دون أي أفق للنجاة... السكان في السودان يعيشون بين الموت والجوع
في موجة نزوح جديدة، أعلن المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في إقليم دارفور أن أكثر من 3 آلاف شخص فروا من ولاية الفاشر غرب السودان نحو جبل مرة بعد اشتداد وتيرة المعارك بين أطراف النزاع.
مركز الأخبار ـ شهدت مدينة الهلالية في ولاية الجزيرة كارثة إنسانية متفاقمة جراء الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على المدينة والقتال المستمر الذي أودى بحياة 537 مدنياً بينهم نساء وأطفال بعد أن ارتكبت الأخيرة انتهاكات جسيمة ومجازر بحق الأهالي.
أفاد المتحدث باسم تنسيقية النازحين واللاجئين في إقليم دارفور أمس الثلاثاء 19 تشرين الثاني/نوفمبر، أن قرابة 642 أسرة أي ما يعادل 3210 شخص فروا من مدينة الفاشر غرب السودان إلى مناطق في جبل مرة وسط دارفور بعد اشتداد وتيرة القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ونوه إلى أن النازحين في السودان يعيشون ظروفاً إنسانية قاسية في ظل عدم توفر أبسط مقومات الحياة اليومية مثل الغذاء والدواء والمياه وغيرها، وشدد على ضرورة زيادة الدعم المالي من قبل الجهات المانحة لتلبية احتياجات النازحين المتزايدة الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية وأمراض أخرى.
ومنذ أيار/مايو 2023 فر أكثر من 500 ألف شخص من العاصمة التاريخية لإقليم دارفور صوب المناطق في جبل مرة، فيما فر آخرون إلى الولايات الشمالية.
ارتفاع حصيلة القتلى في الهلالية
أعلنت منظمة محلية أن حصيلة القتلى في مدينة الهلالية شرق ولاية الجزيرة، ارتفعت إلى 537 شخصاً حتى السابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، من بينهم 53 طفلاً و293 امرأة، مشيرةً إلى أن العدد الحقيقي لإعداد الضحايا قد يكون أكبر نظراً لتعذر الوصول إلى بعض المناطق المحاصرة.
وتسبب الحصار الذي فرضته قوات الدعم السريع على مدينة الهلالية ورفاعة وتمبول وأبوقوتة، إضافة إلى المناطق والقرى المحاصرة الأخرى في تفاقم معاناة الأهالي الذين يعانون من انعدام الأمن والغذاء والمياه الصالحة للشرب.
كما قامت قوات الدعم السريع وفقاً للمصادر بعلميات سلب ونهب وتخريب مستهدفة بذلك المنشآت الخدمية والمحال التجارية حتى ممتلكات المدنيين خاصة من بقوا تحت الحصار ولم يتمكنوا من الفرار ليجدوا أنفسهم بين الموت والجوع دون أي أفق للنجاة في ظل أوضاع إنسانية كارثية.
ويعيش السكان في السودان منذ منتصف نيسان/أبريل 2023 نزاعاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والذي بدأ في الخرطوم، وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار وتسبب بمقتل وإصابة آلاف المدنيين فضلاً عن نزوح الملايين قسراً من منازلهم داخل وخارج البلاد.
كما أدى النزاع الذي لا يزال دائراً إلى تدمير البنى التحتية في العديد من المناطق خاصة في مدن درافور مما زاد من تفاقم الأوضاع الإنسانية خاصة بعد الهجمات المستمرة على المنشآت المدنية مثل المستشفيات، والمرافق الأساسية