في وقفة احتجاجية... مطالبات بإعادة المفقودين في الأراضي الإيطالية

نظم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الإيطالية بتونس بحضور ممثلي المجتمع المدني المهتم بملف الهجرة وأهالي المفقودين.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ شاركت أمهات وشقيقات المفقودين في الأراضي الإيطالية في الوقفة الاحتجاجية، مطالبات الحكومة باستعادة المفقودين بالأراضي أحياء كانوا أم أمواتاً، في حين ندد ممثلو المجتمع المدني بما يتعرض له المهاجرون التونسيون في إيطاليا من حجز وممارسات غير إنسانية وموت مستراب في مراكز الاحتجاز.

على هامش الوقفة الاحتجاجية، قالت رشيدة الباجي أم المفقود أيمن العياري "ابني غادر البلاد يوم 14 آذار عام 2011 منطلقاً من مدينة صفاقس في اتجاه معتمدية جبنيانة ولم أكن أعلم بخروجه إلا بعد أن اتصل بي على الساعة الخامسة والنصف صباحاً وهو بصدد المغادرة في إطار مجموعة تتكون من 47 شخصاً ثم اتصل بي مرة أخرى على الساعة التاسعة والنصف ليلاً ليخبرني بأنهم وصلوا إلى الأراضي الإيطالية في انتظار أن يمكنهم الأمن الإيطالي من الدخول ثم انقطعت المكالمات بيننا".

وأضافت "بعد أسبوع بثت القناة الثانية لتونس خبر تمكينهم من الدخول ولكن ابني لا أعلم أين ذهب؟ ومنذ ذلك الوقت وأنا أبحث عنه وسافرت إلى إيطاليا وبقيت هناك عاماً كاملاً وأنا أبحث عنه لكن لم أجده وذهبت إلى القنصلية والسفارة ورأيت شاب تونسي مقيم هناك لديه شقيق اصطحب ابني خلال رحلة "الحرقة" من جبنيانة وجدوه في السجن الإيطالي وعندما التقيت المحامية وسألتها هل يعرف شيئاً عن ابني قالت لي أنه ممنوع من الكلام والزيارة".

وأشارت إلى أنها تنتظر عودة ابنها المفقود منذ 12 عام وتناضل من أجل ذلك، داعية "الحكومة بالتحرك الجدي من أجل إعادة 850 مفقود في إيطاليا ومنهم ابني وهم أبناء الثورة ومن حرسوا تونس وقاموا بحمايتها في تلك الفترة الحساسة جداً ثم تركوهم يتوهون في إيطاليا".

وعن وضع العائلة في ظل ما تعيشه من فقد لأحد أفرادها، أكدت رشيدة الباجي أن بقية أبنائها يفكرون في "الحرقة" عساهم يجدوا شقيقهم هناك، وبعين دامعة تقول "ابني حالياً يبلغ من العمر 30 عاماً وهو أصغر أخوته وهو متعلم ووسيم وأطلب من رئيس الحكومة أن يعيد لي ابني".

 

 

رحاب الفقيرة هي شابة من مدينة المهدية منطقة ملولش شاركت بالوقفة الاحتجاجية حاملة صورة شقيقها إلياس الفقيرة الذي غادر تونس في 29 نيسان/أبريل 2023 وعمره لم يتجاوز 17 عاماً ومنذ سنة تقريباً وهم لا يعرفون عنه أي شيء ولم يتلقوا منه أي اتصال.

وأضافت "لا ندري إن كان حياً أو ميتاً حيث حاولنا الاتصال به بكل الطرق وحاولنا الاتصال بوكيل الجمهورية ووالي ولاية المهدية وتحدثنا في الاذاعات ولكن لم نجد أي تعاون وانقطعت عنا أخباره"، لافتةً إلى أنه غادر البلاد برفقة 14 قاصراً، مطالبة السلطة بإرجاع شقيقها وجميع المفقودين إلى أهاليهم أحياء كانوا أم أمواتاً.

 

 

إهانات وانتهاكات

من جانبه دعا المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في اللافتات التي تم رفعها خلال الوقفة الاحتجاجية، إلى إيقاف الانتهاكات التي تطال المهاجرين التونسيين في إيطاليا من حجز وترحيل قسري جماعي على الهوية ومن إهانات وحالات موت مستراب.

وعبر في بيان أصدره بمناسبة زيارة رئيس وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني إلى تونس، عن رفضه جعل سياسات وقوانين وممارسات الأمر الواقع ضد المهاجرين نموذجاً يحتذى به، مطالباً بسياسات بديلة وحلول مستدامة تحمي الحقوق.

وذكر أنّ كرامة وحقوق المواطنين التونسيين في إيطاليا تبقى على هامش هذه اللقاءات. منذ 2016 سيّرت إيطاليا نحو تونس أكثر من 500 رحلة شارتر لطرد المهاجرين التونسيين (غير معلنة من الجانب التونسي)، ولا يزال المواطنون التونسيون يمثلون الجنسية الرئيسية المحتفظ بها في مراكز الترحيل الإيطالية والتي يتم طردها قسراً رغم قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الذي أدان الحكومة الإيطالية على خلفية ترحيل مهاجرين غير نظاميين في البند الثالث حول المعاملة اللاإنسانية والمهينة والبند الخامس حول الحق في الحرية والأمن والبند الرابع حول الترحيل القسري الجماعي.