غزة... مهرجان تضامني نسوي يبرز دور النساء في النضال

لإسماع صوت المرأة الفلسطينية من الداخل وإبراز معاناتها اليومية في ظل الحصار والدمار والانعتاق الاجتماعي، نظم مهرجان نسوي للتضامن مع الفلسطينيات.

نغم كراجة

غزة ـ نظمت القمة العالمية للشعوب في المنطقة العربية والمغاربية أمس الثلاثاء 13 حزيران/يونيو، مهرجاناً نسوياً تضامنياً مع نساء فلسطين تحت شعار "فلسطين الثورة بعيون نسائها" عبر تقنية الزوم، لإبراز مقاومة الفلسطينيات ودورهن في النضال.

قالت عضو منظمة مساواة لحزب العمال التونسي ضحى قلالي خلال المهرجان النسوي "أتمنى أن يكون هذا الفضاء معبراً عن التضحيات والقوة التي تعيشها النساء الفلسطينيات في كل لحظة، هن الفدائيات والمناضلات وكذلك المعلمات والطبيبات والفلاحات المتواجدات في كل المواقع والوظائف الاجتماعية".

 

 

من جانبها قالت رئيسة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية سهير خضر "المرأة هي التي تمثل النقطة الأساسية في تركيبة المجتمع الفلسطيني، ومنذ ما يقارب مئة عام وهن تخضن رحلة النضال ضد الاحتلال"، مؤكدةً على دور المرأة الرئيسي في احتواء وتفعيل عملية المقاومة "تشكل النساء المخزون النضالي الذي لا ينفذ بالرغم من رهان الاحتلال على عملية كي وعيهن من خلال الانقضاض على ظروفهن المعيشية وانتزاع المسكن والأمان وحق الحياة منهن".

وأشارت إلى أن المرأة الفلسطينية شكلت الحاضنة الأساسية للمقاومة "المرأة خاضت النضال بكافة أشكاله في الميادين، وأدائها لا يزال متنوعاً ومواكباً لمراحل الصراع خلال السنوات الطويلة، وحافظت على الهوية".

ولفتت إلى أن المرأة الفلسطينية حرمت من أن يكون لها نافذة تطل بها على العالم، وكان لتدهور الأوضاع الاقتصادية دور في تأزم أوضاعها، حيث كانت ولا تزال النساء الضحية الأولى للهجمات المتوالية على قطاع غزة"، مشيرةً إلى أن معاناة النساء في مخيمات اللجوء التي تفتقر للمقومات الحياتية حيث تعشن في أدنى المستويات وبالرغم من ذلك أثبتن أنهن صاحبات القضية.

 

 

بدورها أوضحت عضو مكتب قضايا وشؤون المرأة في لبنان يانا السمراني "أن تكوني امرأة تعيش تحت الحصار والقصف يجب أن تتحلي بالصمود وتكوني مناضلة، فمعظم نساء فلسطين تتجاهلن آلامهن وتسعين للعمل من جديد لتصنعن واقعاً جديداً، فنهن رائدات التغيير".

 

 

وتطرقت مسؤولة اتحاد لجان العمل النسائي أريج الأشقر إلى دور المرأة خلال الأزمات والحروب "وحدها المرأة الفلسطينية التي تعاني يومياً من آثار المعارك المتتالية على القطاع ولازالت المناضلة التي تحرص على المشاركة في كافة الميادين خاصة في صنع القرار السياسي".

وأوضحت أن المرأة الفلسطينية شاركت في جميع الحروب ودفعت ثمن الانقسام والصراعات باهظاً على حساب عائلتها وكرامتها وحياتها "تعتبر المرأة النواة الصلبة في المجتمع، وهي لب الأسرة محافظةً على ديمومتها وتحمل عبء المسؤولية خلال الأزمات والداعم الأول لمن حولها في كافة الساحات النضالية".

ونوهت إلى أن الواقع المعيشي للمرأة في قطاع غزة يجعلها الأسوأ بين نظيراتها في العالم نتيجة غياب الأمن والاستقرار واستمرار الحروب التي ذهبت ضحيتها ما يقارب 389 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 20-40 عام.

وبينت أن المرأة الفلسطينية أجبرت على دفع استحقاقات كثيرة نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي ألقت بظلالها السلبية عليها مما شكل ضغطاً مضاعفاً سواء في الجانب الاقتصادي أو الصحي أو الاجتماعي والنفسي.

 

 

وعبرت ممثلة المسيرة العالمية للنساء عن العراق طيبة سعد، عن اعتزازها واحترامها لنضال الفلسطينيات "تحية عالية للمرأة الفلسطينية الشامخة الصامدة والمناضلة التي قدمت كل ما لديها حتى تحقق مفاهيم المساواة والحرية وتصل لقطاع العدالة، والنساء الفلسطينيات أيقونة النضال ونموذج يحتذى به".

وترى الناشطة الحقوقية السودانية نعمت كوكو أن المرأة الفلسطينية هي المثل الأعلى للصمود "رغم التباين الأيديولوجي والتعدد السياسي والحزبي في فلسطين إلا أن صمود النساء يؤكد أن الأوطان فوق كل شيء، وسنبقى معهن على خط النضال والكفاح في ساحات المعارك".

وأوضحت منسقة الفصيل النسائي في منظمة مساواة راضية العمودني من تونس أن الشعوب تستلهم القوة من المرأة الفلسطينية "نحن في حضرة النساء الفلسطينيات الثائرات ونبراس المقاومة ونموذجاً نادراً للنضال والانعتاق الاجتماعي أي بمثابة نضال مزدوج، ويومياً تقدمن دروساً قيمة ويعد تحدياً صارخاً ضد العدوان الغاشم، وهن قائدات ومقاومات ولسن ضحايا".