'هذا القرن لن يكون قرن السلطات بل قرن النساء المقاومات'

أوضحت ريما محمود، المتحدثة باسم دار المرأة، كيف أن تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق سيؤثر سلباً على الدول العربية الأخرى، وأنه "لن يكون هذا القرن قرن الحكومات التي تفرض الشريعة الإسلامية على النساء، بل سيكون قرن النساء الحرائر المقاومات".

 نوجان آراس

حسكة ـ أثارت تعديلات "قانون الأحوال الشخصية" ردود فعل النساء في العديد من الدول، خاصة العراق وإقليم كردستان لما لها من تأثيرات سلبية على حقوق المرأة والفتاة في البلاد.

في 21 كانون الثاني/يناير الماضي، أقرت جلسة للبرلمان العراقي التعديلات التي كانت قد تم طرحها عليه، ورداً على ذلك قالت المتحدثة باسم دار المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا ريما محمود، إن القوانين التي تحمي حقوق المرأة في العراق لا تُنفذ، وأن النساء ضحايا للتعديلات التي أُدخلت على هذه القوانين.

وأضافت أنه "على الرغم من وجود قوانين خاصة بحقوق المرأة العراقية والعديد من الدول الأخرى، إلا أن هذه القوانين لا تطبق على أرض الواقع"، موضحةً أن قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، الذي خضع لتعديلات مختلفة في البرلمان، هو قانون يحمي وحدة الشعب العراقي.

 

"التعديل سيؤدي إلى عدم الاستقرار"

وأكدت ريما محمود أن التعديلات التي أُدخلت على القانون كانت انتهاكاً كبيراً للحقوق، "لقد وفرت إطاراً يضمن حقوق المرأة ويوفر الاستقرار في المجتمع، أما اليوم، فإن تعديل هذا القانون وإقراره سيتسبب في عدم استقرار الشعب العراقي، وسيؤدي إلى تفاقم المشاكل القائمة وتعميقها والتسبب في انتهاك حقوق المرأة".

وأوضحت أن التعديل سيمنح قانونية تزويج الأطفال "مع الموافقة على القرار سيكون هناك انهيار أخلاقي، وسوف يمهد الطريق لتزويج الفتيات في سن مبكرة، هذا الوضع سيسبب مخاطر جسيمة، إن تزويج الأطفال سياسة قذرة فرضها عقل الدولة على المجتمع".

 

"ستتأثر دول عربية أخرى بهذا القرار"

وأشارت ريما محمود إلى أن المرأة التي هي موضوع الحياة في الشرق الأوسط والعالم أجمع، تحولت إلى أداة استغلال من قبل القوى ككل "ستتأثر دول عربية أخرى بتعديلات قانون الأحوال الشخصية في العراق، لأن معظم هذه الدول تطبق الشريعة الإسلامية، وهذه الدول تقيد المرأة من خلال تشريعها لكيفية تصرف المرأة بحياتها وشكلها، وهذه القوانين تستند إلى الشريعة الإسلامية، ومع ذلك، يجب أن يكون مفهوماً أنه لا يوجد قانون قائم على الإكراه في دين الإسلام".

وأعطت ريما محمود أمثلة على الممارسات في أفغانستان وإيران ضد المرأة "إن القرارات التي اتخذتها طالبان كانت على جدول أعمال العالم كله، وإيران تعيش نفس الوضع في الزواج المتبادل وفرض الحجاب، أما في العراق، فالغرض الوحيد من القوانين التي تمهد لزواج القاصرات هو تحطيم المرأة اجتماعياً ونفسياً وإضعاف أرضيتها المنظمة".

 

"للمرأة إرث تاريخي قوي"

وأكدت ريما محمود أنه "على الرغم من كل السياسات القمعية إلا أن المرأة تناضل بفلسفة "Jin Jiyan Azadî"، فهي أمل المرأة في الشرق الأوسط، بالإضافة للإرث التاريخي القوي الذي ستتسلح وتتغذى منه"، مشددةً على أهمية نضال المرأة وتنظيمها بإرث النساء اللواتي ناضلن "يمكننا أن نقاوم معاً المجازر الاستبدادية والقمعية والتحرش والاغتصاب".

وأوضحت أن فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان أحدثت العديد من التغيرات الإيجابية في حياة النساء "بالنسبة لشعوب ونساء إقليم شمال وشرق سوريا، فإن فلسفة وفكر القائد عبد الله أوجلان جعلت المرأة تلتقي بنفسها من جديد، وأن يكون لها إرادة وصوت، لقد زعزعت هذه الفلسفة تاريخ خمسة آلاف سنة من تاريخ السلاطين، إن الشعوب من مختلف الهويات، وخاصة النساء، تنظم نفسها بمنظور أكثر مساواة وديمقراطية على أساس فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان".

 

"هذا القرن سيكون قرن المرأة"

واختتمت ريما محمود حديثها بالقول إن "ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا ألهمت النساء في الشرق الأوسط وأعطت حماساً كبيراً للحركات الثورية النسائية في جميع أنحاء العالم، ولن يكون هذا القرن قرن الحكومات التي تفرض الشريعة الإسلامية على النساء، بل قرن النساء الحرائر اللواتي يتكاتفن ويقاومن