غزة... ورشة تدريبية لإعادة دمج النساء الفاقدات وذوات الإعاقة في المجتمع
يسعى مركز شؤون المرأة في قطاع غزة من خلال ورش تدريبية إلى دعم النساء الفاقدات وتمكينهن من تقديم وتلقي الدعم من بعضهن البعض.
نغم كراجة
غزة ـ عقد مركز شؤون المرأة ورشة تدريبية من شأنها النهوض بواقع النساء الفاقدات وذوات الإعاقة، وإعادة دمجهنّ في المجتمع للعودة إلى حياتهن الطبيعية.
ضمن مشروع تعزيز الدعم الشامل للفقدان وحقوق ذوات الإعاقة وتحقيق العدالة المناخية في قطاع غزة، نظم مركز شؤون المرأة أمس الأربعاء 29 حزيران/يونيو، ورشة تدريبية تحت عنوان "إدارة الضغوط"، مستهدفة 22 امرأة من مناطق مختلفة في قطاع غزة.
وعلى هامش الورشة التدريبية قالت الأخصائية النفسية سعاد الغف لوكالتنا "تأتي هذه الورشة ضمن مشروع تعزيز الدعم الشامل للفقدان وذوات الإعاقة وتحقيق العدالة المناخية في قطاع غزة الذي بدأنا العمل عليه عام 2015، نظراً للفقدان الكبير وآثاره الذي وقع على النساء والفتيات خاصة في منطقة الشجاعية، وقمنا بتقديم جلسات الدعم النفسي في كافة مناطق القطاع".
وأوضحت أن المشروع يهدف إلى تعزيز الدعم النفسي لدى الفاقدات وإعادة الثقة بأنفسهن وكيفية إدارة الضغوط والتعامل مع الصدمات، "فتيات ذوات الإعاقة تم دمجهن في المشروع بعد مسيرات العودة نظراً لارتفاع معدل الجريحات وازدياد حالات البتر وسوء الأوضاع الصحية".
وعن سبب تنظيم الورشة تحت عنوان "إدارة الضغوط"، توضح "تم إطلاق اسم "إدارة الضغوط" على الدورة لأنه تم تدريب وتعليم المشاركات كيفية مواجهة الصدمات والضغوط بعد الفقدان نتيجة التغيرات السلبية الواقعة عليهن، بالإضافة إلى تمكينهن من حماية أنفسهن ومن حولهن خاصةً أننا على أرض تشهد حروب ومتوقع في أي لحظة حدوث حرب جديدة".
وحول الهدف الرئيسي من تنظيم الورشة تقول "نسعى إلى دعم النساء الفاقدات وكيفية التعامل مع صدمة الفقدان، وجعلهن أكثر إيجابية؛ ليؤثر ذلك في المستقبل على سلوك النساء الفاقدات داخل أسرهن، وتأسيس مجتمع يتكون من مجموعات المساعدة الذاتية والشبكات؛ لتمكين النساء الفاقدات من تقديم وتلقي الدعم من بعضهن البعض، بالإضافة إلى تمكينهن من تقديم الدعم النفسي لنساء أخريات في الميدان من خلال مجموعات المساعدة الذاتية؛ لنقل فلسفة المشروع من فاقدة إلى فاقدة، والشفاء من الفقدان والصدمة النفسية وإعادة دمجهن للعودة إلى حياتهن الطبيعية".
واستهدفت الورشة 22 امرأة من مناطق قطاع غزة، من ضمنهن امرأتين أصبحن داعمات بعد جلسات الدعم النفسي والتدريب ويتم اختيارهن وفق آليات معينة لوضعهن في مجموعات الدعم.
وقالت رضا موسى البالغة من العمر 40 عاماً، وهي إحدى المشاركات في الورشة التدريبية "على إثر فقدان شقيقي حياته في عام 2014، تعرضت لحالة نفسية سيئة ووعكة صحية على إثرها مكثت في البيت سنوات طويلة، فلم يعوضني شيء عن مرارة الفقدان".
وأشارت إلى أنها تقدمت لمركز شؤون المرأة لتلقي جلسات الدعم النفسي منذ شهرين، وأصبحت حالتها النفسية والصحية أفضل من السابق بعد تتبع الجلسات والأخذ بالنصائح، وحصلت على العديد من المهارات والمعلومات حول كيفية التعامل مع الظروف الصعبة.
من جانبها قالت مريم اسليم البالغة من العمر 33 عاماً "تعرضت لأكثر من مرة للفقدان، كان أولها عام 2008 عندما فقد شقيقي حياتها في الحرب الأخيرة على غزة، والتي على إثرها فقدت منزلي الذي تم قصفه بالكامل باستهداف مباشر دون إنذار، لكن الأمر الأكثر صعوبة وألماً إصابة أطفالي وبتر قدم ابنتي التي حرمت من طفولتها وحريتها الحركية"، لافتةً إلى أن تلك الأحداث جعلتني أفقد السيطرة".
وأكدت على أنه بعد تلقيها ثمانِ جلسات دعم نفسي ومعنوي من مركز شؤون المرأة أصبحت أفضل وتحسنت أوضاعها النفسية وخفّ العبء عليها، واسترجعت طاقتها الإيجابية.