غزة... عملين مسرحيين لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة

"طرف" و"سليم السليم" عرضين مسرحيين أطلقهما جمعية مسرح بذور، يهدفان إلى انخراط الأشخاص ذوي الإعاقة في مجال المسرح من خلال العلاج بالدراما لتجسيد قصصهم الحقيقة أمام الجمهور بأنفسهم دون أن ينوب عنهم أحد.

رفيف اسليم

غزة ـ بهدف دمج الأشخاص ذوي الإعاقة من الجنسين ذات الفئات العمرية المختلفة، ورواية قصصهم والتركيز على النظرة السلبية التي يواجهونها من قبل المجتمع في ظل معاناتهم المستمرة، أطلقت جمعية مسرح بذور للثقافة والفنون في غزة عملين مسرحيين.

ضمن مشروع تحسين الرفاه والمرونة النفسية لمبتوري الأطراف من خلال الفن المسرحي أطلقت جمعية مسرح بذور للثقافة والفنون أمس الأربعاء 6 تموز/يوليو، مسرحيتين وهما "سليم السليم" و"طرف" بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقالت المدير التنفيذي لجمعية مسرح بذور للثقافة والفنون المخرجة وسام الديرواي أن المشروع يهدف إلى انخراط الأشخاص ذوي الإعاقة في مجال المسرح من خلال العلاج بالدراما لتجسيد قصصهم الحقيقة أمام الجمهور بأنفسهم دون أن ينوب عنهم أحد، لافتةً إلى أن العملين هما عبارة عن عمل مسرحي درامي والآخر حكواتي درامي بمشاركة تسعة عشر شخص من ذوي الإعاقة من الجنسين وبإخراج كلاً من منال بركات وعلا سالم وهناء الغول كمساعد مخرج في العمل الأول.

وأشارت إلى أن العرض هو تدريب لشباب من ذوي الإعاقة كانوا يحتاجون إلى مساحة آمنة للتعبير عن أنفسهم دون أن ينوب عنهم ممثلين أسوياء يتحدثون عن قضاياهم عبر تجربة جديدة، مما أثر بالجمهور وخلق مشاعر مختلفة ما بين ضحك وبكاء لذلك سيتم تكرار العرض مرة أخرى، خاصةً أن المسرح هو من يصنع التغيير ويساهم في تغيير نظرة المجتمع ومعاملته لذوي الإعاقة.

 

 

من جانبها أوضحت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سهير زقوت أن العرضين المسرحيين هو نتيجة تدريبات مستمرة تهدف إلى إدخال الفن خلال جلسات الدعم النفسي وهي المرة الأولى التي يستخدم بها المسرح في تلك الآلية، بالتعاون مع مركز الأطراف الصناعية وجمعية بذور للثقافة والفنون، لافتةً إلى أن المشاركين استطاعوا كتابة النص وصياغة قصصهم لتقديمها على خشبة المسرح أمام الجمهور.

وأوضحت سهير زقوت أن الأشخاص ذوي الإعاقة طالبوا خلال العرض بحق من حقوقهم الطبيعة وهو الدمج في المجتمع والحق في الحياة للحاق بفرص التطور والعمل وهذه هي رسالة الأشخاص ذوي الإعاقة لمجتمعهم، مشيرةً إلى أنها فخورة برؤية ثمانية نساء قويات تجسدن قصصهن على خشبة المسرح وكذلك بحضور الجمهور اللافت الذي شجعهم ودعمهم.

 

 

فاطمة الحلحولي إحدى المشاركات في العرض المسرحي أوضحت أنها سعيدة بما قدمته على خشبة المسرح بالرغم من الخوف والقلق الذي عايشته لأشهر خلال التدريب، مشيرةً إلى أنها روت قصتها عن الطرف الصناعي بطريقة مختلفة فهي قصة حب فاجأت الجمهور لأنهم كانوا يتوقعون أن يكون بطل القصة شخص وليس طرف صناعي وذلك لتوصل إليهم فكرة علاقة ذو الإعاقة بأطرافهم.

 

 

خلود السيسي وهي إحدى الحاضرات أبدت إعجابها بالعرض الذي شاهدته وبأداء جميع الممثلين/لات على خشبة المسرح لتقديمهم مزيج من مشاعر الفرح والحزن خلال دقائق معدودة ونقلات متنوعة، موضحةً أن الإعاقة في العقل وليست في الجسد والفلسطيني قادر دوماً على صنع المعجزات بالرغم من جميع الظروف الصعبة التي قد يمر بها.

وقد تناول العرض الحكواتي "طرف" قصص حقيقة لعدة فتيات فقدن أطرافهن لأسباب متعددة، فالأولى كان الإهمال الطبي هو سبب في معاناتها، والثانية كانت الحرب على قطاع غزة هي من أفقدتها جزء من جسدها خلال انهيار المنزل عليها وهي بداخله، أما القصة الثالثة كانت إعاقتها منذ الولادة فبترت قدمها خلال شهورها الأولى بالحياة، والرابعة كانت بسبب حادث سير، لتختتم تلك القصص بحكاية فتاة مقبلة على الزواج يتخلى خطيبها عنها نتيجة فقدانها طرفها في حادث.

فيما أسقط عرض "سليم السليم" معاناة ذوي الإعاقة على شخص سليم حيث جسد العرض في مدينة جميعها أشخاص من ذوي الإعاقة وبينهم شخص واحد سليم ليمارس ضده جميع ما يعانوا منهم من الظلم والإقصاء والنظرة السلبية من قبل المجتمع، لتكون المفاجأة في نهاية العرض بأن الشخص من الفئة ذاتها، في عرض درامي شيق يحبس الأنفاس.

ويذكر أن جمعية مسرح بذور للثقافة والفنون تأسست عام 2018، على يد مجموعة من النساء المبدعات المتخصصات في مجال المسرح والفنون والملتزمات تجاه تمكين مجتمعهن المحلي عبر تقديم برامج ثقافية وفنية تستهدفن من خلالها جميع فئات المجتمع دون استثناء للمساهمة في إحياء التراث الحضاري الفلسطيني.