دمشق تحتضن لقاءً حوارياً حول رؤية السوريين للعملية الانتقالية

سلط المشاركون والمشاركات في اللقاء الحواري الذي نظمه شبكة الإعلاميات السوريات في العاصمة السورية دمشق، الضوء على ضرورة رسم خارطة طريق تعكس التنوع الجغرافي والفكري لسوريا الجديدة بمشاركة جميع المكونات والمدن.

راما خلف

دمشق ـ ناقش السوريين والسوريات من مختلف المناطق في لقاء حواري نظمه شبكة الإعلاميات السوريات، رؤى عملية الانتقال السياسي في البلاد ودور المجتمع السوري في هذه المرحلة الحساسة، مع التركيز على الحفاظ على السلم الأهلي ومدّ الجسور بين مختلف المناطق السورية والتوجهات الفكرية.

افتُتح اللقاء الذي نُظم أمس الخميس التاسع من كانون الثاني/يناير، بتأكيد المشاركون والمشاركات على أن سوريا لا يمكن اختزالها بدمشق وحدها، حيث أن غالبية القضايا التي تحتاج إلى حلول مستدامة تتركز في مناطق الشمال والشمال الشرقي والجنوب وكذلك الساحل.

كما شددوا على أهمية تبنّي نقاشات جريئة حول الحلول الممكنة لمرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، من منظور أبناء وبنات هذه المناطق، بهدف تحقيق عدالة اجتماعية وسياسية تعكس تطلعات الجميع.

ولفت المشاركون والمشاركات إلى ضرورة رسم خارطة طريق تعكس التنوع الجغرافي والفكري لسوريا، وضمان مشاركة كل المناطق في صياغة مستقبل البلاد، مشيرين إلى أن معالجة القضايا العالقة مثل التهجير والحقوق الاقتصادية، والحفاظ على النسيج الاجتماعي، تحتاج إلى رؤية شاملة ومنفتحة.

كما ناقش الحاضرون الدور المحوري الذي يمكن أن يلعبه المجتمع المدني في العملية الانتقالية، بالإضافة للتركيز على أهمية المجتمع المدني كوسيط لتقريب وجهات النظر بين المناطق السورية المختلفة، التي عانت من الانفصال عن بعضها خلال العقد الماضي، مؤكدين على أن بناء جسور التواصل بين المناطق والتوجهات الفكرية المختلفة يعد خطوة أساسية لضمان نجاح أي انتقال سياسي.

كما تطرّق النقاش إلى دور المجتمع المدني في العمل مع الجهات الرسمية لدعم العملية الانتقالية، وإيجاد حلول عملية للقضايا الشائكة مثل حقوق الملكية وإعادة الإعمار وتعزيز سيادة القانون.

وعلى هامش اللقاء قالت الصحفية رغد المطلق "نعيش على أمل أن تنصف المرحلة الانتقالية كافة السوريين، ونأمل أن يكون القادم معلوم وليس مجهول كوننا صوت واحد لبناء سوريا الجديدة فنحن الآن نبني بلد من العدم، ونساهم في ذلك من خلال تكاتف الجهود والعمل وبذلك نضمن حقوقنا في المرحلة القادمة".

وعن دور المرأة في المرحلة الانتقالية أوضحت "كصحفيات ونشاطات نحاول أن يكون صوت النساء مسموع من خلال مداخلاتنا على كافة وسائل الإعلام والتواصل الرقمي، نطالب بضمان التشاركية للنساء على جميع الأصعدة، ولن نسمح بأن يكون هناك مضايقات على حرية الرأي والتعبير على غرار المرحلة السابقة"، مضيفةً "على أمل أن تكون لنا مساحة كافية من الحرية تضمن لنا التشاركية، كما نأمل كشابات أن تكون لنا تشاركية في المرحلة القادمة".

 

 

بدورها قالت سوسن رشيد بأنه "كان هناك عمل على مدار 14 عاماً من قبل النساء في منظمات وتجمعات وتحالفات وحركات نسائية على خلاف الجغرافية السورية التي حصلت فيها الكثير من التقسيمات لكن النساء استطعن أن تتواصلن، وجمعتهن المعاناة المشتركة سواء بالتهجير أو فقدان عوائلهن أو تعرضهن للاعتقالات، لذلك جمعت النساء جهود وعمل مشترك"، لافتةً إلى أنه "الأهم من كل هذا جمعتنا في المرحلة الحالية لقاءات مشتركة في دمشق، وكل ما عملنا عليه خلال السنوات الماضية اجتمعنا اليوم لننفذ تطلعاتنا ومشاريعنا مع بعضنا البعض وننطلق بها من دمشق".

وعلقت على تصريحات عائشة الدبس بالقول "هذه التصريحات أثارت ضجة وجدل على مواقع تواصل الرقمي"، مشيرةً إلى أن "هذه التصريحات تجعلنا جاهلين وتقودنا نحو تقيّد الحريات وتكميم الأفواه".

وذكّرت بما تسمى بحكومة الإنقاذ في إدلب كتجربة على عمل إدارة هيئة تحرير الشام "فيها تضييق على النساء والصحفيين، وما شهدته إدلب مؤخراً من احتجاجات على اعتقال الصحفيين مثال على ذلك، ولا تزال هناك مخاوف من أن يصبح ذلك نموذجاً، نحن نعبر عن رأينا ومطالبنا كي لا يفرض علينا نهجاً لا نطيقه وتكتم أصواتنا كما حصل خلال حكم الأسد، حيث كان الجميع يلتزم الصمت خوفاً من الاعتقال أو الاختفاء القسري".

وأكدت سوسن رشيد "نحن لا نقبل أن نكون في الهوامش نحن جزء من هذا المجتمع لدينا قضايا وحقوق يجب أن نعمل عليها وننظم أنفسنا على هذا الأساس من خلال إنشاء تحالفات ومبادرات وحملات ولقاءات نسائية كما لقاء اليوم لأنه من شأن هذه المبادرات جعل صوت المرأة مسموع بشكل أفضل".

وختم اللقاء بجملة من التوصيات أبرزها تعزيز الحوار بين أبناء المناطق المختلفة لخلق رؤية مشتركة تعكس التنوع السوري، وكذلك دعم مبادرات المجتمع المدني لتقريب وجهات النظر وتخفيف التوترات بين المناطق، بالإضافة لوضع خطط عملية لدور المجتمع المدني في المرحلة الانتقالية.