مؤسسة "المرأة الجديدة" تختتم مشروع "مناهضة الزواج المبكر في قرى مصر من خلال الفن"

تزويج القاصرات إحدى القضايا الشائكة التي يعاني منها المجتمع المصري، وتبذل المؤسسات النسوية جهداً كبير لمواجهته

أسماء فتحي

مصر ـ تزويج القاصرات إحدى القضايا الشائكة التي يعاني منها المجتمع المصري، وتبذل المؤسسات النسوية جهداً كبير لمواجهته مستخدمين كل ما أوتوا من أدوات للوصول إلى القرى التي تنتشر فيها هذه الظاهرة بمحافظات مصر.

بالتزامن مع الاحتفال بيوم المرأة المصرية، أمس الأربعاء 16 آذار/مارس، احتفت مؤسسة "المرأة الجديدة" بختام مشروع "مناهضة الزواج المبكر في قرى مصر من خلال الفن"، بحضور مجموعة من شركائها من المحافظات، بالإضافة لممثلين عن وزارة التضامن الاجتماعي، والمجلس القومي للطفولة والأمومة، وعدد من الفتيات اللواتي شاركن في الأنشطة والتدريبات التي أعدت خلال مدة المشروع، وبعض الناجيات من العنف ممن تلقين دعم من مكاتب المساندة، وقد استمر المشروع لعامين واستهدف التوعية في القرى بمخاطر الزواج المبكر.

وقالت مي صالح عضو مجلس أمناء مؤسسة "المرأة الجديدة"، أنهم يحتفلون بعد مضي عامين من العمل على هذا المشروع الذي تم خلاله العمل على حملات التوعية في العديد من قرى مصر.

وأضافت مي صالح أنهم قاموا بعمل مجموعة من الورش استهدفت تعليم الفتيات مجموعة من الفنون من بينها إنتاج الفيديوهات القصيرة والرسم والتصوير، معتبرةً أن واحدة من أهم نتائج المشروع تتمثل في تشكيل مكاتب المساندة القانونية كإضافة جديدة لعمل المؤسسة تستهدف قديم الدعم القانوني للفتيات في مختلف المحافظات.

 

"الحواجز الاجتماعية صلبة ونعمل على تفتيتها من خلال الوعي المجتمعي والتجريم القانوني للزواج المبكر"

قالت مديرة البرامج بالمؤسسة لمياء لطفي، إن المشروع عمل على محورين أساسيين أحدهما مرتبط بالتوعية، والآخر استهدف الفتيات الأكثر عرضة للزواج المبكر.

وأضافت أن تجربة التعامل مع الفتيات من السن المبكر كانت جديدة على طاقم عمل المؤسسة فهي المرأة الأولى التي يتم خلالها التعاون مع من هم دون سن الـ 18 عاماً، معتبرةً أن التغيير الحقيقي يتم من خلال البناء في تلك المرحلة، لافتةً إلى أن الفتيات فوجئن بفتح مجال الاختيار أمامهن حول الطريقة التي سيتم التعامل معهن بها في الورش والتدريبات المختلفة.

وتحدثت لمياء لطفي على هامش الفاعلية، عن حالة البهجة والفرحة التي سيطرت على الفتيات بزيارات المدربين من كتاب وقائمين على إعداد الأفلام للتعاون معهن وتدريبهن في هذا المشروع، مشيرةً إلى أن جانب من أفلامهن تم عرضها خلال الاحتفال، والجانب الآخر سيتم توفيره على موقع المؤسسة وصفحاتها بوسائل التواصل الاجتماعي.

وعن استخدام الفن في التعامل مع قضية تزويج القاصرات أكدت أنه إحدى الأدوات الفعالة ذات أجنحة الوصول السهلة والسريعة والمؤثرة إلى حد كبير، مشيرةً إلى أن الفتيات نجحن من خلاله في التعبير عن أنفسهن وهذا كان المكسب الأكبر، مضيفةً أن العمل على هذا المشروع ساهم وغيره من أدوات الحراك في كسر الحواجز الاجتماعية الصلبة، معتبرةً أن العمل على تجريم الزواج المبكر وتغيير الوعي الذي التف على القانون في الماضي سيساهم إلى حد كبير في حصر تلك الظاهرة وتحجيمها.

وعن الأماكن التي تم العمل على التوعية بها خلال المشروع المقدم من مؤسسة "المرأة الجديدة" على مدار عامين، فقد أوضحت لمياء لطفي أنهم عملوا في أربع محافظات الشرقية، قنا، الدقهلية والقاهرة الكبرى. 

 

 

"تحملت التنمر والاعتداء وتخلي عائلتي عني في سبيل الحصول على حقوقي"

ومن جانبها قالت رنا حسن وهي إحدى ضحايا العنف الأسري أنها كانت تعاني مع أختها التي كسرت ساقها على يد أخيها من العنف الأسري، ونشرت فيديو مدته ثوان معدودة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وخلال دقائق تواصلت مديرة برامج مؤسسة "المرأة الجديدة" لمياء لطفي معها في محاولة لطمأنتها، وبعد وصولها للنيابة اختارت التصالح مع الأخ شريطة عدم التعرض لها مرة أخرى.

وسردت تبعات قرارها عدم ارتداء الحجاب والعنف الذي تعرضت له من جيرانها وأهالي القرية التي تقطن بها، فضلاً عن التنمر والضرب المبالغ فيه، وهو ما دفعها للجوء مرة أخرى للمؤسسة خاصة بعد قيام أحد كبار العائلات بفرض وصايته عليها بعد ترويجه شائعات بتركها لديانتها معلناً أنه سيربيها تعويضاً لدور أسرتها.

وأشارت إلى أنها سلكت المسار القانوني بدعم من "المرأة الجديدة" وخاصةً لمياء لطفي التي تابعتها عن كسب ودعمت كامل الخطوات التي تم اتخاذها حتى الحصول على حكم نهائي ضده وانتزاع حقوقها رغم قطيعة العائلة والتهديد والوعيد الذي كان يحاصرها، مؤكدةً أنها وأخواتها تلقين الدعم النفسي حتى تمكنّ من عبور تلك الأزمة بسلام.

وتضمن الحفل عرض لشهادات من الناجيات من العنف، وفيلم قصير عن مراحل المشروع، وورش العمل التي شملت محافظات (الشرقية ـ القاهرة الكبرى ـ قنا ـ الدقهلية)، بالإضافة إلى أفلام قصيرة أنتجتها الفتيات في ورشة الحكي الرقمي وورش إعداد الأفلام بالموبايل، والتي ساهمت في إنتاج الفتيات لأفلام قصيرة بالهواتف المحمولة تعبر عن قضية الزواج المبكر، بجانب معرض فني لرسوم الفتيات المشاركات في المشروع، والتي تتراوح أعمارهن ما بين الـ 12 ـ 18 عاماً.