في اليوم الثاني... أوضاع النساء وقضاياهن على طاولة المسيرة العالمية للنساء

تتواصل أعمال اللقاء الدولي للمسيرة العالمية للنساء، ليتم النقاش حول التحضيرات للمؤتمر العالمي الذي من المقرر أن يعقد في تشرين الأول/أكتوبر القادم، ومناقشة المواضيع العالقة والتحديات التي تواجهها النساء في كافة أنحاء العالم.

نزيهة بوسعيدي وزهور المشرقي

تونس ـ لليوم الثاني على التوالي تواصل ممثلات منسقيات المسيرة العالمية للنساء، مناقشة أوضاع بلدانهن، وكيفية تحقيق أهداف المسيرة المتمثلة في معالجة قضايا النساء المهمشات والمضطهدات في القارات الخمس وتحديد برنامج الأعمال المستقبلية للمسيرة.

انطلقت أعمال اللقاء الدولي للمسيرة العالمية للنساء أمس الأربعاء 26 نيسان/أبريل، الذي ينظم في تونس، على امتداد أربعة أيام لمناقشة أوضاع النساء بالمناطق الممثلة بالتنسيقية من القارات الخمس، وقدمت ممثلات المسيرة العالمية خلال الجلسة الأولى لمحة عن أوضاع النساء في مناطقهن وأهم التحديات التي تواجهنها.

في تصريح لوكالتنا قالت ممثلة منسقية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمسيرة نعمة النصيري "سيتم اليوم النقاش للتحضير للمؤتمر العالمي الذي سينظم في أنقرة، من قبل طرف عضوات اللجنة الدولية للمسيرة من حيث المواضيع التي سيتم طرحها تلك المتعلقة بالمتطلبات اللوجستية والموارد التي سيتم توزيعها خلال هذا المؤتمر على جميع الحركات النسائية في العالم".

وأوضحت كذلك أنه سيتم التطرق إلى المسائل الإعلامية والمواضيع التي سيتم العمل عليها والاستراتيجية التي سيتم اعتمادها في الفترة ما بين عامي 2023 ـ 2028، بغض النظر عمن سيكون موجوداً ضمن عضوية المسيرة بعد الانتخابات.

وحول سبل التمويل لخدمة قضايا النساء، أشارت إلى أن التمويل من أبرز الإشكاليات التي تواجهها المسيرة العالمية للنساء لأنه لديها نظامها الخاص والقروض التي تأخذها لا يجب أن تكون تابعة للاتحاد الأوروبي ولا للولايات المتحدة الأمريكية، بل هي قروض تمنح من قبل جمعيات شعبية سياسية يسارية، وتمويلها يكون من قبل مناضلات ومناضلين سياسيين ويساريين وبالتالي يبقى إشكال التمويل مطروحاً والموارد المالية قليلة.

وأكدت على أن هدف عضوات وتنسيقيات المسيرة العمل مع النساء القاعديات، والوصول إلى كافة النساء المهمشات في المناطق النائية والأرياف والعاملات في الفلاحة والهياكل غير المنظمة.

وأضافت "عندما نتحدث عن الصعوبات التي تواجهنا وخاصة في المنطقة التي أتولى البحث فيها أي تنسيقية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نجد أمامنا سوريا وليبيا، ففي تلك الدولتين ليس لدينا أي علاقات مع مناضلات نسويات تحملن المبادئ النسوية كما هي موجودة في المسيرة العالمية للنساء ليكون هناك تنسيقية داخلها"، لافتةً إلى أن المسيرة تواجه صعوبات كذلك في كل من أمريكا وأوروبا ويعود ذلك إلى وجود صعوبة في اختيار النائبات واختيار انتمائهن السياسي والفكري المستقل وكذلك الإيمان بأهداف ومبادئ المسيرة ألا وهي ضد الرأسمالية والليبرالية وتفقير النساء.

 

 

من جانبها قالت ممثلة منسقة المسيرة العالمية للنساء عن الزمبابوي ريتا نيامبينجا، وهي ناشطة نسوية متهمة بالدفاع عن السجينات في بلدها، أن النظام الرأسمالي والأبوي توأم يسعيان عبر استراتيجيات مشتركة لتدمير النساء بأشكال مدروسة.

وأوضحت بأن موجة العنف التي اجتاحت العالم وتستهدف النساء بشكل خاص ينتجها الرجال، لذلك فإن المسؤولية النسوية تتمثّل في أن تتضامن فيما بينهن للوقوف ضدّ كل أشكال العنف ضدهن.

وعن الاستراتيجيات التي دعين لها عبر الجلسة الأولى للمسيرة العالمية للنساء لإيجاد صيغ ومبادرات سياسية نسوية واجتماعية للدفاع عن المرأة وحقوقها، وكيفية إنجاحها، تؤكد على إنه وجب العمل والتنصيص على كيفية تطبيق تلك الخطط على أرض الواقع وفي الوقت ذاته كيفية مشاركة النساء في إنتاج هذه الاستراتيجيات وتطبيقها، لافتةً إلى أن معظم الخطط أكاديمية لا تصنعها النساء أنفسهن وهو أسلوب وجب محاربته لتغيير الواقع.

وفيما يتعلق بدور التنظيمات النسوية في أفريقيا للنهوض بواقع المرأة التي تعيشها وسط حروب وانقلابات واضطهاد مضاعف تقول "أولاً علينا التساؤل معاً، هل هناك تنظيمات نسوية حقيقية في أفريقيا؟ هناك نسوية أو رؤية في أن تكون نخبوية أو نسوية للبورجوازيات اللواتي تتحلين بالكثير من الامتيازات ولا تمثلن بقية النساء بأوجاعهن ومآسيهن، ما نحن بحاجة إليه اليوم هو النسوية التي نستطيع إيصالها إلى الفتيات والمراهقات والريفيات غير القادرات على الحصول على تعليم عالٍ ومجاني، هذه هي النسوية التي نحن بحاجة لها للنهوض بواقعنا".

وأّكدت الناشطة ريتا نيامبينجا على أنه وجب النضال باسم سجينات الرأي والحرية في كل بقاع العالم واللواتي زجّ بهن في المعتقلات بسبب آرائهن الداعمة لتحرير النساء والمناصر لقضاياهن، في وقت تسعى الأنظمة الرأسمالية إلى قطع كل الطرق المؤدية إلى الحرية وإلى تحسين وضع النساء.