غرف الطوارئ السودانية رمز الأمل والصمود
في ظل ظروف حياتية صعبة وأوضاع أمنية بالغة التعقيد، ينشط مجموعة من المتطوعين بالسودان في مناطق الحرب مضحين بأرواحهم من أجل إنقاذ المواطنين العالقين في هذه المناطق وتقديم المساعدات الإنسانية لهم في مشهد أقل ما يوصف به التفاني والتضحية والصمود.
ميساء القاضي
السودان ـ نشط المتطوعين داخل وخارج السودان ضمن غرف الطوارئ بتقديم الخدمات وسد الفراغ الذي أوجده النزاع، وكان معهد أبحاث السلام في أوسلو قد أعلن عن ترشيحها واصفاً إياها بأنها رمز للأمل والصمود في وقت تمر فيه البلاد بأزمة إنسانية حادة.
كإحدى المبادرات الشبابية الفعالة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها السودان، قام مجموعة من الشباب الموجودين في مناطق النزاع وخارجها وحتى خارج السودان بالتنسيق فيما بينهم لتقديم المساعدة للمواطنين وسد الفراغ الذي أوجده النزاع ونجحوا في الوصول لملايين الأشخاص الموجودين في مناطق النزاع.
يعمل المتطوعون في غرف الطوارئ منذ بداية النزاع في السودان على مد المستشفيات الموجودة على الرغم من قلتها بالوقود والأساسيات لتستمر بالعمل، كما عملوا على توفير المياه النظيف والغذاء عبر المطابخ المحلية في الأحياء المعروفة باسم "التكايا" والتي يعتمد عليها المواطنين العالقين في مناطق النزاع بشكل كبير في غذائهم في ظل نقص الغذاء في تلك المناطق، كما نجح الشباب في لجان الطوارئ في إجلاء عشرات الآلاف من المواطنين من المناطق المحاصرة التي تشهد مواجهات عنيفة إلى مناطق آمنة وذلك لمعرفتهم الكبيرة بالطرق والممرات ووجودهم في تلك المناطق والعمل على إيواء النازحين في المراكز وتقديم المساعدة لهم.
كما ساهمت غرفة الطوارئ في التعامل مع حالات العنف الجنسي والانتهاكات حيث فقد البعض من المتطوعين حياتهم جراء ذلك برصاص النزاع أو هبوط الدورة الدموية نتيجة العمل المستمر وعدم الراحة أو تناول الغذاء الكافي والجيد، هذا ما أكدت عليه تبيان فتحي من مكتب إعلام غرفة طوارئ بحري، وقالت إن الغرفة تم إنشاؤها بعد وقوع النزاع في منتصف نيسان/أبريل 2023 بالسودان "تكونت الغرفة كنوع من الاستجابة الطارئة للنزاع، حيث تقدم المساعدات الإنسانية والإغاثة لسكان المدينة المتواجدين منها الرعاية الصحية والنفسية والمادية والدعم الاجتماعي".
وأوضحت أن الغرفة تراعي غرف الطوارئ في تقديمها للمساعدات واحتياجات النوع الاجتماعي وذلك بتخصيص مكتب للنساء، "المكتب يختص بتوفير احتياجات النساء والأطفال في مدينة بحري منها الصحية والنفسية إلى جانب الاحتياجات الخاصة بهذه الفئات، كما يوفر المكتب المساحات الآمنة كورش الدعم النفسي والتدريب على المهارات اليدوية ورش الترفيه للأطفال وذلك للتخفيف من وطأة النزاع عليهم".
وعن الصعوبات التي واجهت المكتب أوضحت "منها انقطاع شبكات الاتصال مما يصعب من حصر الاحتياجات بصورة جيدة وبالتالي يعيقنا ذلك في جمع المعلومات حول متطلبات هذه الفئات والاستجابة لها بصورة عاجلة وكل ذلك له أثر سلبي على حياة المواطنين".
فيما يخص ترشيح غرف الطوارئ لجائزة نوبل للسلام لعام 2024 من قبل معهد أبحاث السلام في أوسلو الذي وصفها بأنها رمز للأمل والصمود في وقت تمر فيه البلاد بأزمة إنسانية حادة، قالت تبيان فتحي "نعتقد أن أي تكريم وأي جائزة يجب أن تهدى مباشرة لأرواح ضحايا غرف الطوارئ، فقد عملوا في ظروف صعبة لا يتخيلها العقل وبذلوا أرواحهم من أجل سلامة المواطنين، نتمنى أن نستطيع مواصلة جهودنا بصورة جيدة حتى بعد النزاع، وسنستمر بعملنا في تقديم المساعدات لمحو آثار النزاع".