"فات الأوان"... فرق الإنقاذ تصل في اليوم الثالث للزلزال إلى مرعش

لا يزال الأهالي في مدينة مرعش بتركيا ينتظرون أمام المباني المدمرة آملين بالعثور على ناجين من أقاربهم أو عوائلهم، أو حتى استلامهم جثثهم.

مدينة مامد أوغلو

مرعش ـ لم يتبق مبنى متماسك واحد في مركز مدينة مرعش في تركيا، التي تضم العديد من الأحياء، حيث يقضي الناس الليل في الخارج وعلى الأنقاض، كما أن جهود البحث والإنقاذ في تلك المنطقة بدأت في اليوم الثالث للزلزال.

لا يوجد مبنى واحد في المدينة غير متضرر تقريباً، عند الوصول إلى ملعب المدينة كانت مشاهد الدمار شاملة للمنطقة بأكملها، والأهالي ينظرون إليها بأعين مليئة بالدموع، هناك بعض الشباب المتطوعون من إسطنبول يشاركون في جهود البحث والإنقاذ في المنطقة، بالإضافة غلى فريق واحد لإدارة الكوارث الجوية.

 

"لا يمكنهم حتى إخراج الناس الأحياء"

زليخة بوتكايار التي كانت تنتظر منذ أربعة أيام لتلقي أي أخبار عن ابنها الذي تُرك تحت أنقاض مبنى مؤلف من ٨ طوابق انهارت بشكل كامل، عبرت عن الوضع بجملة "كل شيء متأخر جداً" لم تأتي فرق الإنقاذ منذ اليوم الأول إلى المنطقة.

وأضافت "لقد انتظرنا إخراج جنازات أطفالنا هنا منذ أربعة أيام"، موضحة "عند حدوث أي زلزال كبير تطلق صافرة الإنذار للهروب بعيداً، لكن كل هذه الكلمات قصص لا يمكنك حينها حتى النهوض، لأنه لا توجد فرصة، فقد اصطدمت الشقق مع بعضها البعض في هذا الزلزال، تعتقد أن الجثة هنا في هذه الغرفة وفجأة تجد بأنها تستخرج من أنقاض بناية أخرى".

وقالت "إذا حصلنا الآن على أجساد موتانا فهذا كاف، أتساءل أحياناً ما إذا كان هذا حقيقة أم كذبة؟، لكن لا يوجد شيء يمكننا القيام به، تستمر عمليات البحث لكن الهزات الارتدادية خطيرة للغاية، نتنقل هنا وفي أيدينا أكفان أطفالنا، لم يكن هناك أحد في اليوم الأول، كنا بمفردنا وحاولنا أن نفعل أي شيء كعائلة، جاءت المساعدات في الأمس واليوم، لكن ماذا سيحدث الآن؟، ما الذي سيتغير؟، لا يمكنهم حتى إخراج الناس الأحياء من تحت الأنقاض، لا يمكن إزالة المباني والجدران".

 

"لا نعرف أبداً ما الذي سيحدث بعد ذلك"

بدورها قالت الناجية من الزلزال علياء تمل "كنت أنا وزوجي جالسين في المنزل وفجأة حدث الزلزال، ثم غادرنا منزلنا ولم نتمكن من دخوله مرة أخرى، كنا ننام داخل السيارة في هذا الطقس البارد منذ أيام، لا نعرف حتى ما الذي سيحدث الآن، لقد انهارت جميع المنازل المحيطة بمنزلي، ومنزلنا أيضاً على وشك الانهيار، نحن في وضع سيء للغاية".