في مؤتمر الأممية الاشتراكية... دعوة إلى جعل قضية المرأة عالمية
سلط الوفد السوري الذي يشارك في مؤتمر الأممية الاشتراكية المنعقد في المغرب، الضوء على نضالات النساء السوريات وخاصة الكرديات، في تحرير مناطقهن من مرتزقة داعش.
حنان حارت
المغرب ـ أجمع المشاركون والمشاركات في فعاليات مؤتمر الأممية الاشتراكية، المقام بالعاصمة الرباط بالمغرب على مدى يومين 21 و22 كانون الأول/ديسمبر، على أن إفريقيا ليست مجرد جغرافيا، بل هي مرآة تعكس التحديات الكبرى التي يواجهها العالم، فهي تتمتع بإمكانات هائلة يمكن أن تسهم في تغيير معالم المستقبل، وتحقيق الرفاه لشعوب القارة وخاصة لدى النساء.
خلال المؤتمر الذي عقد تم التأكيد على التقدم العلمي والتقني الذي يشهده العالم، والذي يفتح آفاقاً جديدة للبشرية، لكن في ظل تصاعد النزاعات والتوترات الإقليمية والعالمية، وانتشار الانغلاق الهوياتي، من شأنه تغذية الانقسامات وتهديد القيم الإنسانية الأساسية التي تمثل حصيلة كفاح طويل.
وشددت المشاركات والمشاركين على أهمية تعزيز القيم الاشتراكية الديمقراطية كسبيل لمواجهة التحديات العالمية وبناء نظام عالمي أكثر عدلاً وسلاماً، لافتين إلى أن الحديث عن مستقبل العالم في ظل التغيرات الراهنة يستوجب من الحركة الاشتراكية استحضار الدور الحيوي الذي تضطلع به النساء، ليس فقط داخل إطار الأممية الاشتراكية، بل في مجتمعاتنا كافة.
وكانت الأزمة السورية حاضرة، في ظل حضور وفد مهم من اليساريين والنساء الكرديات، وقالت سما بكداش الناطقة باسم الحزب الديمقراطي إنه خلال الاجتماع الخاص بالنساء تم التطرق إلى معاناة النساء في العالم ككل وخاصة منطقة الشرق الأوسط، حيث تعاني النساء جراء الأزمات السياسية والصراعات المسلحة، لافتة إلى أنه تم التركيز على أهمية توحيد جهود النساء وجعل قضية المرأة قضية عالمية.
وقالت لوكالتنا "هناك حضور مكثف للنساء الكرديات من الأجزاء الأربعة، وتطرقن خلال كلمتهن إلى محاربة مرتزقة داعش والخطر الإرهابي الذي يهدد كافة المجتمعات وخاصة النساء".
وأشارت إلى أن مثل هذه المحافل الدولية تبقى فرصة للتطرق للقضايا العامة، والتأكيد فيها على ضرورة توحيد إطارات النساء كافة، لتحقيق الأمن والأمان والسلم في المنطقة "قضية النساء هي قضية واحدة أينما تواجدن مما يحتم علينا توحيد النضالات".
وحول تقييم التشبيك بين مكونات الحركة النسائية في الشرق الأوسط ودول شمال إفريقيا قالت "هناك حركة نسائية موجودة حول العالم سواء كان ذلك في الشرق الأوسط أو في شمال أفريقيا، لكن هي نضالات متفرقة، وهذه المحافل هي وسيلة للتشبيك والتنسيق بين كافة مكونات الحركة النسائية في كافة المجالات"، لافتة إلى أن هناك حركات تناضل على المستوى السياسي والدبلوماسي وهناك حركات تناضل من أجل مناهضة العنف ضد النساء، لتحقيق الحرية للنساء وحصولهن على حقوقهن والحد من العنف الممارس عليهن.
وبدوره أعرب الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي عن الآمال التي تعقدها مكونات الشعب السوري وبشكل خاص في إقليم شمال وشرق سوريا على الاشتراكية الدولية من أجل تحقيق السلام والاستقرار والديمقراطية في عموم سوريا.
وقال إنه منذ بداية الأزمة السورية لعب الحزب دوراً، حيث قام بتنظيم صفوف الشعب وأسس منظومة الحماية الذاتية في مواجهة الاعتداءات الظلامية من الداخل والخارج، حيث شهد العالم بأكمله شراسة الدفاع في مواجهة الفصائل المتطرفة الجهادية وفي مقدمتها داعش.
وأكد أن تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا مكن من إرساء قواعد العيش المشترك بين كافة الانتماءات العرقية والدينية من الكرد والعرب والسريان المسلمين والمسيحيين والايزيديين. لافتة إلى أن المرأة لعبت دوراً ريادياً في النضال والمقاومة من أجل ترسيخ قيم الديمقراطية والسلم الأهلي والمجتمعي.
وأبرز أن الصراع الذي خاضه الشعب السوري على مدى ثلاث عشرة عاماً قد أثمر في الثامن من كانون الأول بسقوط النظام، معتبر ذلك منعطفاً تاريخياً في مسار الثورة السورية. مبيناً أن الانهيار السريع للنظام أدى إلى تغير جيوسياسي وجيوعسكري في سوريا الجديدة، كما أن سيطرة الجهاديين على غالبية المدن السورية، يضع سوريا من جديد في مخاطر جدية محدقة "من غير المستبعد أن تعيد تلك الفصائل سوريا إلى العصور الوسطى، إضافة الى وجود مخاطر جدية بتعرض جميع الأقليات العرقية والدينية وخصوصاً الكرد لمجازر جماعية".
ولفتت إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي في الإدارة الذاتية في إقليم شمال شرق سوريا أظهر منذ البداية استعداده للتعاون مع الحكومة المؤقتة في دمشق والمشاركة في بناء سوريا الجديدة.
وناقش المؤتمر العديد من القضايا الحيوية من بينها التنمية والديمقراطية وتعزيز مكانة المغرب دولياً، كما عرفت الدورة الحالية حضوراً متميزاً لقيادات الأحزاب الاشتراكية من مختلف أنحاء العالم، كما وشكل المؤتمر فرصة للوفود لاكتشاف التقدم الذي تشهده الأقاليم الجنوبية المغربية، والمشاريع الكبرى في شمال المغرب، مثل ميناء طنجة المتوسط.