الرجل".

 

وقالت الكاتبة وعضو الحزب خديجة أيوب "نحتفل اليوم بالذكرى السنوية على رحيل نعمت جمال الدين الصديقة القدوة والمثل الأعلى، وهي تمثل رمزية كونها تعد مثالاً ومناضلة بين الناس وللناس، وابنة عائلة كادحة بنت نفسها بنفسها، وابنة عائلة مقاومة قدمت أبنائها فداء للأرض، وإنسانة مناضلة في سبيل حقوق المرأة، فدافعت عنها وتصدت للعنف ضد المرأة، وكل هذه الأمور التي نتصدى لها في المجتمع خصوصاً وأن هذه الحقوق حصلت عليها المرأة في دول العالم، ومن حقنا أن يكون لنا صوت ونصل إلى البرلمان، لكن هناك عوائق تمنع وصول النساء إلى مواقع القرار بالرغم من أنهن قدوة وتناضلن ليلاً نهاراً من أجل إعلاء شأن المرأة في لبنان".

وأضافت "ما زلنا نناضل وتبقى نعمت جمال الدين قدوة لنا، وسنكمل النضال على طريقها إلى مجتمع مقاوم وديمقراطي، مجتمع العدالة والمساواة، مجتمع لا يميز بين المرأة والرجل ويعطي المرأة حقها، مجتمع يحاسب ويحاكم ويعاقب كل من يعنفها".

 

 

وقالت شقيقة نعمت جمال الدين إحسان جمال الدين إن "الحزب كان بيتها الثاني، ضحت كثيراً وقدمت الكثير للحزب وللمرأة أيضاً، وكانت عضو مكتب سياسي في الحزب الشيوعي اللبناني، وأيضاً مسؤولة العمل النسائي في الحزب، وكان همها الوحيد أن تدافع عن حقوق المرأة".

 

 

بدورها قالت هبة رمضان وهي ابنة شقيقة الراحلة نعمت جمال الدين "كانت عضو فاعل في "جمعية وردة بطرس للعمل النسائي" وكانت هناك محاولات كثيرة ومشاريع قوانين واحتجاجات واعتصامات من أجل الوصول إلى أبسط القوانين التي تنصف المرأة، والقوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية لخلق بارقة أمل في هذا المجال، وكانت لديها آمال كثيرة ومشاريع وطموحات".

 

 

وفي حديث مقتضب لوكالتنا أكدت والدتها مريم جمال الدين على أنه "في يوم المرأة العالمي، أتمنى حصول المرأة على كافة حقوقها، وأن تتساوى مع الرجل في كافة المجالات".