غارات أمريكية على ميناء يمني تودي بحياة عشرات المدنيين
شهدت اليمن موجة مكثفة من الضربات الجوية الأمريكية منذ منتصف آذار/مارس والتي أودت بحياة 120 مدنياً على الأقل وإصابة 256 آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال.

اليمن ـ تصاعدت الضربات الجوية الأمريكية على اليمن في وقت يعاني فيه الملايين من تبعات أزمة إنسانية طاحنة، حيث أدت سنوات الحرب المتواصلة إلى تدهور كافة الخدمات الأساسية وانهيار النظام الصحي، في ظل شح حاد في المواد الغذائية والطبية وانتشار للأمراض والأوبئة.
شهدت محافظة الحديدة اليمنية مساء أمس الخميس 17نيسان/أبريل غارات جوية أمريكية استهدفت منشأة نفطية حيوية في ميناء رأس عيسى، أسفرت عن سقوط 38 قتيلاً وإصابة أكثر من 100 شخص، وفقاً لمصادر طبية محلية. وجاءت هذه الضربات في وقت يشهد فيه اليمن أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة نتيجة استمرار النزاع المسلح لأكثر من تسع سنوات.
وأفادت مصادر في مكتب الصحة بالحديدة بأن الضحايا كانوا جميعاً من العاملين والموظفين في المنشأة النفطية المستهدفة، مع وجود حالات حرجة بين المصابين. وأشارت المصادر إلى أن حصيلة الضحايا قد ترتفع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ في موقع الهجوم الذي تعرض لأضرار كبيرة نتج عنها تسرب كميات من الوقود من الخزانات المتضررة.
وطالت الغارات الأمريكية أربع مواقع استراتيجية في الميناء تستخدم في عمليات تفريغ وتصدير المشتقات النفطية. فيما بررت وزارة الدفاع الأمريكية الهجوم بأنه يستهدف "منصات وقود تمول أنشطة الحوثيين"، ضمن سلسلة عمليات عسكرية تهدف إلى الحد من قدراتهم.
وتزامنت هذه الغارات مع تصاعد ملحوظ في الحملة العسكرية الأمريكية ضد أهداف حوثية في مختلف أنحاء اليمن. حيث أفادت تقارير حقوقية بأن القوات الأمريكية نفذت منذ منتصف آذار/مارس الماضي عشرات الضربات الجوية التي أودت بحياة 120 مدنياً على الأقل وأصابت 256 آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال في مناطق سكنية ومدنية.
وكانت منظمة "إيروورز" المستقلة قد وثقت سابقاً سقوط ضحايا مدنيين بينهم نساء وأطفال في غارات أمريكية على اليمن. كما أكدت الأمم المتحدة مقتل طفلين في سادسة وثامنة من العمر بغارات سابقة في صعدة، إلى جانب اختفاء طفل ثالث لم يعثر عليه حتى الآن.