دعوات لتمكين الفتيات في أفغانستان للعودة إلى المدرسة
في أعقاب تراجع طالبان عن وعدها السابق بالسماح للفتيات بالعودة إلى المدارس، أكد أعضاء في مجلس الأمن، ووزيرات خارجية من 16 دولة حول العالم
مركز الأخبار ـ في أعقاب تراجع طالبان عن وعدها السابق بالسماح للفتيات بالعودة إلى المدارس، أكد أعضاء في مجلس الأمن، ووزيرات خارجية من 16 دولة حول العالم، على ضرورة تمكين الفتيات في أفغانستان للذهاب إلى المدرسة، وشددوا على أن التعليم حق من حقوق الإنسان.
رسالة موحدة إلى طالبان
جاء في بيان قرأته سفيرة الإمارات لانا زكي نسيبة، للصحفيين في نيويورك، أمس الجمعة 25 آذار/مارس، نيابةً عن النرويج، ألبانيا، البرازيل، فرنسا، غابون، إيرلندا، المكسيك، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، أنه "كانت أكثر من مليون فتاة أفغانية تستعد للعودة إلى المدرسة هذا الأسبوع، ولكن تبددت آمالهن في اللحظة الأخيرة عند بوابات المدرسة، عندما علمن أنه سيتم حرمانهن من حقهن في التعليم، من خلال قرار تعسفي"، مضيفةً أن "هذا القرار هو عكس الالتزامات التي تعهدت بها طالبان في الأسابيع والأشهر الأخيرة".
البيان وصف القرار بأنه "نكسة مزعجة للغاية في خضم الانخراط المستمر لسلطات الأمر الواقع في أفغانستان مع المجتمع الدولي"، وتم التأكيد على أن "التعليم حق عالمي لجميع الأطفال، وهذا يشمل فتيات أفغانستان".
ومن جانبها قالت السفيرة النرويجية منى جول، أنه "يتساءل البعض لماذا يعتبر التعليم من اختصاص مجلس الأمن؛ لأن التعليم على شفا الانهيار، وفي سبيل تأمين مستقبل آمن ومستقر لأفغانستان لا يمكن للسلطات أن تضيع المواهب والإمكانات، وتحرم نصف سكان البلاد من التعليم، فهو اللبنة الأساسية لكل مجتمع".
وأضافت "بهذا البيان يبعث أعضاء مجلس الأمن برسالة موحدة إلى طالبان لفتح المدارس للجميع، وتوفير بيئة تعليمية آمنة لجميع الأطفال والفتيات في البلاد".
وأشارت منى جول إلى تمديد مجلس الأمن الأسبوع الماضي تفويض بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان لمدة عام واحد، لافتةً إلى أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على استعداد لمواصلة دعم الشعب الأفغاني، بما في ذلك توفير التعليم لجميع الأطفال، مضيفةً أن "ملايين الفتيات في أفغانستان تُركن في بيوتهن وهن يبكين هذا الأسبوع. لا يمكننا أن نخذلهن".
"على طالبان الالتزام بوعودها"
ووجهت وزيرات خارجية من 16 دولة حول العالم، رسالة لطالبان وناشدن فيها الحركة للتراجع عن قرار حرمان الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية، وجاء ذلك بعد أن قررت حركة طالبان التي سيطرت على البلاد في آب/أغسطس 2021، وبشكل مفاجئ عدم إعادة فتح المدارس يوم الأربعاء 23 آذار/مارس الجاري، للتلميذات من الصف السادس وما فوق، ولكنها نكثت بوعدها.
ووقعت وزيرات خارجية ألبانيا، وأندورا، وأستراليا، وبلجيكا، والبوسنة، وكندا، وإستونيا، وألمانيا، وأيسلندا، وكوسوفو، وملاوي، ومنغوليا، ونيوزيلندا، والسويد، وتونغا، وبريطانيا على بيان مشترك بهذا الشأن.
وجاء في البيان "بصفتنا نساء ووزيرات للخارجية، نشعر بخيبة أمل كبيرة، وقلق عميق من حرمان الفتيات الأفغانيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية. القرار مقلق بشكل خاص بسبب إعلان طالبان التزاماتها المتكررة بفتح المدارس للجميع".
وقال البيان "ندعو طالبان إلى التراجع عن قرارها الأخير ومنح المساواة في الوصول إلى جميع مستويات التعليم في جميع ولايات البلاد".
وقالت الوزيرات إنهن "يراقبن عن كثب وفاء طالبان بالتزاماتها، وسوف يتم تقييمها من خلال إجراءاتها، وليس من خلال تصريحات قادتها".
"الحرمان من التعليم يعرض أفغانستان للخطر"
وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أسفه الشديد إزاء إعلان سلطات طالبان تعليق تعليم الفتيات من الصف السادس فما فوق، حتى إشعار آخر.
وأشار إلى أن "فشل سلطات الأمر الواقع في إعادة فتح المدارس للفتيات فوق الصف السادس، على الرغم من الالتزامات المتكررة هو خيبة أمل عميقة، وأمر مدمر للغاية لأفغانستان".
وقال إن "الحرمان من التعليم لا ينتهك الحقوق المتساوية للنساء والفتيات في الحصول على التعليم فحسب، بل إنه يعرض مستقبل البلاد للخطر أيضاً في ضوء المساهمات الهائلة من النساء والفتيات الأفغانيات".