مصورة سينمائية تأثرت بثورة المرأة وتؤكد بأن السينما أقوى أداة لإظهار واقع المرأة

المصورة السينمائية راكيل فرنانديز نونيز التي صورت العديد من الأفلام الشهيرة وشاركت في مسلسل La Casa de Papel، تحدثت عن مدى تأثرها بثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، مؤكدة بأن النساء أصبحوا رمزاً للنضال والمقاومة من خلال التضحيات التي قدموها للثورة.

بيريفان إيناتجي

مركز الأخبار ـ في ظل الضغوطات التي تعيشها المرأة وسيطرة العقلية الذكورية، تصبح السينما أقوى أداة تظهر واقع المرأة والمجتمع، بناءً على ذلك يستطيع المصور السينمائي أن يصبح عيناً ولساناً وأذناً للمرأة والمجتمع. كما أن التصوير السينمائي هو تناغم وتوافق بين عناصر ومشاهد الفيلم والسيناريو.

أوضحت المصورة السينمائية راكيل فرنانديز نونيز أهمية العلاقة بين السينما ونضال المرأة وأهمية الأعمال السينمائية النسائية "معظم الكتاب ومؤلفي الأفلام هم رجال ولهذا السبب فالأفلام التي ينتجونها بعيدة عن حقيقة النساء. ونتيجة لمقاومة النساء التاريخية ضد الذهنية الذكورية السلطوية اتيحت لنا الفرص بأن نكتب روايات ونألف أفلام عن أنفسنا ونعبر عن مقاومة النساء وحقيقتهن".

وأشارت إلى المكتسبات التي قدمتها ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا للنساء "المرأة اصبحت رمزاً للمقاومة والنضال في إقليم شمال وشرق سوريا، وهذا أظهر للعالم أجمع بأن النساء قادرات على بناء عالم قائم على أساس المساواة والحرية".

 

30 عاماً... رحلتها في عالم السينما

وحول مسيرتها في السينما قالت "نُظمت العديد من المهرجانات السينمائية في المدينة التي ولدت فيها ولا تزال مستمرة إلى يومنا هذا، تلك المهرجات السينمائية أثارت لدي جدل كما أظهرت لي تلك الأفلام أنماطاً مختلفة من الحياة، وقضايا سياسية وثقافية مختلفة، وهذا أثر على بناء شخصيتي كثيراً. أدركت أنني أريد أن أعرف وأتعرف على كل شيء بنفسي. على سبيل المثال، الأماكن والعوالم التي كنت أشاهدها في الأفلام كانت تزرع في نفسي جدلاً حول معرفة حقائقها. أعتقد أن هذا هو السبب الذي جعلني أصبح مصورة سينمائية. أردت أن أكون هناك، وأن أعرف كل شيء عنها وأن أجعلها صورة أو مشهداً. فالفيلم أداة لسرد القصص والحقائق".

وأوضحت هدفها الرئيسي من تصوير الأفلام خاصة في السنوات الأخيرة "إظهار مكانة المرأة بالطريقة الصحيحة"، مشيرة إلى أنه "من أجل أن يتم رؤيتنا بالطريقة الصحيحة وفي نفس الوقت أن نسأل أنفسنا، ماذا يوجد بداخلنا؟" أحاول إظهار ذلك من خلال الصور والمشاهد.

 

"علينا النضال في المجال السينمائي"

وحول أهمية دور المرأة في السينما تتساءل كيف يمكننا كسر الصور النمطية للمرأة التي تفرضها علينا السينما؟ "في البداية، أعتقد أننا بحاجة إلى التحليل والتساؤل وما هي هذه الصور النمطية؟ وبعد أن نعرف ذلك علينا أن نخوض النضال، لأن ذلك يتطلب النضال والكفاح. على سبيل المثال، الصورة النمطية للمرأة الضحية أو الضعيفة. لا أعرف كل الشخصيات التي انتشرت في عالم السينما، أو في مجال الفن. لكن الأرجح هو تحليل تلك الشخصيات، وخاصة تلك التي لا تظهر حقيقة المرأة، وهذا الدور والمهمة تقع على عاتقنا ومسؤوليتنا".

وعن الصعوبات التي يوجهونها في هذا المجال بينت أن "الرجال ليس لديهم القدرة على تعريف حقيقة المرأة. وفي يومنا الراهن نمتلك المعرفة والأساليب التي نعبر من خلالها عن أنفسنا. كمصورة سينمائية، أحاول القيام بذلك من خلال الكتابة وتحليل ما هو مكتوب ومناقشته مع مخرج الفيلم. إذا رأيت أن هناك شيئاً خاطئاً، أشير إليه وأقول إنه خاطئ".

 

"النضال هو الطريق الوحيد الذي يظهر حقيقة المرأة"

وقالت إنه من أجل إظهار حقيقة المرأة بالشكل الصحيح، من الضروري بذل جهد ونضال كبير " أطرح القضايا التي تحمي حقوق المرأة في كافة الاجتماعات والنقاشات التي تدور حول ذلك واعتبر ذلك نضالاً لتغيير الذهنية الذكورية، فالعصر الحالي يتيح لنا فرص كبيرة نستطيع من خلالها حماية حقوق المرأة، لذلك يجب علينا الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية والاستمرار في نضالنا في كافة الميادين".

 

"ثورة المرأة دليل على ضمان حقوق النساء"

وأشارت إلى تأثير ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا على نساء العالم "ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا هي رمزاً للمقاومة والنضال. كما أنها فتحت الأبواب أمام كافة النساء للمشاركة في الساحات السياسية والعسكرية والاقتصادية، واستطاعت النساء بناء الثورة عن طريق تدريبهن وتثقيفهن، فالحماية والدفاع عن النفس هي أهم شيء للنساء. وهذا ما لفت أنظار النساء من كافة أنحاء العالم وتوجهت نحو الثورة لمشاركة تجارب ومكتسبات النساء التي حصلت عليها في الثورة".

 

من هي راكيل فرنانديز نونيز؟

ولدت راكيل فرنانديز نونيز عام 1972 في مدينة بلد الوليد بإسبانيا. تخرجت من قسم التصوير السينمائي في مدرسة مدريد للسينما. تعمل راكيل نونيز في مجال السينما منذ 30 عاماً، وقد قامت بتصوير العديد من الأفلام الوثائقية. شاركت في لجنة تحكيم التمثيل وهي محترفة في عملها، ولها خبرة عميقة في مجال التصوير السينمائي.