غزة... مؤتمر "الحركة النسوية: آفاق وتحديات" للنهوض بأوضاع النساء

شددت المشاركات في المؤتمر الذي عقد في غزة، على ضرورة بناء مجتمع تسوده الديمقراطية والمساواة في ظل تغيب النساء عن مراكز صنع القرار.

نغم كراجة

غزة ـ عقدت جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية مؤتمراً بعنوان "الحركة النسوية: آفاق وتحديات"، لتسليط الضوء على التحديات والصعوبات التي تواجه المرأة الفلسطينية، وطرح سبل وآليات للنهوض بها.

خلال كلمة ألقتها المديرة التنفيذية لجمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية سحر ياغي خلال المؤتمر الذي عقد أمس الثلاثاء 29 تشرين الثاني/نوفمبر، أكدت أن "المرأة الفلسطينية لا تزال تعاني من انتهاكات الاحتلال المستمرة حيث تقبع 33 أسيرة في السجون الإسرائيلية بالإضافة إلى ممارسات القمع والتنكيل والتضييق في التنقل والسفر".

وبينت أن المرأة هي ضحية التهميش السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وجملة من الانتهاكات المبنية على النوع الاجتماعي، مضيفةً "يحمل المؤتمر في طياته ثلة من التحديات والصعوبات التي تواجه المرأة على وجه الخصوص بسبب الرفض المطلق من المجتمع لوجودها في المعترك السياسي العام، ومشاركتها في المجالات العامة نتيجة الموروث الثقافي السائد والحجج الواهية".

بدورها استعرضت الباحثة نعمة أبو صبرة ورقة بحثية بعنوان "التحديات التي تواجه المرأة الفلسطينية في سوق العمل"، حيث طرحت الصعوبات من منطلق اجتماعي وقانوني واقتصادي، لافتةً إلى أن نسبة البطالة للنساء بلغت 63.3% مقابل 42% للرجال وهذا يشير إلى ضعف مشاركة المرأة في القوى العاملة.

وأوضحت نعمة أبو صبرة لوكالتنا أن "التحديات الاجتماعية تكمن في المجتمع الفلسطيني الذي يحصر المرأة في الدور الإنجابي والرعاية، وأن مشاركتها في الشأن العام لا جدوى لها بالرغم من أن القوانين التشريعية التي أكدت على حق المرأة في المشاركة والعمل دون التمييز أبرزها وثيقة الاستقلال، وقانون العمل الفلسطيني، والمادة (25) من القانون الأساسي"، مشددة على ضرورة رفع وعي النساء وتبني استراتيجية داعمة لمشاركة المرأة.

وأشارت إلى أن استطلاع الرأي وثّق أن 60.8% يرون أن عمل المرأة يأتي كخيار ثانٍ وفي حال الحاجة الاقتصادية للأسرة، و54% يفضلون عمل النساء بدوام جزئي وعدم العمل خارج المنزل، وذلك بسبب عبء الأعمال المنزلية والأسرية، مطالبة بإعطاء النساء فرص متكافئة وعادلة، وإضافة مادة تشير إلى الرقابة الدورية على أماكن عمل النساء.

 

 

وفي مداخلة لها قالت عضو المكتب السياسي الفلسطيني مريم أبو دقة "لا حرية بدون مشاركة المرأة، ولابد من وجود اقتصاد ومجتمع واحد باعتبار المرأة جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية بدليل دخولها بزخم للثورة".

وأشارت إلى أن المرأة غير متواجدة في الهيكل الاقتصادي وهي الفئة الأضعف بحكم العادات والمواريث، مطالبة بضرورة محاربة الثقافة الأبوية السائدة والاعتراف بأن النساء شريكات في النضال والتضحية.

ونوهت مريم أبو دقة إلى أنه "من المهم التركيز على رفع وعي الفتيات من أجل تحسين الأوضاع على جميع الأصعدة خاصةً أننا في مرحلة تحرر وطني وديمقراطي".

وحول مشاركتها في مؤتمر النساء القاعديات الثالث على مستوى العالم في تونس تقول "ضم المؤتمر الذي استمر ستة أيام وشارك فيه 300 امرأة من خمسون دولة حول العالم، وكانت هذه المشاركة الأولى لفلسطين".

كما لفتت إلى أنها اُنتخبت لتمثيل المرأة العربية بين آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية في اللجنة التنسيقية المسؤولة عن المؤتمرات الدورية، وعبرت عن هذا الإنجاز بقولها "ذلك انتصار يسجل في تاريخ المرأة الفلسطينية".

 

 

بينما استعرضت الباحثة والناشطة هديل زقوت ورقة بحثية بعنوان "دور الحركة النسوية في بناء الجمعية"، مبينة من خلالها أن التاريخ الفلسطيني سطّر دوام المرأة الحاضر ودورها الفعال في الأوقات السياسية والحاسمة، وحنكتها في التعامل مع التوترات ما بين العمل النسوي والعمل القومي المناهض.

وأوضحت أنه "من أبرز الناشطات المعروفات بدورهن البارز في المشاركة السياسية والعامة ليلى خالد والتي لفتت الاهتمام العالمي نظراً لأنها أول قائدة لعملية داوسون ومن ثم أصبحت متحدثة على صعيد التضامن الدولي، وشادية أبو غزالة التي تعتبر من أوائل المشاركات في النضال".

وأكدت على أن ليلى خالد وشادية أبو غزالة ودلال المغربي كسرن الأعراف التقليدية التي اقتصرت دور المرأة على رعاية الأبناء والزوج "على الرغم من أن التنظيم والمشاركة في المقاومة المسلحة ساعد في تخفيف الافتراضات التقليدية بين الجنسين إلا أن هناك تناقضات بين تحرر المرأة والعمل".

 

 

وعقبت إحدى المشاركات في المؤتمر علا حلس عن الأثر العظيم الذي تحققه مثل هذه المؤتمرات ودعمها لتلك الفكرة "هذا المؤتمر شرح التحديات التي تواجه المرأة الفلسطينية مفصلاً من نقطة الصفر حتى ما وصلناه الآن وكذلك الإنجازات والتضحيات، كما أن البحوث الدراسية التي أجريت حققت هدفاً واضحاً من خلال طرح قضايا المرأة ومشكلاتها وإقرار التوصيات والنتائج استعانةً بالإحصائيات، ويعتبر هذا الإنجاز نقطة انطلاق لتوضيح الصورة الحقيقية لمعاناة النساء أمام العالم كله، وتقديم الدعم والمساندة لهن".