'هذا الهجوم يذكر بالهجوم على موصل وشنكال'

أكدت عضو اللجنة الدبلوماسية في حركة حرية المرأة الإيزيدية ""TAJÊ سهام شنكالي، أن مرتزقة الدولة التركية سيطرت على مدينة حلب السورية مثل مدينة الموصل العراقية بتحالف واتفاق دولي، مشددة على أن النصر لن يتم إلى بالحرب الشعب الثورية.

روناهي زردشت

شنكال ـ توجهت مرتزقة الدولة التركية التي هاجمت مدينة حلب السورية في السابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الفائت؛ هذه المرة إلى منطقة الشهباء التي ينحدر معظم أهاليها من عفرين بإقليم شمال وشرق سوريا، وهو ما أدى لنزوح قاطنيها إلى المناطق الآمنة، لكن العديد من الأشخاص قتلوا على يد المرتزقة أثناء الهجرة، ومنهم من اختطف.

السيطرة على مدينة حلب، دون قتال وترك الأسلحة والمعدات العسكرية، وهروب قوات حكومة دمشق، وكذلك مشاهدة أعمال وجرائم المرتزقة ضد المرأة والمجتمع، تذكر الناس بالهجوم على شنكال والموصل، ففي عام 2014، سيطرت داعش على الموصل خلال ساعات قليلة دون مواجهة أي عوائق عسكرية ومن ثم توجهت إلى شنكال، وبعد 10 سنوات، عاد سيناريو الموصل إلى الواجهة من خلال الهجوم على حلب ولكن تحت اسم مختلف.

 

"تم السيطرة على حلب باتفاق دولي"

حول الهجوم والسيطرة على حلب والشهباء ومقاومة أهالي الشيخ مقصود والأشرفية منطقة شمال وشرق سوريا، قالت عضو اللجنة الدبلوماسية لحركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ) سهام شنكالي أن مرتزقة الدولة التركية هاجمت حلب باتفاق دولي "رغم أنهم يسمون أنفسهم النصرة وتحرير الشام وغيرها، لكنهم في النهاية مرتزقة الدولة التركية، وداعش، لأنهم يقومون بهجمات وحشية بنفس الذهنية، ومن ناحية أخرى، تم تسليم حلب للمرتزقة بنفس الطريقة وبنفس العقلية التي سُلمت بها الموصل، ولم يكتفوا بتسليم مدينة حلب فحسب، بل تركوا أيضاً الأسلحة والمعدات العسكرية للمرتزقة، لقد أرادوا استخدام تلك الأسلحة والمعدات لتنفيذ هجمات وحشية على الشعوب، وخاصة شعب الشهباء الذين ينحدر معظمهم من عفرين ونزحوا إليها عام 2018 إثر احتلال مدينتهم من قبل تركيا، وتم تنفيذ خطة الموصل بنفس الطريقة في حلب، لقد ذهبوا إلى الطبقة والرقة لمنع حدوث مجزرة كبيرة ولمنع مجزرة بحق أهلنا في الشهباء".

 

"رغم كل شيء الشعب واقف على قدميه ويقاوم"

ولفتت إلى مقاومة شعب روج آفا ضد هجمات المرتزقة، إلى أنه "منذ بداية هجوم المرتزقة كانت هناك مقاومة غير مسبوقة لشعب روج آفا، وعلى وجه الخصوص، فإن أبناء شعبنا الذين بقوا في حي الشيخ مقصود والأشرفية أبدوا مقاومة كبيرة ضد المرتزقة، وعلى الرغم من أنهم تعرضوا للتهجير، إلا أن هناك أيضاً مقاومة فريدة من نوعها لشعب الشهباء، إنه يقف ضد الاحتلال بإرادة وتصميم قويين".

وأشارت إلى أن الصور التي ظهرت على وسائل الإعلام الرقمية والرأي العام تعيد إلى الأذهان صور عام 2014 "عقلية وممارسات هيئة تحرير الشام هي نفس عقلية داعش، المشاهد الحالية ذكرتنا بهجوم داعش على شنكال قبل 10 سنوات وكيف قتلوا الناس وخطفوا النساء، وهذا يدل على أن الدولة التركية وأمثالها هي التي جعلت داعش أكبر وأقوى، دول مثل تركيا وأمريكا والدول الأوروبية من حيث الذخيرة والتدريب العسكري وغيرها، هي التي تنمي وتقوي داعش، حتى الآن قد يكون الاسم مختلفاً لكن العقلية هي نفسها ويهاجمون بنفس الطريقة، وكما قام داعش باختطاف واغتصاب النساء الإيزيديات عام 2014، فإن مرتزقة تركيا تفعل الشيء نفسه مع النساء، لا فرق بينهم، إن القوى الداعمة لهذه المرتزقة لها نفس المفهوم، إنها عدوة المرأة والمجتمع والحياة".

