حضور قوي للمرأة في الانتخابات البلدية الجزائرية
تعيش الجزائر منذ أيام على وقع الحملات الانتخابية للاستحقاق البلدي المزمع تنظيمه في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري
الجزائر ـ ، وهو الاستحقاق الانتخابي الذي يعتبر استكمالاً لمسار البناء المؤسساتي للدولة تماشياً مع الدستور الجديد.
في خضم مساعي التشكيلات السياسية اكتساب أكبر عدد من الأصوات خاصةً في ظل الجمود الذي يلقي بظلاله على المشهد السياسي في البلاد بسبب انشغال الجزائريين بـ "الغلاء الفاحش"، ولعل أبرز "سلاح" استخدمته بعض الأحزاب السياسية التي قررت دخول المعترك الانتخابي لتحقيق مآربها اللجوء إلى المرأة لاستدراج أصوات الناخبين.
استغلال المرأة في المعارك الانتخابية ليس بالأمر الجديد أو المبتكر حديثاً، ففي الانتخابات البرلمانية التي نظمت في حزيران/يونيو الماضي، أثارت تصريحات أدلى بها رئيس حزب "جبهة الحكم الراشد" عيسى بلهادي على مواقع التواصل الاجتماعي سخطاً واستياء جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة التي وصفتها بـ "الخطيرة جداً، وتأكيد على المستوى المتدني لبعض السياسيين".
فقد قال عيسى بلهادي في محاولة لإقناع الناخبين ببرنامج حزبه إن "من بين مرشحات الحزب المهندسة والطبيبة والمديرة و...".
وتابع بالتصريح الذي أحدث صخباً واسعاً في الساحة السياسية وتحول إلى مادة دسمة للإعلام المحلي والأجنبي "جبنالكم لفراز ولكن سيليكسيوني وليس الفراز الذي يتم تصديره إلى جنوب إفريقيا" أي "أحضرنا لكم الفراولة المنتقاة بعناية".
ووفق ما رصدته وكالتنا فحضور المرأة في القوائم الانتخابية للانتخابات البلدية المقررة في نهاية تشرين الأول/نوفمبر الجاري كان قوياً ومميزاً وحتى مثيراً للجدل.
ومن بين ما أثار جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي اسم مرشحة للانتخابات المحلية التي انطلقت حملات مرشحيها منذ أيام، إذ ظهرت على قائمة انتخابية باسم "فرولة عبود" عن حزب "جبهة المستقبل" عن ولاية بسكرة الواقعة جنوب شرق الجزائر، وأصبحت هذه المرشحة الأشهر على الإطلاق بسبب تطابق اسمها مع التصريحات المثيرة التي أطلقها رئيس حزب سياسي.
ولم تخلو الحملة الانتخابية كالعادة من الوعود المغازلة للمرأة لاستدراج صوتها، إذ شدد رئيس حركة البناء الوطني "حزب محسوب على التيار الإسلامي في البلاد" عبد القادر بن قرينة، على ضرورة إيجاد آليات لتعزيز دور المرأة الإنتاجي خاصة المرأة الريفية.
واقترح مرشح الانتخابات الرئاسية في الجزائر عبد القادر بن قرينة استحداث صندوق خاص يمول مشاريعها في مجالي الصناعة التقليدية والفلاحة. وذكر أن دورها سيكون فعالاً في تسيير المجالس الشعبية المحلية والإدارات ومختلف الهيئات.