'في سوريا الجديدة قصص التهجير يجب أن تنتهي'

قالت زهرة سمو الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية لمقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، في سوريا الجديدة يجب أن تنتهي معاناة الهجرة، وأن يعيش كل المدنيين بسلام في بيوتهم ومناطقهم.

رونيدا حاجي

الحسكة ـ في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث يقاوم الأهالي منذ 13 عاماً كافة أنواع الهجمات، التي تشنها الاحتلال التركي ومرتزقتها على عفرين وسري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض والشهباء، حيث اضطر آلاف المدنيين على مدار سنوات إلى ترك مدنهم قسرا حفاظاً على حياتهم.

 

في مقاطعة الجزيرة توجد 6 مخيمات للاجئين

يعيش في مخيم الطلائع في مقاطعة الجزيرة 2643 عائلة، وفي مخيم واشوكاني 16184، وفي مخيم نوروز 5726، أما مخيمي العريشة وروج فيهما 13274، و818 عائلة، ومع هجمات الاحتلال التركي الأخيرة التي شنتها على الشهباء وتل رفعت، توجه عشرات الآلاف من مهجرين عفرين، إلى المناطق الآمنة التابعة للإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا.

وفي مخيم الهول الذي تقطنه عائلات داعش، تعيش 4 آلاف و371 عائلة سورية، و4 آلاف و505 عائلة عراقية، وألف و897 عائلة أجنبية.

الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية لمقاطعة الجزيرة زهرة سمو تحدثت عن سياسات الاحتلال التركي ومرتزقته في التهجير القسري وأوضاع اللاجئين في المنطقة، أنه في خضم التطورات الحالية هناك حديث عن "سوريا الجديدة"، ويجب أولاً إعادة هؤلاء الأهالي الذين اضطروا إلى النزوح بسبب هجمات وانتهاكات احتلال التركي إلى مدنهم.

 

"أشد معاناة يقاسيها الشعب السوري هي النزوح"

وبينت زهرة سمو إنه بعد الإطاحة بنظام البعث، انتعش أمل اللاجئين في العودة إلى مدنهم، لكن حتى الآن لم تتخذ الحكومة المؤقتة أي خطوات تجاه قضيتهم، "أصبح لدى الشعب السوري أمل في العيش بحرية على أرضه وفي دياره، لكن تشكيل الحكومة الانتقالية لم يضع حداً للحرب، بل استمر تهجير وقتل المدنيين".

ولفتت إلى أنه أشد أشكال المعاناة التي يعاني الشعب السوري منذ بداية الأزمة حتى اليوم هي النزوح، النساء والأطفال يعانون أيضاً من هذه الانتهاكات، وحتى الآن لم يتم حل هذه القضية وما زالت الاعتداءات والأعمال اللاإنسانية مستمرة في المدن المحتلة.

 

"هجمات الاحتلال التركي على المدنيين لا تزال مستمرة"

وأشارت زهرة سمو إلى استمرار الهجمات والهجرة والأعمال اللاإنسانية في سوريا، "على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار كان ينبغي أن يكون الوضع سلمياً وآمناً في سوريا، إلا أن ذلك لم يحدث، ولا تزال هجمات الاحتلال التركي على المدنيين مستمرة، وتُنفذ عمليات القتل والتهجير بحق المدنيين، وتتحمل الحكومة الانتقالية المسؤولية عن هذه الهجمات وانتهاكات حقوق الإنسان في البلاد".

وأضافت "في هذه المرحلة التي تمر بها سوريا، حان الوقت لكل مهجر ونازح أن يعود إلى أرضه ويعيش في بيته، سواء في عفرين أو سري كانيه أو كري سبي، والمهجرون يقاومون في مخيمات النزوح، ورسالتهم دائماً (سنعود إلى مدننا)".

وأوضحت أنه "تم إنشاء 6 مخيمات في مقاطعة الجزيرة ولم تتخذ الحكومة المؤقتة حتى الآن أي خطوات لإعادة قاطنيها إلى مدنهم، وعندما يتم تشكيل حكومة جديدة، يجب أن تكون قضية اللاجئين أساسية ويجب حلها".

 

"مقاومة سد تشرين تؤكد ارتباط الشعب بالأرض"

وأشادت زهرة سمو بمقاومة الشعب في سد تشرين، موضحةً أن ولاء ووفاء الشعب لأرضه هو رد الشعب وإصراره في سد المقاومة، "نرى أن هجمات الاحتلال التركي على سد تشرين مستمرة حتى هذه اللحظة، لماذا لم تتحرك الحكومة المؤقتة حيال ذلك حتى الآن؟ وليعلم الجميع جيداً أن الشعب أصبح يدرك أنه لا يستطيع العيش بدون أرضه ودياره، والوقفة الاحتجاجية على سد تشرين تظهر وفاء الشعب للأرض، وروح الشعب الثورية تنتعش هناك، لا أحد يستطيع أن يكسر إرادته، فالشعب يطالب اليوم بحقوقه ولن يتوقف حتى ينالها".

 

"دور المرأة أساسي والمطلب سوريا لامركزية"

وطالبت زهرة سمو في ختام حديثها المنظمات الإنسانية بالعمل بمسؤولية وضمير من أجل عودة اللاجئين إلى مدنهم، "على الحكومة المؤقتة الجديدة أن تعمل وفق واقع الشعب السوري، كما ينبغي النظر في دور المرأة، ومن ناحية أخرى يجب قبول أطياف ومكونات سوريا والعمل على عودة كل مهجر ووضع حد لمعاناتهم، حتى نتمكن من ضمان سوريا جديدة لا مركزية".