"فتيات السهل" نساء تواجهن حرباً غير متكافئة
"فتيات السهل" رواية لنساء أسيرات في الحرب تعرضن لأبشع أشكال التعذيب، وستُعرض في مجمع فجر سنه.
دنيا نظري
سنه ـ سيقدم مسرح دشت في الفترة ما بين (20 ـ31) حزيران/يونيو في هضبة تمشا بمجمع فجر سنه شرق كردستان، عرض مسرحي من تأليف وإخراج عبيد رستمي، وإنتاج بهار لطافتيان، وهو مستوحى من مسرحية (كلاب أمي وعظامها) للمخرج مزيغان خالقي.
"بنات السهل" رواية لنساء تم أسرهن في الحرب وتعرضن لأبشع أشكال التعذيب واستمر أسرهن حتى بعد انتهاء الحرب، ويمكن إسقاط هذه الحالة على جميع الحروب في أي مكان في العالم، فهذه المسرحية تدعو الناس إلى عالم الظلام عالم مهما تم إنكاره موجود ومن المؤكد أن هناك نساء في السجون تتمنين الموت، لأن الموت حرية بالنسبة لهن وهذا واضح في إحدى الحوارات بالمسرحية.
تقول إحدى الشخصيات "لم يبق شيء للرصاصة أن تقبل جسدنا وتطلقنا"، فهي ترى الموت حلماً، يشعر الجمهور بالعجز أمام مثل هذا الواقع، لأنه لا يملك القدرة على الهروب منه، ولم يصنع منه شيئاً، ولا يمكنه إلقاء اللوم على النساء اللاتي يقتلن أطفالهن الذين حملن بهم بعد تعرضهن للاغتصاب، ولا يمكنه إلقاء اللوم على شخص يرغب في الموت لذلك يعطي الحق، وكأنه يدفع ثمن عدم مبالاته بمصير هؤلاء النساء المجهولات عبر التاريخ فتيات السهل تجبرنا على مواجهة لامبالاتنا ومواجهة الحقائق.
عرض فتيات السهل يتحدث عن مصير النساء المتأثرات بالحرب في جميع أنحاء العالم، في بداية القصة تقابل نساء تتمردن وتحتجن، وتأملن في العثور على أبنائهن المفقودين والوصول لعالم ما بعد الحرب، والنساء في هذه القصة لا تلمن أنفسهن على تعرضهن للاغتصاب بل إنهن تفكرن في الانتقام، وفي نهاية القصة تصادف نساء بلا أجساد وبلا مشاعر، نساء يجهضن الأجنة ويتغلب المنطق على عواطفهن، لأنهن تعتبرن أن إجهاض أطفال العدو شكلاً من أشكال الانتقام والرد الأكثر حكمة على الوضع الحالي. لذا، نحن أمام نوع من النضال وفي كل لحظة ننتظر تمرداً يحول هذا الظلام إلى نور.
ولكن كيف يمكن للإنسان أن يتحمل سنوات من العبودية والحرية؟! شخص يظن دائماً أنه المخلوق الوحيد الذي يموت من أجل الحرية، لكن العبودية مخيطة على جسده وهو مخلوق مشوه دون أن يدري وفي نهاية القصة تفاجئنا فتيات السهول وتستسلمن لأسرهن حتى بعد انتهاء الحرب.
فتيات السهل هي صفعة للنساء، فالكاتب يريد أن يقول لهن تمردن على العادات والرغبات، وتجدر الإشارة إلى أن الرواية هي إشارة إلى قصة حقيقية لحرب البوسنة والهرسك مع الصرب عام 1992، والتي أدت إلى مقتل ثمانية آلاف شخص في أقل من أسبوع، وسبي النساء واغتصابهن، وقتل الأطفال وجزء بسيط من الجرائم التي ارتكبت تظهر هول هذه الحرب.
ممثلو هذا العرض هم كوروش أحمدي، أنيتا جعفري، مهنا زاري، حسام جنتي، صبا مرادي، نارين كريمي، ميلاد المعادي، روزا فيسي، آيشين بازيار، بارسا فيسي، بارسا مرابي، نيليا رستمي، فقدرتهم على إيصال الفكرة جديرة بالثناء، ولهذا السبب، لفت هذا الأداء انتباه العديد من المسرحيين وأهل الفن ولاقى ترحيباً من الجمهور.