غزة... معرض أكسجين الطبي يجسد إبداع وقدرات النساء والفتيات

يطرح معرض أكسجين الطبي الثالث إبداع وقدرات النساء والفتيات سواء في مشاريعهن الريادية الصغيرة أو تمثيلهن لمؤسسات وشركات طبية في قطاع غزة.

نغم كراجة

غزة ـ  استمر معرض "أكسجين الطبي الثالث" على مدى ثلاثة أيام متتالية، وبمشاركة مجموعة كبيرة من الفتيات الرياديات وممثلاث الشركات والمؤسسات الطبية بهدف التعريف بهن وبخدماتهن وأعمالهن.

افتتح معرض "أكسجين الطبي الثالث" بقطاع غزة، في السابع عشر من آب/أغسطس الجاري واستمر على مدى ثلاثة أيام، وقالت مديرة المعرض هبة الهندي "هذا المعرض الفريد من نوعه يحقق نجاحه للعام الثالث على التوالي، ورأينا إقبال كبير من زوار المعرض على المنتجات الطبية والعلاجية للفتيات والنساء المشاركات في المعرض، ومشاريعهن المقدمة للمرأة والطفل".

وأوضحت المديرة التنفيذية للمعرض الدكتورة رنا زعيتر أن "إقبال النساء على المشاركة في المعرض الطبي كبيراً، نظراً لأن المرأة أصبحت المعيل الأساسي للأسرة، والمحرك الأساسي والفعال لتمثيل المؤسسة أو الشركة التي تعمل بها، ولا بد من إعطاء المرأة الفرصة الحقيقية لإظهار إبداعها ومجهودها المعنون للمجتمع في ظل الحصار والوضع الاقتصادي المتردي".

ووجهت رنا زعيتر رسالة للفتيات في قطاع غزة، قالت فيها "بقدر الإمكان استفدن من قدراتكن ومواهبكن في خلق أمل جديد، وألا تقفن على حدود التخصص الجامعي والوسط الوظيفي، ولابد أن تتحدين الظروف المعاكسة واستثمارها لخوض عمل آخر ومشاريع صغيرة".

 

 

من جانبها بينت الصيدلانية هبة دلول أن الشهادة الجامعية لا تقف عند وظيفة معينة "بعدما حالت بي الطرق في الحصول على وظيفة قررت أن أفتتح مشروعي الخاص للمنتجات الطبية وتسويقها منذ ست سنوات، وازداد الإقبال على منتجاتي بعد إنشاء صحفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم "جوري" العام الماضي".

وحول الصعوبات والعوائق التي وقفت أمام مشروعها، قالت إن انتشار جائحة كورونا ومخلفات الحصار التي أدت إلى إغلاق المعابر وانقطاع المواد الخام التي تحتاجها في عملها، مما تضطر إلى إحداث تغيير في منهجية الإنتاج وذلك يؤثر سلباً على طبيعة المنتج.

وأشارت هبة دلول إلى أن البطالة وتدني الأجور وتدهور الأوضاع المادية جعلها تترك فكرة عملها بتخصصها الدراسي، وتتجه للعمل الحر محاولةً في خلق مصدر دخل وإعالة أسرتها، مضيفةً أن المرأة تستطيع أن تخرج من القوقعة السوداء إلى نافذة الحياة وتحقق كيانها واستقلالها المادي والمعنوي، دون أن تنتظر عطف المجتمع عليها أو تقف مكتوفة الأيدي.

 

 

وبدورها قالت أخصائية العلاج الطبيعي رواء زيادة "شاركت في المعرض لعرض خدماتنا الطبية التي تتضمنها المراعاة الإنسانية للوضع الراهن في قطاع غزة، حيث أعلنا عن تقديم الخدمات والتسهيلات للأطفال المرضى الذين لا يستطيعون العلاج نظراً لعدم توافر ثمن العلاج والتشخيص لديهم".

وأكدت على أن "الفتيات دائماً تجسدن معاني الإنسانية والرحمة بالرغم من تدني الأجور وتدهور الأوضاع في القطاع، لكننا نسعى دوماً أن يكون الهدف إنساني أكثر من أن يكون مادي"، مشيرةً إلى أن "المرأة هي الجزء الذي لا يتجزأ في أي منظومة علمية وعملية، حيث تتمكن من إيصال الفكرة، وتحويل الواقع الرمادي إلى عالم من التفاؤل والتميز".

 

 

الدكتورة هيا حجازي التي قدمت خدمات مجانية للنساء والفتيات والأطفال قالت "أسعى دائماً أن أكون متواجدة في الوسط الإنساني بين النساء والأطفال، وأعمل كل ما بوسعي لتقديم الخدمات لهم، حيث أنني لا أحصل على ثمن الاستشارات وتقديم النصائح والمشورات الطبية والعلاجية بحكم الوضع الاقتصادي المتردي التي تتأثر به صحة النساء وأطفالهن".

وشددت على ضرورة الوقوف بجانب النساء ودعمهن وتمكينهن بكافة الوسائل، وتخفيف حدة الأوضاع التي يمر فيها قطاع غزة، دون الانجرار وراء المصالح المادية قبل المراعاة الإنسانية.