في ظل انتهاكات حرية الصحافة والرعاية الصحية... دعوات للإفراج عن صحفية

في مؤتمر صحفي نظمته جمعية صحفيات ميزوبوتاميا (MKG)، طالب المشاركون بالإفراج الفوري عن الصحفية بيريهان سيفدا إركيلينتش، مراسلة صحيفة "أوزغور غيليجيك" مؤكدين أن العمل الصحفي في تركيا أصبح شبه مستحيل نتيجة الضغوط والانتهاكات المتزايدة بحق الصحفيات

مركز الأخبار ـ يشهد واقع حرية الصحافة في تركيا تصاعداً مقلقاً من حيث الضغوط والانتهاكات، لا سيما في ظل موجة من الاعتقالات والاستهداف المباشر للعاملين في الإعلام الحر خاصة الصحفيات اللواتي تواجهن ظروف اعتقال صعبة داخل السجون.

عقدت جمعية صحفيات ميزوبوتاميا (MKG) مؤتمراً صحفياً في فرع إسطنبول لجمعية حقوق الإنسان (İHD)، شارك فيه ممثلين عن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، في مشهد يعكس تضامناً واسعاً مع الصحفية بيريهان سيفدا إركيلينتش وقضية حرية الصحافة في تركيا.

وطالب المشاركون بالإفراج عن مراسلة صحيفة "أوزغور غيليجيك" بيريهان سيفدا إركيلينتش، المحتجزة في سجن النساء المغلق في باكركوي، والتي تعاني من الاضطرابات الهضمية أو ما يعرف بمرض السيلياك.

وخلال المؤتمر، تم التأكيد على أن بيريهان سيفدا إركيلينتش لا تحصل على نظام غذائي خالٍ من الغلوتين رغم حالتها الصحية، مما يشكل انتهاكاً لحقها في الرعاية الصحية، وطالبت الجمعية بتوفير نظام غذائي خاص لمرضى السيلياك داخل السجون، وضمان حقوق السجناء المرضى، داعيةً إلى الإفراج الفوري عنها.

وشددت المتحدثات باسم الجمعية على أن الصحفيات، وخاصة اللواتي تمثلن صوت النساء والمهمشين، على أن الصحفيات تتعرضن لاستهداف ممنهج، وأن حرية الصحافة تتعرض لانتهاكات متزايدة في البلاد.

وخلال المؤتمر قالت الصحفية ياديغار أيغون إن الضغوط على الصحفيين في تركيا تشهد تصاعداً مقلقاً، خاصة في ظل النقاشات الجارية حول مسار التحول الديمقراطي في البلاد "في مثل هذه المرحلة التي تُناقش فيها ديمقراطية تركيا، فإن الهجمات والضغوط الموجهة ضد الصحافة تزيد من مخاوفنا بشأن مستقبل البلاد الديمقراطي، لأننا نعلم جيداً أنه حيث لا توجد حرية صحافة، لا يمكن الحديث عن ديمقراطية".

وأوضحت أن ممارسة الصحافة في تركيا باتت شبه مستحيلة، مشيرة إلى أن الصحفيات على وجه الخصوص تتعرضن للاستهداف، مؤكدةً أن النظام الأبوي وأجهزته السلطوية يوجهان سهامهم نحو الصحفيات، وأن النساء، والاشتراكيين، والعاملين في الصحافة الحرة والمعارضة يُستهدفون بالاعتقالات والاحتجازات والضغوط الممنهجة بهدف إسكاتهم.

وسلّطت الصحفية ياديغار أيغون الضوء على الانتهاكات الصحية التي تتعرض لها الصحفية المعتقلة بريهان سيفدا إركيلينتش، مشيرة إلى أن حقها في التغذية الخالية من الغلوتين لا يُعترف به داخل السجن، مما يعرضها لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وطالبت بضمان الحق في الرعاية الصحية داخل السجون، وتوفير أنظمة غذائية خاصة للمصابين بمرض السيلياك، مؤكدة أن استمرار هذا الوضع يشكل تهديداً مباشراً لصحتها، كما دعت إلى الإفراج الفوري عنها، معتبرة أن تجاهل احتياجاتها الصحية هو شكل من أشكال العقوبة الإضافية التي لا يمكن تبريرها.

من جانبها أشارت نورغول أوجي، ممثلة عن حركة "المرأة الديمقراطية الجديدة" إلى أن الصحفية بريهان سيفدا إركيلينتش اعتُقلت بسبب نشاطها الصحفي، مؤكدة أن الصحافة الحرة والصحفيين الذين ينقلون الحقيقة إلى الشعب يتعرضون لمحاولات ممنهجة للعقاب.

وأضافت أن العقاب لا يقتصر على السجن فقط، بل إن ظروف الاحتجاز وإجراءات المحاكمة تحوّل تجربة السجن إلى شكل من أشكال التعذيب المنهجي، مشيرة إلى أن بريهان سيفدا إركيلينتش ليست سوى واحدة من بين العديد من المعتقلين الذين يعانون من هذا التعذيب المنظم"، مؤكدة استمرارهم في النضال ضد هذه السياسات.

من جانبها قالت أوزلم أورال من مجلة "أونسوز" بأن رئيسة تحرير المجلة سونغول يوجيل، والصحفية بريهان سيفدا إركيلينتش تم اعتقالها في اليوم نفسه وتُحتجزان حالياً في سجن باكركوي للنساء.

وأوضحت أن سبب اعتقالهما كان دعوتهما للمشاركة في فعالية الأول من أيار/مايو يوم العمال العالمي في تقسيم، ورغم عدم وجود أي أدلة ملموسة، فقد وُجهت إليهما تهمة "الانتماء إلى منظمة" مشيرةً إلى أن ملفي الصحفيتين فارغان تماماً، مطالبةً بالإفراج الفوري عنهما لأن أن استمرار احتجازهما يُعد انتهاكاً صارخاً لحرية الصحافة والتعبير.