في وضح النهار... مقتل مديرة صندوق النظافة بمدينة تعز
قُتلت افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين في مدينة تعز اليمنية، إثر تعرضها لوابل من الرصاص أثناء مرورها بسيارتها في شارع سنان وسط المدينة.

مركز الأخبار ـ تمثل جريمة قتل افتهان المشهري نمطاً خطيراً من استهداف النساء العاملات في الشأن العام، وتسلّط الضوء على التحديات التي تواجه المرأة في بيئة غير آمنة، حيث تتحول مواقع المسؤولية إلى ساحات تهديد وعنف.
بحسب مصادر محلية، أطلق مسلحون مجهولون أكثر من 20 رصاصة من مسافة صفر على رأس وجسد افتهان المشهري، اليوم الخميس 18 أيلول/سبتمبر، فيما فر الجناة من موقع الحادث عبر مركبة كانت بانتظارهم في مكان قريب.
وتم نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى الثورة العام، إلا أنها فارقت الحياة قبل أن تصل إلى قسم الطوارئ، متأثرة بجراحها البالغة.
وأعلن عمال وموظفو الصندوق عن إضراب شامل وتعليق العمل بشكل كامل ابتداءً من اليوم، مؤكدين أن العودة للعمل لن تحصل إلا بعد قيام السلطة المحلية والجهات الأمنية المختصة بالقبض على منفذي الجريمة وكشف ملابساتها.
وتنديداً بالجريمة خرجت عشرات النساء في تظاهرة غاضبة أمام إدارة الأمن في تعز، مطالبات بإلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة بسرعة ، منددات بما وصفنه "تواطؤ الأجهزة الأمنية وتقصيرها" في التعامل مع التهديدات التي سبقت الاغتيال.
وكانت قد تلقت افتهان المشهري تهديدات متكررة خلال الأشهر الماضية على خلفية جهودها الإصلاحية، وفق مصادر مقربة، وأكدت تقارير محلية أنها رفعت شكاوى رسمية للأجهزة الأمنية والنيابة العامة بعد تعرضها للإغلاق القسري داخل مبنى الصندوق، لكن دون أن تتحرك السلطات بشكل جاد لحمايتها.
واعتبر ناشطون أن اغتيال افتهان المشهري يمثل "طعنة في وجه الإنسانية ورسالة خطيرة عن تغول الفساد"، مؤكدين أن استهداف امرأة مدافعة عن النزاهة والقيم يعبّر عن "انحدار غير مسبوق" في مسار الصراع في تعز.
وتأتي هذه الجريمة في ظل تصاعد أعمال العنف في المدينة، وسط مطالب شعبية بالكشف عن الجناة ومحاسبتهم، وحتى اللحظة، لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الأمنية أو العسكرية بشأن الحادثة، فيما يترقب الشارع اليمني ردّ فعل عاجل يضع حداً لحالة الانفلات الأمني ويوقف مسلسل الاغتيالات المتصاعد في المدينة.