 

"هذه الحرب ستنتشر في كل مكان"

وبينت سهام شنكالي أنه يجب عليهم أن يتخذوا من مقاومة أهالي روج آفا، وخاصة أهالي عفرين والشيخ مقصود مثالاً ونموذجاً لأنفسهم، مشيرةً إلى أن لا ينبغي لأحد أن يظن أن الحرب ستكون فقط في حلب أو عفرين أو شمال وشرق سوريا "هذه الحرب ستنتشر في كل مكان والدولة التركية تعترف أمام الرأي العام كل يوم وتقول إنها ستحتل الأماكن التي تقع ضمن حدود الميثاق الملي، هدف الدولة التركية ومرتزقتها هو الاحتلال الذي يصل إلى شنكال والموصل وكركوك، لأنها ترى وتعتبر هذه الأماكن أرضاً خاصة بها، كمجتمع، كلما قاومنا الهجمات والاحتلال ومنعنا إبادة جماعية أخرى، كلما تمكنا من العيش بحرية على أرضنا".

 

"الخطر الأكبر يهدد شنكال"

وقال إن الخطر الأكبر اليوم هو في العراق ومناطق نينوى والموصل وشنكال "هناك العشرات إلى المئات من خلايا داعش في تلك المناطق، اليوم أو غداً ستهاجم الدولة التركية، الأمر واضح والعالم كله يعرف أن حلب سُلمت بموجب اتفاق دولي، كما حصل في الموصل، ومن ناحية أخرى، عقدت العراق عشرات الاتفاقيات مع الدولة التركية، ونتيجة لهذه الاتفاقيات قد تتحرك الدولة التركية لمهاجمة هذه المناطق مثل شنكال والموصل وكركوك".

 

"يجب على النساء حماية أنفسهن وأخذ زمام المبادرة"

ولفتت سهام شنكالي الانتباه إلى الحرب التي تُشن حالياً في الجبال الحرة "من جهة أخرى، هُزم الجيش التركي في جبال كردستان أمام مقاتلي الحرية، والدولة التركية التي تلقت ضربات قوية في الجبال الحرة، تريد تحقيق هدفها من خلال هذه المرتزقة، لأنها لا تملك قوة تمكنها من احتلال حلب بمفردها أو أن تأتي وتحتل الموصل، إنهم يريدون تحقيق هدفهم بإبادة الإيزيديين مثلما فعلوا في عام 2014، لكن نتيجة تدخل حركة الحرية لم يتحقق هذا الهدف، وأينما كان فليكن، يجب على مجتمعنا أن يقاوم الدولة التركية ومرتزقته، قبل كل شيء، يجب على النساء أن يكونوا أكثر حذراً وأن يحموا أنفسهن، ومن الضروري بشكل خاص للنساء في المناطق التي تتعرض لتهديد الاحتلال من قبل الدولة التركية ومرتزقتها حماية أنفسهن وأخذ زمام المبادرة في مجتمعهن للدفاع عن النفس والمقاومة".

 

"يجب ألا يكرر التاريخ نفسه"

وقالت إن النساء الإيزيديات بشكل خاص يجب ألا يسمحن لما حدث في عام 2014 أن يتكرر مرة أخرى "على الجميع أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه أرضهم ومجتمعهم "الوحدة مهمة جداً في مثل هذا العصر، يجب أن يكون لدينا الدعم المادي والمعنوي لشعبنا في روج آفا سواء في الداخل أو في الخارج، على الجميع أن يشعروا بالمسؤولية تجاه حماية إنجازات روج آفا، لأنها بنيت بدماء الشهداء".

ولفتت الانتباه في ختام حديثها إلى أهمية حرب الشعب الثورية "من الضروري أن نحمي أنفسنا من هذه الهجمات بناءً على حرب الشعب الثورية ومنظور القائد عبد الله أوجلان، وليس فقط جانب القوة العسكرية، بل يجب على جميع القطاعات والفئات الاجتماعية أن تعتبر نفسها مسؤولة عن حماية أرضها ومجتمعها وشرفها ومجدها، وأن يكون لها موقف ضد مرتزقة الدولة التركية، كمجتمع إيزيدي، وخاصة كحركة حرية المرأة، وتحت قيادة TAJÊ والإدارة الذاتية، سندعم شعب روج آفا حتى النهاية وسنقاوم ونناضل ضد الهجمات".